الحوافز

للإنسان مجموعة من الحاجات الانفعالية الأساسية تتفاعل في نفسه، وتلح في سبيل الاشباع ويقسم العلماء هذه الحاجات إلى النوعين التاليين:
- الحاجات الفيسيولوجية الأساسية ومنها الحاجة إلى الغذاء والراحة والتخلص من الفضلات والحفاظ على النفس والجنس·
2- الحاجات المكتسية وتنقسم إلى قسمين·
أ) حاجات اجتماعية ومنها الحاجة إلى الانتماء والحاجة إلى الاستقرار والأمان مادياً ونفسياً·
ب) حاجات ذاتية منها الحاجة إلى التعبير عن النفس والشعور بأهمية ما يقوم به من مجهودات وانجازات، وتقدير الغير لذلك الجهد يعتبر من الأمور الهامة في حياته، هذه الحاجة تتفاعل في نفسه وتلح عليه في سبيل اشباعها وتخلق عنده حالة من التوتر لا تخف أو تزول الا بعد أن يتم اشباعها وتحقيق حاجته·
إن الحافز الذي يمنح للفرد العامل له أثره في شعوره بأهمية انجازاته وتقدير الإدارة له ومن ثم يتخلص من التوتر الذي يراوده ويشعر بالاستقرار والراحة النفسية·
والحوافز تعرف بأنها (العوامل التي تجعل الأفراد ينهضون بعملهم على نحو أفضل ويبدلون معه جهداً أكبر مما يبدله غيرهم)·
يسأل المدير دوماً السؤال الآتي:- كيف يمكن أن أحفز موظفي؟؟
وهناك حقيقة متزايدة تؤيدها الأبحاث النفسية السيكولوجية تقول إن توقعات المدير من موظفيه تؤثر بالفعل على ادائهم وبعبارة أخرى فإذا كنت باستمرار وبإصرار تعمل بطريقة يرون منها أنك تتوقع منهم عملاً جيداً فسوف تحصل على ذلك الأداء فعلاً· بخلاف ما إذا كان سلوكك يؤكد أنك لا تتوقع منهم الا القليل فهناك على الأقل أربع طرق لاخبار تابعيك أنك تتوقع أن يعملوا جيداً·
أ) عاملهم كمسؤولين: - فإذا كان جو العمل الذي أنشأته ينم عن الصداقة والدفء والتحمل والثقة والتشجيع··· سترى الناس وهم يحاولون تحسين نوع وكمية عملهم·
ب) قدم المساعدة: ساند الناس وساعدهم لتحسين أدائهم من خلال تدريبهم وتزويدهم بالعرض والمنح الدراسية ونشاطك لنشر رسالة (انظر وانتبه أريدك أن تكون أكثر فعالية في أكثر المواقف أو (أريدك أن تعمل على الحصول على أكثر النتائج التي تريدها في عملك أغلب الوقت) فالتدريب المستمر يعني (أنك قادر على أن تصبح أكثر فعالية عما أنت عليه الآن)·
ت) اعط لهم أذناً صاغية فالأداء سوف يتحسن إذا شعر الناس أنهم احرار وطلقاء للسؤال وقتما يريدون عما هو متوقع منهم وانهم يريدون أن يتأكدوا أنه في امكانهم اللجوء إليك للمساعدة دون أن أن يؤخذ ذلك عليهم (أنا هنا لمساعدتكم عندما تحتاجون لي)·
ث) وضح لهم أنك تعرف ما يعمله كل موظف:-
فإذا أردت الحصول على الأداء الأكثر فعلية من موظفيك الذين يعملون معك، فعليك وضع العوامل الآتية في الاعتبار:-
1- تأكد أن ما تتوقعه من تابعيك ليس أكثر مما تعطيهم من مجهود·
2- وضح لموظفيك ماذا تطلب وماذا تتوقع، وعليهم أن يعلموا الحد الأدنى من الأداء المقبول منهم لمقابلة الأهداف التي حددتها مثلما تعرف القدر الذي يمكنهم به حسب قدراتهم·
3- عليك أن تسمح للأفراد باظهار الفروق بينهم في الكفاءة في الأداء وفي التحفيز·
4- اعرض رغبتك المستمرة الواضحة لازالة العقبات التي تعرقل أداء موظفيك مثل الروتين الاجراءات العتيقة، نقص المعلومات والكفاءة ضعف الاشراف وهكذا·
وعموماً فإن بعض الدراسات التي استهدفت تحديد أنواع الحوافز التي يهتم بها العاملون، قد أشارت إلى أن أهم الحوافز التي تشجع الفرد على البقاء في عمله وتجعله راضياً عنه هي العشرة التالية:-
1- الأجر وملحقاته·
2- العمل الثابت·
3- فرص الترقية والتقدم·
4- ظروف العمل الجيدة·
5- الزمالة الطيبة بين العاملين·
6- الرقابة الجيدة·
7- الاعتراف بأهمية الفرد·
8- الاهتمام بالعمل ونوعه·
9- ساعات العمل الملائمة·
10- المزايا العينية·
والحوافز بصفة عامة متعددة الجوانب والابعاد، ذلك لأن الحاجات الإنسانية متعددة هي الأخرى· ولا يصلح حافز واحد لتحفيز كافة الأشخاص وانما تتعدد الحوافز وتتفاوت في درجة فعاليتها وفقاً لحالة كل فرد على حدة، ونعني بذلك حالته الاشباعية أي درجة اشباعه لحاجاته المختلفة، حيث يتم التحفيز من خلال الحاجات الأكثر الحاحاً والتي لم يتم اشباعها بعد·
والأفراد بصفة عامة تثيرهم حوافز مختلفة في أوقات مختلفة، والقيادة الإدارية الفعالة هي التي تعلم أياً من الحوافز يجدر استخدامها في كل موقف على حدة·
محمود جاسم حسن بن جعفر
ماجستير إدارة الأعمال