الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شواطئ ريو دي جانيرو تتحول إلى مدن رياضية متكاملة للألعاب كافة

شواطئ ريو دي جانيرو تتحول إلى مدن رياضية متكاملة للألعاب كافة
5 يوليو 2014 02:37
شواطئ ريو دي جانيرو، لا تشبه غيرها من الشواطئ الموجودة في مختلف دول العالم المطلة على البحر، وهذه الشواطئ المكتظة بالبشر صباح كل يوم، هي مدن رياضية متكاملة، وعلى رمالها الناعمة تتم ممارسة مختلف أنواع الرياضات في حلقات متصلة من الملاعب تمتد إلى عشرات الكيلو مترات. الآلاف من الناس يوجدون كل يوم على هذه الشواطئ، ويجتمعون في هدف واحد هو حب الرياضة والرغبة في ممارستها وتختلف الطرق والأشكال والهوايات عندهم، ولكن يتوحد المضمون، وهو أن الرياضة أسلوب حياة، بل هي عشق يسري في دماء البرازيليين الذين يدركون أن أهم الأساليب للحفاظ على الصحة العامة ومكافحة الأمراض هو من خلال ممارسة الرياضات المختلفة. الكثير من أنواع الرياضات توجد على هذه الشواطئ، فالبعض يفضل ممارسة رياضة المشي، ويتجه البعض الآخر إلى الجري، وللدراجات مضمار يسير بمحاذاة هذه الشواطئ لا تعزلهم عن منظر البحر وأمواجه، وعلى الرمال تتنوع الرياضات أيضاً، وهذه المجموعة تمارس كرة القدم الشاطئية، وتلك الكرة الطائرة، و«الفولي فوت» والتنس والراكيت، وعلى مسافات متقاربة، توجد أجهزة لممارسة التمارين البدنية والسويدية، وربما تكون محظوظاً لو حصلت على أحد هذه الأجهزة شاغراً ولا يستعمله أحد. وتبدو الألعاب المائية هي المكملة لهذه المدن الرياضية، حيث لا يكتفي البرازيليون والسياح بما يتلقونه من جرعات «فيتامين دال»، بالاستلقاء على الرمال والحصول على حمام شمس مثالي، ولكنهم يمارسون الرياضات المائية المختلفة، مثل السباحة وركوب الأمواج التي يبرعون فيها بشكل كبير، ويجدون المياه حلبات حقيقية لاستعراض مواهبهم وتنمية مهاراتهم. بيدرو ليس برازيلياً ولكنه من جامايكا وجاء إلى البرازيل قبل 15 سنة، ومنذ حضوره، وهو لا يعرف سوى ريو دي جانيرو، ولا مكان له غير شاطئ الكوباكابانا، حيث يقوم بتأجير المعدات الرياضية من كرات ومضارب وألواح ركوب الأمواج، وكل ما يخطر ببال أي شخص يريد ممارسة أي نوع من أنواع الرياضة على الشاطئ، ويقوم كذلك بتأجير المساحات الرملية من ملاعب لرياضات مختلفة للراغبين بممارستها ولا تتجاوز تكلفة إيجار ملعب كرة قدم شاطئية أكثر من 10 ريالات برازيلية للشخص الواحد في الساعة، وهو مبلغ زهيد، قياساً إلى العدد الكبير من اللاعبين الذين يستغلون هذه المساحة، ويقول بيدرو إنه سعيد في عمله ولا ينوي مغادرة الشاطئ، طوال حياته، وأضاف أن هذا المكان لا يخلو أبداً من البرازيليين والسياح طوال أشهر العام، وهم يقضون أوقاتاً ممتعة ومفيدة على هذه الرمال. أما أليساندرا فهي برازيلية أم لأربعة أطفال جاءت بهم إلى الشاطئ، من أجل إشباع رغبتهم في قضاء وقت ممتع، وتقوم هي بتدريبهم على ممارسة كرة الطائرة الشاطئية، وتتوقع أن يصبحوا لاعبين متميزين في المستقبل، وتقول إنها منذ بدء الإجازة الصيفية، وهي تحرص على اصطحاب أطفالها بشكل يومي إلى الشاطئ، فهي تريد لهم أن يعيشوا حياة صحية جيدة، ولا تحبذ أليساندرا أن يقضي أطفالها إجازتهم في مشاهدة التلفزيون أو ممارسة ألعاب الفيديو، وتبدو وجهة نظر الأطفال متفقة تماماً مع طرح والدتهم، حيث يبدون كما لو أنهم يقضون أوقاتاً ممتعة على الشاطئ. ولا يقتصر دور رواد الشواطئ على ممارسة الرياضة فقط، ولكنهم يتحولون إلى جماهير متحمسة في بعض الأوقات، فتجدهم يتوزعون على مختلف الملاعب لمشاهدة المنافسة الحماسية بين فريقين يتنافسان في كرة القدم الشاطئية، ويقومون بالهتاف والتصفيق عندما يقوم أحد اللاعبين بلمحة جميلة أو يحرز هدفاً، كما تجدهم يتابعون فريقين يتكونان من أربعة لاعبين في كل جانب يتنافسون في مباراة لكرة الطائرة، وتبدو المباريات المقامة على الملاعب الترابية أكثر حماساً وإثارة من مباريات كأس العالم في العديد من الأحيان. ويمكن لأي شخص ممارسة لعبة كرة الطائرة الشاطئية على أحد هذه الشواطئ، ولكنه يحتاج قبل كل شيء إلى الحصول على خبرة في ممارسته وتعلم المهارة المطلوبة، حيث إنها تختلف عن كرة الطائرة العادية، وهناك مدارس على الشاطئ لتعلم اللعبة، حيث يتعلم الهاوي كيفية الإرسال وتمرير الكرة إلى الزميل، ويخضع لتدريب بدني متميز حتى يكون مؤهلاً للمشاركة في اللعبة، وخلال التدريب يتم الزج بالمستويات المختلفة سوياً، وتقام دورات صباحية ومسائية مقابل رسوم شهرية. انتقل عشق البرازيليين لكرة القدم من الملاعب الخضراء وأصبحوا يمارسونها على الرمال الذهبية للشواطئ، وقاموا بأداء حركاتهم الاستعراضية التي يجيدونها بمهارة وحرفية عالية، كانوا أول من اصطحبوا معهم كرة القدم إلى الشاطئ وكان ذلك قبل أكثر من 30 عاماً ليتم اختراع لعبة كرة القدم الشاطئية، وقبل أن تقوم «الفيفا» بتبني اللعبة رسمياً لتدخل كرة القدم الشاطئية في حيز أنشطته عام 2005. ونجحت اللعبة الجديدة في غزو العالم بشكل مذهل واليوم فإنها تمارس في 75 دولة، وفي الاتحادات القارية الست الخاضعة لـ «الفيفا»، ويمارسها الرجال والنساء والأطفال على حد السواء، وشهدت اللعبة مشاركة الكثير من اللاعبين المشاهير المعتزلين، أمثال الفرنسي إيريك كانتونا والإسبانيين ميشيل وخوليو ساليناس والبرازيليين روماريو وزيكو وجونيور، وأسهم وجود هؤلاء النجوم في ارتفاع شعبية اللعبة على مستوى العالم وأصبحت مبارياتها تبث في 170 دولة وأصبحت الرياضة الأكثر نمواً في العالم كما تحولت إلى رياضة جاذبة للرعاء والشركاء التجاريين. وتحتاج كرة القدم الشاطئية إلى مجهود بدني هائل يفوق ما هو مطلوب في الملاعب الخضراء، كما أنه يحتاج إلى مهارات من نوع خاص، واللعبة مليئة بالحركات الاستعراضية والألعاب الهوائية التي تمتع الجمهور ومهارة المراوغة على الرمال والكثير من الأهداف وهذه الأشياء تجتمع في البرازيليين، وكان المشهد بتواجد البحر والشمس والرمال الناعمة خيالياً على شاطئ الكوباكابانا أو غيرها من الشواطئ البرازيلية المختلفة في الاسم ولكنها المتشابهة من حيث الأنشطة التي تمارس عليها. (ريو دي جانيرو - الاتحاد) منطقة المشجعين الوجهة المفضلة يعتبر شاطئ الكوباكابانا هو المكان المثالي لتجمع عشاق الرياضة من البرازيليين، إضافة إلى كونه مكاناً لتجمع السياح القادمين من مختلف دول العالم، لذا كانت الوجهة المفضلة لجميع النوعيات المختلف من البشر هو هذا الشاطئ الأشهر على مستوى العالم، ولذلك لم يجد الاتحاد الدولي لكرة القدم مكاناً أفضل لإقامة منطقة المشجعين أو ما يعرف بـ «الفان فيست»، حيث تم نصب شاشات عملاقة يتحلق حولها المشجعون من جميع الجنسيات، ويجد فيها المشجعون الذين لا يملكون التذاكر المكان المناسب لمتابعة المباريات، فيذهبون إلى هناك مرتدين قمصان منتخباتهم ويعيشون أحاسيس متميزة، ويحتفلون بالأهداف المسجلة، كما لو كانوا في مدرجات الملاعب، أما المشجعون المحايدون ينقسمون بين الفريقين المتباريين ويختار كل منهم الفريق الذي يشجعه في جو رائع تغلب عليه الروح الرياضية بدون مشاحنات أو أجواء متوترة بين الطرفين، ويعيش جميع مرتادي منطقة احتفالات المشجعين تجربة فريدة لا تضاهيها في المتعة سوى التواجد في الملاعب المكتظة بالجماهير. (ريو دي جانيرو - الاتحاد) الأماكن متنفس المشاهير لم تكن شواطئ البرازيل التي تزخر بمختلف أنواع الرياضات حكراً على الهواة من البرازيليين والسياح، ولكنها أوجدت متنفساً أيضاً للمشاهير، وشوهد العديد من نجوم كرة القدم المعتزلين يمارسون مختلف أنواع الرياضات على هذه الشواطئ، وفي أحد الأيام كان المدرب الفرنسي الشهير أرسين فينجر مدرب أرسنال الإنجليزي يخوض مباراة التحدي في «الفولي فوت» مع خمسة من نجوم المنتخب الفرنسي السابقين وهم كاريمبو وجاك داكور وستيفان ويلتوورد وليزارادزو وبرنارد ديوميد. وجذبت هذه المباراة الاستعراضية جمهوراً كبيراً من مرتادي شاطئ إيبانيما، حيث تجمع أكثر من 300 مشاهد للاستمتاع بمجريات المباراة المثيرة، كما خاض الإيطالي كانافارو مع الفرنسي باتريك فييرا مباراة في كرة القدم الشاطئية، برفقة مجموعة من الأصدقاء، وتجمع عدد كبير من المشاهدين لمتابعة أحداث المباراة، وانتظروا النجمين حتى النهاية، من أجل الحصول على صورة للذكرى مع أحدهما. أما نجوم المنتخبات المشاركة في المونديال فهم ينتظرون الأوقات التي تخلو فيها هذه الشواطئ من الزحام المعتاد وينزلون خلسة لممارسة السباحة أو الاستلقاء على رمال الشاطئ وهو ما حدث مع لاعبي منتخب هولندا، والوجود في البرازيل فرصة ذهبية لا تتكرر كثيراً لممارسة أنواع مختلفة من الرياضات لا تتوفر سوى في هذه الشواطئ المتميزة والفريدة في نوعها. (ريو دي جانيرو - الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©