الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«المخاطرة» تحاصر «التانجو»!

«المخاطرة» تحاصر «التانجو»!
5 يوليو 2014 01:53
لا يمكن لأحد على الإطلاق أن يشكك في قدرة قائد المنتخب الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي فرض نفسه في الأعوام الأخيرة بين أفضل اللاعبين في تاريخ الكرة المستديرة، لكن هذا الأمر لا يعني أن على بلاده الاعتماد كلياً عليه؛ لأن هذا الأمر قد تكون له عواقب وخيمة. شكك كثيرون في قدرة أفضل لاعب في العالم بين 2009 و2012 في الارتقاء إلى مستوى الحدث العالمي الكبير على غرار الأسطورتين البرازيلي بيليه بطل العالم ثلاث مرات ومواطنه مارادونا المتوج في 1986، لكن ما قام به «بعوضة» برشلونة الإسباني في أربع مباريات حتى الآن (سجل أربعة أهداف وكان صاحب التمريرة الحاسمة التي سجل منها أنخيل دي ماريا هدف التأهل إلى ربع النهائي) كان كافياً للتذكير بأن «العبقري» يمهد لما هو أروع. لكن لكي يتمكن «ليو» من السير على خطى مارادونا وقيادة بلاده إلى اللقب العالمي الغائب عن خزائنها منذ 1986، يجب أن يحظى بالمساندة المطلوبة؛ لأن أي لاعب قد يختبر يوماً سيئاً بغض النظر عن حجم موهبته، وأبرز دليل على ذلك في مباراة الدور الثاني ضد سويسرا حين فشلت الأرجنتين في الوصول إلى شباك «لا ناتي» بفضل الرقابة الناجحة التي فرضها المدرب الألماني الفذ أوتمار هيتسفيلد على نجم برشلونة. وقد اضطرت الأرجنتين للانتظار حتى الدقيقتين الأخيرتين من الشوط الإضافي الثاني لكي تسجل هدف التأهل الذي لم يأتِ إلا عندما نجح ميسي في الإفلات من الرقابة بمجهود فردي متميز أنهاه بتمريرة إلى دي ماريا الذي أودع الكرة في الشباك السويسرية، لتتنفس الأرجنتين الصعداء وتواصل مشوارها الذي وضعها في مواجهة منتخب شاب موهوب للغاية متمثل ببلجيكا. «أنا لست سوى فرداً من المجموعة»، هذا ما قاله ميسي بعد اختياره أفضل لاعب في مباراة سويسرا وللمرة الرابعة على التوالي في العرس الكروي البلجيكي، لكنه «لا يخدع» أحداً لأنه لم يكن «لا البيسيليستي» موجوداً هنا لولاه شخصياً، إذ سجل هدف تأكيد الفوز على البوسنة (2 - 1) في الجولة الأولى من الدور الأول، ثم على جنب بلاده الإخراج أمام إيران (1 - صفر في الدقيقة الأخيرة)، إضافة إلى ثنائية حاسمة في مرمى نيجيريا (3 - 2). يؤكد المدرب سابيلا أنه يقوم دائماً بتحمل المسؤولية في ما يخص أداء المنتخب ولا يتردد بانتقاد نفسه، لكن ليس هناك أي انتقاد محدد أوجه للاعبين أو للطاقم الفني، معتبراً أن المنتخب قدم بشكل عام أداءً جماعياً جيداً أمام سويسرا. لكن عن أي أداء جماعي يتحدث سابيلا، فايزيكييل لافيتزي كان حاضراً غائباً أمام سويسرا وجونزالو هيجواين لم يكن أفضل منه حالاً، ولم يكن هناك لاعب يستحق التقدير سوى دي ماريا وماركوس روخو بسبب الجهود الجبارة التي قاما بها، لكن ذلك لم يكن كافياً لفك شيفرة الدفاع السويسري لولا الحركة الرائعة التي قام بها ميسي في الوقت القاتل من اللقاء. كان ميسي خلف ستة من الأهداف السبعة التي سجلتها الأرجنتين، فإلي جانب تسجيله أربعة، كان «البعوضة» خلف الهدف الأول ضد البوسنة، الذي سجله سياد كولاسيناتش خطأ في مرمى فريقه إضافة إلى هدف دي ماريا ضد سويسرا. والمشكلة أن المنتخب الأرجنتيني لم يواجه حتى الآن منافساً من العيار الثقيل، كون البوسنة وإيران ونيجيريا وسويسرا ليست ضمن حسابات المنافسة على اللقب، ورغم ذلك عجز أي من النجوم الآخرين في «لا البيسيليستي» عن الارتقاء إلى المستوى المطلوب وكيف الحال أمام بلجيكا التي تعتبر من افضل منتخبات البطولة، أو هولندا المرشحة أن تكون المنافسة المقبلة في الدور نصف النهائي. على النجوم الآخرين الارتقاء إلى مستوى التحدي إذا أرادوا أن تواصل بلادهم حلم إحراز اللقب العالمي على أرض غريمتها الأزلية، والحديث ليس عن الخط الأمامي ولافيتزي او هيجواين أو سيرخيو أجويرو المرجح غيابه عن لقاء السبت بسبب إصابة أبعدته عن لقاء سويسرا أيضاً، بل عن خط الوسط الدفاعي أيضاً، والذي يبرز فيها زميل ميسي في برشلونة خافيير ماسكيرانو، لكنه لا يحظى بمساندة كافية من فرناندو جاجو الذي قدم عروضا مخيبة حتى الآن. أمأ في الخط الخلفي، فلا يوحي قلبا الدفاع فيديريكو فرنانديز وايزيكييل جاراي بالثقة وأداؤهما مهزوز خلافا لروخو لكن الأخير لن يتمكن من الوجود إلى جانب زملائه في ربع النهائي بسبب الإيقاف. ويبدو سابيلا غير قلق من افتقاده لروخو؛ لأنه يملك خوسيه ماريا باسانتا الذي سيشارك أساسياً أمام بلجيكا بحسب ما ألمح المدرب الذي هنأ لاعبيه؛ «لأنهم حافظوا على التوازن في المنتخب»، مضيفاً «أن وجودنا في وضع يدفعنا إلى الهجوم (من أجل حسم اللقاء) لا يعني أنه علينا ترك المساحات أمام الفريق الخصم». ماسكيرانو يعزي نفسه بأن منتخب بلاده ليس «الكبير» الوحيد الذي يعاني في المونديال البرازيلي: «الأمس كانت ألمانيا (فازت على الجزائر 2 - 1 في الثواني الأخيرة من الشوط الإضافي الثاني)، وقبل أمس كانت هولندا (فازت على المكسيك 2 -1 في الدقيقتين الأخيرتين من المباراة بعد أن كانت متخلفة)، اليوم الأرجنتين، في كرة القدم كل شيء صعب، ليس هناك أي خصم سهل». أما تحليل ميسي لمباراة الدور الثاني، فهو: «يجب أن نمر بلحظات من هذا النوع لكي نكسب الثقة. لقد عانينا طيلة المباراة، كان الوضع صعباً، لكننا كنا ندرك بأن الوضع سيكون كذلك، الوضع كان صعباً طيلة المونديال لكننا على الطريق الصحيح». وواصل «الأمر الأهم هو أننا في ربع النهائي، في أواخر المباراة كنت عصبياً، كما حال الجميع حسب ما اعتقد، لأننا لم نتمكن من التسجيل وأي خطأ قد يكلفنا الخروج، لم نكن نريد الوصول إلى ركلات الترجيح، أردنا تحقيق الفوز قبل الوصول إلى نهاية التمديد، كنا محظوظين، الحظ كان إلى جانبنا والآن يجب أن نستغل الفرصة والتقدم إلى الأمام». ولكي يتقدم ميسي ورفاقه إلى الأمام عليهم تقديم جهود مضاعفة اليوم في برازيليا ضد منافس شاب يملك الكثير من المواهب التي تناوبت على الوصول إلى الشباك، خلافا للأرجنتين، بدءاً من مروان فلايني ودرايس ميرتنس (2 -1 أمام الجزائر) وديفوك أوريجي (1 - صفر أمام روسيا) ويان فيرتونجن (1-صفر أمام كوريا الجنوبية) وكيفن دي بروين ورميلو لوكاكو (2 -1 أمام الولايات المتحدة في الدور الثاني). (ساو باولو - (أ ف ب)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©