الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الأنشطة الطلابية تصطدم بضعف الميزانية وغياب التأهيل

19 مايو 2006

دبي - سامي أبوا لعز:
رغم النجاحات الملحوظة التي حققتها الأنشطة الطلابية في مدارس الدولة إلا أن بعضها مازال يصطدم بقلة الإمكانيات المادية وعدم تأهيل بعض المدارس لتنفيذ الخطط والبرامج بالإضافة إلى قلة المساحات الزمنية المخصصة لها· وطالب الدكتور أحمد سعد الشريف وكيل وزارة التربية المساعد للأنشطة والرعاية الطلابية بضرورة اعتماد الموازنات المالية اللازمة ومراعاة متطلبات الأنشطة التربوية من مرافق وأجهزة عند تصميم المباني المدرسية·
وقال في تصريحات خاصة لـ الاتحاد إن تكليف معلمي ومعلمات الأنشطة بأعمال إدارية كثيرة في المدارس يؤثر على إنجاز المهام الموكلة اليهم، وإن إذابة الدرجات المالية المخصصة للكوادر الإدارية والفنية في مجالي الأنشطة والرعاية الطلابية لتخصصات أخرى نشأ عنه عجز في كثير من المعلمين والاختصاصيين في مدارس المناطق التعليمية بالإضافة إلى عدم اتباع بعض المناطق التعليمية للقواعد المنفذة للصلاحيات والأخرى المنظمة في مجال الأنشطة والرعاية الطلابية·
أكد'الشريف' أن العالم يعيش مخاض الانتقال من فلسفات تربوية سادت زمناً إلى أخرى تحتمها مستجدات العصر بما يملك من ثورة الاتصالات والثورة المعلوماتية والمشاركة الحقيقية في الفعل، وقال لم يعد هناك مجال للتلقين أو الدوران في فلك ثقافة الأتباع وإنما الدخول في مجرات وأفلاك الإبداع لأن استهداف عقل الإنسان بالتنظير دون تطبيق يقود إلى لا شيء فنحن نتعلم الشيء الذي نفعله ومهما كانت جرعة التنظير فإنها تسقط في أول محك اختبار حقيقي إذا لم ندعمها بالتطبيق ·
جنون العلم
وأضاف الوكيل المساعد قائلا: إذا كان العمل بغير علم لا يكون فإن العلم بلا عمل جنون كما يقول الإمام الغزالي في إحياء علوم الدين ذاكراً في معرض حديثه عن تعليم الطفل وتربيته أنه ينبغي أن يؤذن له بعد الانصراف من الكتاب أن يلعب لعباً جميلاً يستريح إليه من تعب الكتب، فإن منع الصبي من اللعب وإرهاقه بالعلم يميت قلبه ويعطل ذكاءه وينغص عليه العيش، مؤكدا أن غاية ما وصل إليه المنظرون التربويون وفلاسفة التربية هو التعلم الذاتي والذي يعني إفراد حيز واسع للأنشطة لتتكامل مع المواد الدراسية في تدامج يحقق للعملية التربوية آمالها وأحلامها وأهدافها فلا مجال في مدارس المستقبل لمواد لا تفرد حيزاً واسعاً للأنشطة بكل أنواعها ومسمياتها، ولا مجال لنشاط لا يكون جزءاً أساسيا من وثيقة المنهج، بعد أن أصبح الأخير يضم حتى أولياء الأمور·
دعم الميدان التربوي
وحول دعم الأنشطة الطلابية للميدان التربوي أوضح أن الانتقال من فلسفة 'اسمعني قد أتذكر' إلى فلسفة 'ارني قد أنسى'، ومن ثم الانتقال من هاتين الفلسفتين إلى فلسفة 'أشركني لا أنسى' هو انتقال يدخلنا مباشرة إلى التعامل مع الأنشطة التربوية كجزء هام وأساسي من مناهج التربية اليوم، والتعلم باللعب والأنشطة صار له أنصاره من المدافعين عنه في معظم جامعات العالم التي تضم ارقى كليات التربية · وأضاف أن الرائي للفلسفات التربوية في معظم الدول في عالم اليوم يجدها إما قد انخرطت في اتجاه التعلم الذاتي والتعليم المستمر، أو يجدها تهيىء نفسها للانخراط في هذا الاتجاه، فهذا قدر، والعولمة واقع لا يمكن الهروب منه بقدر ما يمكن مواجهة سلبياته ،ولا ينكر إلا جاحد اننا في الأنشطة كنا ولانزال الممهدين لهذا الاتجاه في التربية في دولتنا المعطاءة، ولم نكن يوماً في مؤخرة الركب فنحن نحفر في الاتجاه الصحيح دوماً
وقد أصدرنا ما يفوق المئة إصدار وكلها تحفر في هذا الاتجاه منها على سبيل المثال (منظومة الأنشطة والرعاية الطلابية)، (الكفايات التربوية للأنشطة الطلابية)، (جماعات ومحاور المسرح المدرسي) وغيرها من الإصدارات التي تمهد للتطوير الشامل فعلاً لا للتنظير فقط، ونحن أهلاً للمرحلة القادمة بإذن الله، لأننا الممهدون لها حقيقة فالتربية همنا، والوطن في العيون والأحداق، ووضع إنسان هذا الوطن في الاتجاه الصحيح هو غايتنا·
الأنشطة الصفية واللاصفية
وحول الأنشطة الرياضية الصفية واللاصفية قال'الشريف' : من حسن حظ التربية الرياضية في دولتنا المعطاءة تدامج الأنشطة الصفية واللاصفية بها لوجودها في الجدول الدراسي مع الفارق في التعامل مع الحاليين وهذا فرق لا يدرسه إلا المتخصصون·
وأضاف: قد درسنا حال التربية الرياضية في كل البلاد المتقدمة وتوصلنا إلى ما توصلنا إليه، والرائي للميدان الآن يرى أحدث التجارب العلمية مطبقة في بعض المدارس بذات الآليات المطبقة بها في أحدث المدارس العالمية موضحا أن هناك مشاريع وبرامج تستهدف كل أفراد الأسرة بعد استهدافنا للطالب بدناً وروحاً فالتربية الرياضية ليست الطريق إلى اللياقة البدنية فقط، وإنما هي طريق إلى اللياقة الذهنية والصحية والروحية وبهذا فقد تجاوزت التربية مفهوم تبني الألعاب الرياضية من الموهوبين فقط، وان كان هذا أحد أهدافها ومسؤولياتها، ولكن مسؤوليتها الأولى هي الوصول بالطالب إلى الكمال في اللياقة البدنية واللياقة الصحية والذهنية ليعرف طريقه إلى التعلم الذاتي ومن ثم التعلم المستمر·
معوقات مالية
وردا على تساؤل حول اصطدام الأنشطة بالإمكانيات المادية وعدم تأهيل بعض المدارس من صالات رياضية وقاعات فنية، قال'الشريف': اتفق معك تماماً ولكن لهذا عدة أسباب فأي قرار في حقيقته قرار مالي وهنا المعضلة، فالذي يتوصل إلى دمج المسرح والصالة الرياضية في مبنى واحد ومكان واحد ينتصر للنظرة المالية مؤقتاً من وجهة نظرنا كمتخصصين، ولكن من وجهة نظره هو انتصار كامل ودائم وهنا كما قلت المعضلة·
وكشف للاتحاد أن المعوقات المالية تمثلت في عدة نقاط تشمل عدم صرف الموازنة المالية الخاصة ببرامج ومشاريع إدارات الأنشطة والرعاية الطلابية مما يحول دون تحقيق أهدافها التربوية والتعليمية لدى الطلبة، وتأخير صرف بعض الميزانيات مما يعرقل تنفيذ الأنشطة والبرامج وفق المخطط الزمني لها بالخطة السنوية للعام الدراسي، ويؤدي إلى إرباك خطط المناطق التعليمية والتي تم إعدادها بناء على خطط الإدارات المركزية بالوزارة، وعزوف بعض الشركات الراعية لبرامجنا ومشاريعنا عن الالتزام بما يبرم من اتفاقيات نتيجة لشعورهم بعدم الجدية في تنفيذ البرنامج·
يضاف إلى ذلك انصراف طلبة المدارس عن تنفيذ بعض المناشط التربوية كنتيجة لشعورهم بعدم الالتزام بالتنفيذ من جانب الإدارات المعنية، وإتاحة الفرصة للهيئات غير الحكومية أو الأهلية لاستقطاب الطلبة بالمدارس لمزاولة نوعية الأنشطة التي يصعب تنفيذها من قبل الوزارة والمناطق التعليمية·
مناطق محرومة
وقال تعاني بعض المناطق من قلة الإمكانيات الخاصة بتنفيذ خطط وبرامج ومشاريع الأنشطة وخاصة في مناطق أم القيوين ورأس الخيمة والفجيرة وعجمان وخاصة المنشآت والمرافق والمختبرات والملابس والأجهزة والأدوات والخامات والتقنيات الحديثة، وضعف أعمال الصيانة بمدارس تلك المناطق وذلك للإمكانيات المتاحة، مما يزيد من صعوبة التطبيق والتنفيذ لبرامج الأنشطة، بجانب قلة المساحة الزمنية المخصصة للمناهج والأنشطة المصاحبة لها، وأيضا الأنشطة النوعية كالمسرح المدرسي وجماعات النشاط وغيرها، وخضوع أوجه الصرف على الأنشطة في المدارس لرغبات وقناعات مديري المدارس رغم وجود لوائح منظمة لذلك، وزيادة نصاب التوجيه الفني في مجال الأنشطة والرعاية الطلابية - يصل من 45 - 55 معلماً - مما يقلل من كفاءة أداء الأدوار المنوطة به· فضلا عن تكليف معلمي ومعلمات الأنشطة بأعمال إدارية كثيرة بالمدارس وبما يؤثر على إنجاز المهام الموكلة إليهم، وإذابة الدرجات المالية المخصصة للكوادر الإدارية والفنية في مجال الأنشطة والرعاية الطلابية لتخصصات أخرى مما ينشأ عنه عجز في كثير من المعلمين والاختصاصيين بمدارس المناطق التعليمية، وعدم اتباع بعض المناطق التعليمية للقواعد المنفذة للصلاحيات وكذا القواعد المنظمة في مجال الأنشطة والرعاية الطلابية
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©