الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

العراقيون في رمضان يشكون المعارك واللجوء والغلاء

العراقيون في رمضان يشكون المعارك واللجوء والغلاء
19 يونيو 2015 01:04
شينخوا (بغداد) تحت وطأة المعارك الدائرة بين القوات العراقية وتنظيم «داعش» الإرهابي في مناطق واسعة في العراق، وما تسببت به من صعوبات كبيرة منها اللجوء وغلاء الأسعار، يستقبل العراقيون شهر رمضان بحزن لافت. وحلّ شهر رمضان العام الجاري في وقت تشهد محافظات سنية، أبرزها الأنبار غرب العراق وصلاح الدين وسط البلاد عمليات عسكرية للقوات العراقية المدعومة بقوات الحشد الشعبي، لاستعادة الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم «داعش» الإرهابي. وتخوض القوات العراقية معارك في محافظات عراقية أخرى منذ سيطرة التنظيم الإرهابي على مناطق واسعة في شمال وغرب العراق في العاشر من يونيو 2014 ، وفي عدد من المدن في محافظة نينوى أولى المحافظات العراقية التي سقطت في يد «داعش»، تخوض قوات البيشمركة الكردية معارك ضد التنظيم بدعم من طيران التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة. ويتخوف العراقيون من تفاقم معاناتهم مع بدء شهر رمضان. ويقول العراقي أحمد إبراهيم، البالغ من العمر خمسة وستين عاماً، والذي يقيم مع عائلة من ثمانية أفراد في مخيم الحردانية شمال مدينة الضلوعية (90 كم) شمال بغداد، لوكالة أنباء «شينخوا»، «يحل علينا شهر رمضان هذا العام ونحن في أسوأ حال». وتابع: «نقيم في خيمة لا تكاد تسعنا، ونعاني من نقص كبير في مختلف الخدمات، تيار كهربائي دائم الانقطاع، وماء شرب غير متوفر بشكل كاف، ناهيك عن الخدمات الصحية والمراحيض». وأضاف إبراهيم متسائلاً: «إن صعوبة العيش في هذا المخيم لا تحتمل، فكيف الحال مع الصيام، خاصة أن درجات الحرارة ترتفع أحيانا إلى 50 درجة، والمواد الغذائية لا تتوفر؟»، لافتاً إلى أن «كثيراً من سكان المخيم ربما لا يتمكنون من الصيام في ظل الظروف الصعبة التي نعيشها وخصوصًا النساء وصغار السن». وأفرزت المعارك صعوبات كبيرة في وجه السكان المتواجدين في مناطق العمليات العسكرية، تدفع غالبيتهم للنزوح، وتثقل كاهل من قرر البقاء بفقدانه معظم الخدمات من ماء وكهرباء وخدمات طبية. وبحزن كبير يقول العراقي الأربعيني ياسر حسين الدوري، وهو مُهجّر من مدينة الدور (20 كم) شرق مدينة تكريت، مركز محافظة صلاح الدين شمال بغداد، ويعيش مع عائلته في مخيم بأطراف مدينة كركوك (250 كم) شمال بغداد، «ربما لا نتمكن من صوم رمضان هذا العام بسبب صعوبة الظروف التي نعيش فيها». وفي مخيم أقامته الحكومة العراقية في أطراف منطقة أبو غريب غرب بغداد، تقول المسنة أم صعب: «إن معاناتنا كبيرة وخصوصًا مع إقبال شهر رمضان، لأننا نجد أنفسنا في هذا العام مجبرين على الإفطار، فأنا أعاني من أمراض الضغط والسكر وأعيش في هذه الظروف القاسية فكيف لي أن أصوم؟». وتابعت السيدة الستينية، وهي نازحة من أهالي مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار غرب بغداد، والدموع تنهمر من عينيها «لقد تركنا كل شيء خلفنا وجئنا للعيش في هذا المخيم الذي ينقصه كل شيء هربًا من بطش تنظيم داعش والعمليات العسكرية الجارية». وسيطر التنظيم على الرمادي مركز محافظة الأنبار في 17 مايو الماضي في أبرز تقدم له خلال الفترة الأخيرة، خاصة بعد طرده من تكريت مركز محافظة صلاح الدين وسط العراق في نهاية مارس. وكان سقوط الرمادي بمثابة نكسة لمسعى القوات العراقية في خوض معركة ضد التنظيم الإرهابي في الأنبار ذات الغالبية السنية، التي يسيطر على مساحات واسعة منها. وطالبت أم صعب الحكومة العراقية والمنظمات الإنسانية الدولية بمد يد العون للنازحين في شهر رمضان لإعانتهم على الصيام. من جانبها، أصدرت وزارة الداخلية العراقية تعليمات منعت بموجبها الإفطار العلني. وهددت باتخاذ الإجراءات القانونية بحق المجاهرين بالإفطار، فيما سمحت بفتح خمسة مطاعم كحد أقصى في مراكز المحافظات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©