يتميز المجتمع الإماراتي بأنه مجتمع ملتزم ومحافظ على العادات والتقاليد بشكل عام·· ولكنني أعتقد أن هناك بعض العادات التي تحتاج إلى تفكير وتغيير حتى تصب هذه العادات في مصلحة المجتمع·· فمن أبرز ما يحتاج إلى إعادة نظر أن يقوم الأهالي بـ ''حجز'' الفتاة منذ صغرها لابن عمها أو ابن خالها أو خالتها·· معتقدين أنهم بذلك يقطعون حبل الوصل مع أي شخص يريدها زوجة في المستقبل·· كما أنها قد تكون مرتبطة كلامياً فقط ثم لا يقدم ابن عمها على الزواج منها، ما يجعلها رهينة لمشورته ورغبته حتى تصل إلى سن العنوسة·
قد تكون هناك زيجات ناجحة من هذا الحجز الأسري·· لكن الغالبية العظمى فشلت لعدم وجود التوافق المرجو والمطلوب لبناء عائلة·· بالإضافة إلى تدخل كل طرف في نزاع الاثنين وتكبير المسألة بينهما كثيراً بحيث تكون القطيعة بين العائلتين هي النتاج الأكيد·· لذا لا أقول إلا صدق من قال ''زواج الأقارب··! ''·
أنا بالطبع لا أدعو إلى نبذ هذه العادة·· بالعكس فشيء جميل أن تتقارب العائلة أكثر من خلال أبنائها وبناتها، لكن كل شيء بحدود·· فلا يجب ربط الفتاة باسم أحدهم منذ الصغر، كما لا يجب التدخل في مشاكل الزوجين·· بل ترك الحرية والقدرة لهما في حل مشاكلهما على طريقتهما الخاصة·· حتى ينشأ جيل واعٍ وقادر على اتخاذ القرارات، وبالتالي إيجاد عائلة ذات علاقة متفتحة ومحافظة على التواصل والقرب الأسري·
مريم عبدالرحيم
عدد اليوم
