الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

أنا عصام الحضري

أنا عصام الحضري
9 أكتوبر 2017 21:04
444 ثانية بين هدف تعادل الكونغو، وتسجيل صلاح لهدف الفوز، والصعود إلى مونديال روسيا، عشت خلالها ما كتبه كل شعراء الكون من متناقضات حول الحزن والفرح، الهم والسعادة، الانهيار ونشوة الانتصار، لكنها حتماً ستبقى بكل ذكريات العمر. تصويبة من مهاجم الكونغو مرت كسهم عنترة بن شداد في جسد أعداء حبه، ومر معها شريط من ذكريات وأحلام رأيتها تنهار، استعدت مشهد بكائي في السودان بعد الخسارة من الجزائر، شاهدت جورج وَيَا يهمس في أذني لقد جلب هدفي في مرماك نحس المونديال،، لكني استعذت من الشيطان، وقلت لنفسي، إن الله لن يحرمني أجري. تماسكت سريعاً، وحدثت نفسي سراً: «السد العالي يجب أن يبقى شامخاً»، أبداً لن تنهار يا حضري، كتمت مشاعري وتخلصت منها جميعاً في نفس عميق عدت معه إلى ممارسة دوري كقائد للفريق، تركت اليأس خلف ظهري، ودفعت زملائي للعودة، في تلك اللحظة تبدل حالي، وكأن الله أراد مكافأتي، شعرت أن النصر قادم، استعدت روح نصر أكتوبر، وجدت نفسي متفائلاً، ومع هذا التفاؤل طاف بخاطري انتصاراتنا في غانا وأنجولا، وجدتني أقف أمام «خزانة ملابسي» أحضر حقيبة سفري إلى روسيا. طالبت اللاعبين بالعودة، ومع كل ثانية أنتظر هدف الفوز، وكلما قلت كنت أقول لنفسي إنه قادم، فعلناها من قبل مراراً وسنفعلها، مرر يا تريزيجيه سدد يا صلاح، ولا تراوغ يا نني، والعب نحو المرمى، لا تفكر يا حجازي، وأرسل كرات طولية. تناسيت كل همومي وتولَّد بداخلي مجند على أرض معركة أؤمن، بها، فأحسست وكأن ساعة الاستاد قد توقفت مكافأة لي، لم أشأ أن أستيقظ من حلم، فعلت من أجله كل شيء، لكني استيقظت مجبراً مع صافرة بكاري جاساما، محتسباً ضربة الجزاء لتريزيجيه، معاقباً نفسي إيّاك أن تيأس مجدداً، فأنا من كتب التاريخ، وأنا من سيدرسونه في كتب التاريخ، عاودني شيطاني اهدأ حتى يسجل صلاح، وليكن الرقص والاحتفال على الهتاف الشهير: «ارقص يا حضري» وقد كان، فانتظري يا روسيا تاريخاً يدونه ابن كفر البطيخ.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©