الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تقوى الله.. غاية الصيام وحكمته

19 يونيو 2015 20:35
أحمد محمد (القاهرة) من أعظم ثمرات الصوم، الإقبال على الله، وتحصيل التقوى التي لا تنال بشيء مثله، وكسر شهوات النفس، والنشاط للعبادة، والتقوى هي الغاية الأولى للصيام والحكمة الأساسية من فرضه، وما عداها من الحكم والفوائد فتَبَعٌ لها أو منبثقة عنها، وهي العروة الوثقى، وذكر الله تعالى الحكمة من مشروعية الصيام وفرضه علينا في قوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، «سورة البقرة: الآية 183». وفسر العلماء، بعض الحكم من مشروعية الصيام، وكلها من خصال التقوى، فالصوم وسيلة إلى شكر النعم، وكف النفس عن الطعام والشرب والجماع، وترك المحرمات، وسبب لاتقاء محارم الله، والتغلب على الشهوة، لأَن النفس إذا شبعت تمنت الشهوات، والتقوى جامعة لخصال الخير والبر في الدنيا والآخرة، وتعني خشية الله ومراقبته، والالتزام بما كتبه على عباده، فمن أهم ما يثمره الصيام في الصائمين، تقوى الله عز وجل، وقد جمع الله للمتقين، دخول الجنة، والوقاية من النار. لباس الخير والتقوى طاعة الله عز وجل واتقاء غضبه، ومن تمام التقوى أن يدع الإنسان بعض الحلال مخافة الوقوع في الحرام، فالمؤمن التقي ورع لا يحوم حول الحمى، ولا يدنو من الشبهات، ويترك ما يريبه إلى ما لا يريبه، ومن ثم يخشى ربه في السر والعلن، يرجو رحمته ويخشى عذابه، والتقوى لباس الخير، وطريق الفوز في العاجلة والآجلة. غاية مقدسة والصيام عبادة كتبها الله على المؤمنين لغاية مقدسة، فالصيام يبعث على التقوى، بالامتناع عن رغبات الجسد ، امتثالاً لأمر الله، ومراعاة حدوده، فالصوم يخلص الإنسان من عبودية الجسد والغرائز، ويكسر الشهوة لا بالجوع والعطش، ولكن لأنه عبادة باطنية، تمثل المراقبة الصادقة في ضمير المؤمن، فيكون رمضان وسيلة إلى التقوى التي رجاها القرآن، فلم يكن هدف الصيام ومقصده ترك الشراب والطعام، لكن غايته التقوى، فالإكثار من الطعام والشراب وثقل البدن به مانع لحصول التقوى. الرياء والنفاق وإذا كان بعض العبادات، كالصلاة والحج والزكاة يمكن أن يدخلها الرياء والنفاق، لأن القيام بها يتمثل في أمور يطلع عليها الخلق غالباً، ويستوي في أدائها من الناحية الشكلية المخلصون والمنافقون والصالحون والطالحون، فإن الصيام عبادة لا يلحقها الرياء، ولا يتحقق فيها النفاق، فالقيام بها يتمثل في أمور لا يطلع عليها سوى الحق سبحانه، ومن ثم كانت سراً بين العبد وربه، وفريضة يرجو الصائم من ورائها مرضاة الخالق بعيداً عن أعين المخلوقين. والصوم وسيلة إلى التقوى، لأنه إذا انقادت النفس للامتناع عن الحلال طمعاً في مرضاة الله تعالى، وخوفاً من عقابه، فأولى أن تنقاد للامتناع عن الحرام، فكان الصوم سبباً لاتقاء محارم الله.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©