الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جسم الإنسان.. آية كبرى لعلم غير محدود

جسم الإنسان.. آية كبرى لعلم غير محدود
5 يوليو 2014 22:56
أحمد محمد (القاهرة) تميز الدين الإسلامي على غيره من الأديان السماوية، بحث أتباعه على أن لا يكون إيمانهم بالله إيماناً تقليدياً أو شكلياً، وفي تركيب جسم الإنسان وغيره من أجسام الكائنات الحية من التعقيد وحسن التصميم، ما يؤكد أن هذه الأجسام قد صنعها الله، الذي لا حدود لعلمه وقدرته، والروح في الجسد هي التي يهب الله بها الحياة والحركة، ولا نعرف كيفية سريانها في الجسم، هي المجهول الذي أراد الله لنا أن لا نعرف عنه إلا القليل، فهي ذلك المخلوق الغريب، أمر يصعب على البشر فهمه، هي العنصر المحرك للكائنات، فيرتبط كل كائن له بداية ونهاية بروح تعطي له تماسكاً وتكاملاً لوجوده واستمراره وزواله، فإذا خرجت منه سكنت الحركة وانتهت الحياة. بنو آدم وقد قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض فجاء بنو آدم على قدر الأرض جاء منهم الأحمر والأبيض والأسود وبين ذلك والسهل والحزن والخبيث والطيب»، وكشف التحليل عن أن جسم الإنسان يتكوَّن من مركبات الأرض نفسها، حيث يتكون من ستة عشر عنصراً، وهي الماء والسكريات، والبروتينات، والدسم، والفيتامينات، والهرمونات، والكلور، والكبريت، والفسفور، والمغنسيوم،والبوتاسيوم، والصوديوم والحديد، والنحاس، واليود، ومعادن أخرى، وهذه المعادن تتركب مع بعضها لتكوّن العظام والعضلات وعدسة العين وشعرة الرأس والضرس والدم والغدد اللعابية، وهذه المواد تتركب مع بعضها بنسب ثابتة ودقيقة جداً في جسم الإنسان يعلم سر تكوينها وتركيبها رب العالمين. وجسم الإنسان يظل الإبداع الأكبر في كون الله الكبير، فهو سيد مخلوقات الله جميعاً، أعزه سبحانه بالعقل والحكمة وخصه بحسن المظهر وجمال التكوين وصدق الحق سبحانه القائل: «لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم». المعجزة الأكبر معجزات الخلق الإلهي تنطق بعظمته وقوته لمجرد تدقيق النظر والوقوف على سر أضعف مخلوق في هذا الكون، لكن تظل المعجزة الأكبر في صنع الإنسان نفسه، فقد أراده الله خلقاً بديعاً ليكون خير شاهد أمام الناس في كل وقت، فالجسم بناء عجيب على أكبر جانب من الدقة وحسن المظهر وجمال التنسيق، زوده الله بالحواس الخمس التي يعرف ويميز بها الأشياء ويهتدي إلى الخير والشر، خلقه الرحمن وعلمه البيان، أحسن تقويمه وسواه، وخصه بالأمانة دون سواه. ومن آيات الله في خلق الإنسان اختلاف صوره وألسنته، ويقسم العلماء العناصر البشرية إلى ثلاثة: القوقازي «الأوروبي» والمغولي «الآسيوي» والزنجي «الأفريقي»، وكل نوع له سماته وخصائصه التي تجعله أكثر تكيفاً مع البيئة التي يعيش فيها، ويتحدث الناس في قارات العالم آلاف اللغات وملايين اللهجات، ولغات المخلوقات شفهية فقط، ولغات الإنسان شفهية وغريزبة تعتمد على أبجدية يجيد فكها وتركيبها واستخدامها في توضيح المعاني والمفاهيم. السمع والبصر وفي هذا المقام يذكر العلامة الإمام الطبري في تفسيره قول الله تبارك وتعالى: (ومن آياته أن خلقكم من تراب ثم إذا أنتم بشر تنتشرون)، يقول وفينا آيات كثيرة، هذا السمع والبصر واللسان والقلب، لا يدري أحد ما هو أسود أو أحمر، وهذا الكلام الذي يتلجلج به، وهذا القلب أي شيء هو، إنما هو مضغة في جوفه، يجعل الله فيه العقل، لا يدري أحد ما هو وما صفته، وكيف هو، والصواب من القول في ذلك، وفي أنفسكم أيضا أيها الناس آيات وعبر تدلكم على وحدانية صانعكم، وأنه لا إله لكم سواه، إذ كان لا شيء يقدر على أن يخلق مثل خلقه إياكم، أفلا تنظرون في ذلك فتتفكروا فيه، فتعلموا حقيقة وحدانية خالقكم. لقد أكد الله سبحانه على أنه يوجد في جسم الإنسان آيات معجزات باهرة، يستدل عليها أي إنسان عاقل مهما بلغت درجة علمه، فهي ظاهرة وباطنة، فيقول عز وجل، «وفي أنفسكم أفلا تبصرون» فيدعونا الخالق البارئ للتفكر في أنفسنا، وما فيها من الآيات الجليلة، والعبر العظيمة، الدالة على عظمة الخالق سبحانه وتعالى وحكمته وعلمه الشامل ورحمته. عند التفكر في أنفسنا نرى آيات الله في كل شيء ابتداءً من الخلية وانتهاء بكل أجهزة الجسم المختلفة، فتلك الإحصائية البسيطة فيها من العبر والعجب الكثير الذي يبهر ويدهش العقل البشري أمام صنعة الخالق، إذ يقدر العلماء عدد الخلايا العصبية بـ 14 ملياراً، منها تسعة مليارات في الدماغ تتوزع على 64 منطقة بخلايا الجهاز العصبي و25 ألف مليار كرية حمراء في دم الإنسان، لو وضعت في خط لطوقت الأرض سبع مرات، ويتنفس الإنسان في اليوم الواحد23 ألف مرة أي 204 ملايين مرة في الحياة، يخزن في ذاكرته 500 ألف صورة متجددة. خلية أولية كثيراً ما تساءل علماء الأحياء عن السر الذي يجعل خلايا التكاثر والتي تكاد تكون متشابهة في الشكل وتحتوي على المكونات نفسها أن تنتج ملايين الأنواع من الكائنات الحية بمختلف الأحجام والأشكال والألوان، إن الإبداع الموجود في طريقة التصنيع هذه هو في أنها لا تحتاج إلى تدخل قوة خارجية لإتمام عملية التصنيع فالخلية الأولية التي تبدأ منها عملية تصنيع الكائن الحي قد تم برمجتها بشكل كامل بحيث تقوم هذه الخلية وما ينتج عنها من خلال الانقسام المتكرر بكامل خطوات التصنيع، وإن كل ما تحتاج إليه هذه الخلية لكي تنتج كائناً حياً بعد وضعها في وسط مناسب هو إمدادها بالغذاء اللازم لإنتاج بقية الخلايا. والإنسان بعد نهايته بالموت يتحلل في الأرض التي خلق منها، وعناصرهما واحدة، وصدق النبي الخاتم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©