عقيل الحلالي (صنعاء)
انتزع الجيش اليمني المدعوم من التحالف العربي أمس، السيطرة على جبال «عنبر» الاستراتيجية في محافظة الجوف، بعد معارك شرسة مع مليشيا الحوثي الانقلابية وحلفائها.
وأعلن الجيش الوطني في بيان سيطرة قواته المسنودة بجماعات المقاومة الشعبية على قمم جبال عنبر في بلدة المتون جنوب غرب محافظة الجوف، مشيراً إلى استمرار الاشتباكات العنيفة في جبال حام المجاورة منذ اندلاعها في وقت مبكّر أمس.
وذكر البيان أن القوات الحكومية مدعومة بغطاء جوي من التحالف شنت هجمات واسعة على مواقع المتمردين الحوثيين في جبال عنبر وحام، «أوقعت خسائر بشرية ومادية كبيرة في صفوف الانقلابيين». ونفذت مقاتلات التحالف العربي غارات على أهداف للميليشيات في جبال عنبر وحام ووادي المتون، ودمرت العديد من عتادها العسكري.
وقال المتحدث باسم القوات الحكومية في الجوف، عبدالله الأشرف، إن الغارات الجوية أسفرت عن تدمير مدرعات ومركبات عسكرية، وقتلت وأصابت العشرات من عناصر الميليشيات، مشيراً إلى مصرع العديد من المتمردين خلال الاشتباكات في جبال عنبر بينهم القيادي الحوثي الميداني، عبدالإله المسوري.
وقال مصدر محلي في الجوف لـ«الاتحاد»، إن طيران التحالف العربي استهدف في ثلاث غارات فجر امس تعزيزات عسكرية لدى وصولها إلى بلدة المصلوب الواقعة جنوب غرب المحافظة ومتاخمة لمحافظتي عمران.
وأكد المصدر أن القصف الجوي كان دقيقاً وخلف قتلى وجرحى في صفوف ميليشيا الحوثي، دون أن يذكر إحصاء محدداً.
وقال مصدر عسكري ميداني، إن الاشتباكات تواصلت أمس في عدد من الجبهات الداخلية في المصلوب، وذكر منها وادي ملاح، الغرفة، سداح، والهيجة، مؤكداً أن القوات الحكومية «أحرزت تقدماً في هذه الجبهات». وإلى الجنوب من الجوف، تواصلت المعارك بين طرفي القتال في بلدتي نهم وصرواح شرقي صنعاء حيث أغار الطيران العربي على مواقع للمتمردين الحوثيين موقعاً خسائر بشرية ومادية في صفوفهم، وذكر بيان للجيش الوطني أن غارتين للتحالف دمرتا مواقع للانقلابيين في شمال بلدة صرواح آخر معاقل الحوثيين في محافظة مأرب، فيما دكت مدفعية قوات الحكومة مواقع أخرى للميليشيا في البلدة التي تشهد معارك منذ أكثر من عام وأكد البيان تكبد ميليشيات الانقلاب «خسائر كبيرة جراء القصف المدفعي والغارات الجوية». وضبطت القوات الحكومية على الطريق الرابط بين محافظتي مأرب والبيضاء معدات عسكرية كانت في طريقها لمسلحي جماعة الحوثيين بالعاصمة صنعاء.
وذكر مركز «سبأ» الإعلامي التابع للسلطات في مأرب، أن نقطة أمنية ضبطت شاحنة وعلى متنها شحنة من المعدات العسكرية، بينها نواظير ليلية ومستلزمات أخرى، كانت في طريقها إلى صنعاء الخاضعة للميليشيا منذ ثلاثة أعوام.
وقصفت مقاتلات التحالف أمس أهدافاً للحوثيين في بلدة نهم القريبة من صنعاء وتشهد معارك منذ أواخر عام 2015.
وقالت مصادر محلية، إن الطيران العربي قصف بغارتين أهدافاً للميليشيات في منطقتي محلي وجبل الكحل في نهم، ما أسفر عن تدمير معدات وآليات عسكرية، وسقوط قتلى وجرحى في صفوف الانقلابيين. وأفشلت القوات الحكومية هجوماً للميليشيات على مواقعها وقتل عدد من عناصر الميليشيا في جبهة عكد ببلدة عسيلان في شمال محافظة شبوة.
وأكدت مصادر ميدانية في الجيش والمقاومة الشعبية الموالية أن قوات الشرعية التابعة للواء 19 مشاة تصدت لهجوم شنته الميليشيات على مواقعها في جبهة عكد، ما أدى لاندلاع اشتباكات عنيفة استمرت ثلاث ساعات وانتهت بإجبار المتمردين على الانسحاب بعد تعرضهم لخسائر فادحة خلال المواجهات.
وأضافت أن عدداً من مسلحي الحوثي لقوا مصرعهم خلال الاشتباكات التي أسفرت عن مقتل أحد عناصر المقاومة الجنوبية وجرح ثلاثة آخرين. كما قتل مسلحان حوثيان وأسر ثالث باشتباكات مع قوات الشرعية في جبهة حمك غرب محافظة الضالع اندلعت بعد محاولة الميليشيات التسلل إلى مواقع الجيش.
وأكد متحدث عسكري إفشال الهجوم الحوثي بعد اشتباكات استمرت ساعات واستخدمت فيها أسلحة ثقيلة ومتوسطة. وفي تعز، تجددت المعارك بين قوات الجيش والميليشيا الانقلابية في بلدة صبر الموادم، بعد محاولة الحوثيين التقدم لاستعادة مناطق خسروها قبل أيام.
وتمكنت القوات الحكومية ورجال المقاومة الشعبية من التصدي للميليشيات وأجبرتها على التراجع بعد تكبيدها خسائر بشرية ومادية، حسبما أفاد موقع الجيش اليمني الذي ذكر أيضاً أن «العشرات من الأهالي من أبناء قريتي الجيرات والعريش والقرى المجاورة لها يشاركون أبطال الجيش الوطني في اللواء 22 ميكا، معركة الكرامة».
واعترفت ميليشيات الحوثي أن الخبير في الميليشيات والمسؤول الأول عن صناعة المتفجرات والعبوات الناسفة والألغام في كل من جبهتي ميدي وحرض علي أحمد المحبشي، قتل بغارة للتحالف.
وأكدت مصادر مطلعة، وفق مركز إعلام المنطقة الخامسة في الجيش اليمني، أن المحبشي قُتل قبل حوالي شهر بغارة جوية لمقاتلات التحالف العربي استهدفت مصنعاً للمتفجرات والعبوات الناسفة، الذي كان يعمل فيه في مزارع الجر التابعة للرئيس المخلوع علي صالح. وأضافت المصادر أن الميليشيات تكتمت عن خبر مصرع الخبير في صناعة المتفجرات المحبشي، خوفاً من ردة فعل أهله إلا أن أحد الجرحى الذين جرحوا في تلك الغارة أسرّ بالخبر لأحد أقاربه لتعلن الميليشيات مؤخراً عن مصرعه.
عدد اليوم
