إبراهيم سليم (أبوظبي)
شدد العلماء ضيوف صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، خلال دروس أمس، على أهمية الالتزام بأحكام الصيام، والتقيد بشروطه، وكذلك التفاني في العمل، حيث لا يتعارض العمل مع الصيام.
وتناول العلماء موضوع فقه الصيام بحسب البرنامج الذي أعدته الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، والذي يجب على كل مسلم تعلمه، وأركانه من النية، ثم الإمساك عن الطعام والشراب، وبقية المفطرات من الفجر إلى غروب الشمس، كما تحدثوا عن صيام ذوي الأعذار، ككبار السن الذين لا ينصح الأطباء بصيامهم لشيخوختهم التي تستدعي تناول الأدوية في أوقاتها لئلا تتدهور صحتهم وينهكهم الصيام، ومثلهم أصحاب الأمراض.
وبين العلماء التدرج في صيام الأطفال، بحيث ينبغي للأهل ترغيبهم بالصيام، وهم أبناء سبع فما فوق، وهذا ليس بواجب عليهم قبل بلوغهم سن التكليف، ولذلك لا ينصح بإجبارهم على الصيام إذا كانوا لا يطيقونه بعد، فما تزال أجسادهم بحاجة للتغذية ومواصلة النمو الطبيعي، ولا يوجد في شرع الله ما يصادم خلقة الله سبحانه وتعالى أخذاً بقوله تعالى (يريد الله بكم اليسر) كما توسّع العلماء في فقه الصيام للمسافرين، وطالبوا بالتيسير للمسافرين سفراً مرهقاً، أخذاً بحديث (ليس من البر الصيام في السفر) وكل مشقة تجلب التيسير كما قرر الفقهاء.
وخالصة ما بينه العلماء من فقه الصيام تدلّ على رحمة الله سبحانه وتعالى بعباده، لأنه ما جعل عليهم في الدين من حرج، ولكن التكاليف الشرعية مبنية على استطاعة الأعم الأغلب من الناس رجالا ونساءً، صغارا وكبارا فإذا وجد القليل ممن يشق عليهم الصيام لمرض أو سفر أو شيخوخة، ففي الشرع الحنيف متسع ورحمة (ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر، يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر، ولتكملوا العدة، ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون) البقرة 185 وهذه أحكام فقهية واضحة، ولا تكلف الأفراد والمجتمعات والدول عنتاً ولا تراخياً في الأعمال، ولا تقصيراً في الإنتاج والتنمية إذا راعى أصحاب العمل شؤون العمال في حسن الإدارة والثقة في عطاء الله سبحانه وتعالى والترفق بعباده، وفق ما تقرره أنظمة الدول الإسلامية وقوانينها.
كما تناول الدكتور صلاح العادلي الحديث حول فقه الصيام،، وشدد على أهمية حرص المسلم على التعبد في هذه الفريضة، وشرح الأحكام التي ينبغي عليها أن يفقهها المسلم في الصيام.
عدد اليوم
