تشييع جثمان ولي العهد السعودي ودفنه في مكة المكرمة

شُيع جثمان الأمير نايف بن عبدالعزيز، ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية أمس إلى مثواه الأخير، ووري الثرى في مقبرة “العدل” في مكة المكرمة. وتقدم خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، المشيعين، حيث جرت صلاة الجنازة على الجثمان عقب صلاة المغرب مباشرة في الحرم المكي الشريف، وصلى على الفقيد أيضا عدد من قادة الدول العربية والإسلامية، فضلا عن جموع غفيرة من الأمراء وكبار المسؤولين والمواطنين والمقيمين. وبدأت مراسم تشييع جثمان الفقيد في موكب مهيب يتقدمه عدد كبير من الأمراء وكبار المسؤولين إلى مثواه الأخير بمقبرة (العدل) التي تبعد نحو عشرة كيلومترات من المسجد الحرام. وبهذا يكون الأمير نايف أول ولي عهد سعودي يدفن في مكة المكرمة ويكون أيضا الأمير السعودي الثالث من أبناء الملك عبد العزيز الذي يدفن في مكة المكرمة حيث سبقه الأمراء منصور بن عبد العزيز وزير الدفاع الأسبق وكذلك الأمير ماجد بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة الأسبق إضافة إلى بعض الأمراء والأميرات من أحفاد الملك عبد العزيز كان أبرزهم الأمير عبد الله الفيصل. وكان الجثمان وصل من جنيف إلى مطار مدينة جدة في وقت سابق أمس حيث كان الأمير سلمان بن عبدالعزيز، وزير الدفاع، في مقدمة مستقبلي الجثمان في مطار جدة، فضلا عن عدد من الأمراء وكبار المسؤولين السعوديين. ونقل بسيارة إسعاف إلى احد المستشفيات للغسل قبل التوجه إلى مكة المكرمة التي وصلها العاهل السعودي الملك عبد الله بن العزيز وكبار الأمراء في وقت متأخر مساء امس الأول للمشاركة في الصلاة. ووصل قادة عرب لتقديم واجب العزاء، من بينهم رئيس المجلس العسكري في مصر اللواء حسين طنطاوي، وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح (اللذان جاورا العاهل السعودي أثناء الصلاة)، وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وملك الأردن عبد الله الثاني وشقيق ملك المغرب الأمير مولاي رشيد والرؤساء الفلسطيني محمود عباس والسوداني عمر البشير واليمني عبد ربه منصور هادي والتركي عبد الله جول وأمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي. ومن المشاركين أيضا رؤساء جيبوتي اسماعيل غيللة وموريتانيا محمد ولد عبد العزيز وتشاد ادريس ديبي والصومال شريف شيخ احمد ورؤساء الوزراء في باكستان يوسف رضا جيلاني والأردن فايز الطروانة ولبنان نجيب ميقاتي وتونس حمادي الجبالي. وكانت مصادر طبية مطلعة في جنيف أكدت لفرانس برس أن الأمير نايف توفي جراء “مشاكل في القلب، خصوصا الشرايين”. وأضافت أن ولي العهد “شعر بتوعك الأربعاء الماضي فتم استدعاء أطباء اختصاصيين من المركز الطبي الجامعي, لكنه لم يدخل أي مستشفى ولزم مقر إقامته في قصر شقيقه الراحل الأمير سلطان في ضاحية كولوني”، قرب جنيف، إلى حين وفاته. وكان الأمير نايف عين خلفا لشقيقه الأمير سلطان الذي توفي عن 86 عاما أواخر أكتوبر 2011 في احد مستشفيات نيويورك. وهو من “الأشقاء السبعة” الذين انجبهم الملك المؤسس عبد العزيز من زوجته الأميرة حصة السديري، وأبرزهم الملك فهد والأمير سلطان الراحلان ووزير الدفاع الحالي الأمير سلمان. وقد تولى الأمير نايف وزارة الداخلية طوال 37 عاما كما شغل منصب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، واشرف على محاربة تنظيم القاعدة في المملكة التي تتبع نهجا سياسيا محافظا. واحتفظ بوزارة الداخلية طويلا وكان يعتبره السعوديون الأكثر كفاءة في محاربة القاعدة. وأقام ولي العهد الراحل علاقات جيدة في معظم أنحاء العالم العربي. وقد ولد الأمير نايف، الابن الثالث والعشرون للملك المؤسس، العام 1934 في الطائف وتولى إماره الرياض عندما كان في العشرين من العمر قبل أن يعين نائبا لوزير الداخلية العام 1970 ومن ثم يتسلم الوزارة ذاتها العام 1975. أوباما وكلينتون يشيدان بالفقيد واشنطن (د ب أ) - أشاد الرئيس الأميركي باراك أوباما يوم السبت بولي العهد السعودي الأمير نايف بن عبد العزيز الذي وافته المنية في وقت سابق أمس الأول قائلاً إن قيادته القوية ضد الإرهاب أنقذت “عددا لا حصر له من الأميركيين والسعوديين”. وقال أوباما إنه سمع عن وفاة نايف “بأسف شديد” وأثنى على تفانيه من أجل تحقيق الأمن ليس فقط في المملكة العربية السعودية ولكن في المنطقة أيضا. وأضاف الرئيس الأميركي في بيان “تحت قيادته، طورت الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية شراكة قوية وفعالة في مجال مكافحة الإرهاب، وهي الشراكة التي أنقذت حياة عدد لا حصر له من الأميركيين والسعوديين”. من جانبها، وصفت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون نايف بأنه “قائد شجاع للمملكة العربية السعودية” و”شريك مهم وذو قيمة بالنسبة للولايات المتحدة”. وقالت في بيان “سوف افتقد شخصيا ولي العهد السعودي الأمير نايف ودوره المحوري في تعزيز العلاقة الثنائية بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية”.