الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حكيم بن حزام .. رفيق رسول الله قبل وبعد البعثة

حكيم بن حزام .. رفيق رسول الله قبل وبعد البعثة
5 يوليو 2014 00:45
أحمد مراد (القاهرة) حكيم بن حزام بن خويلد الأسدي، صحابي جليل، واحد من أشراف قريش وعقلائها ونبلائها، وهو ابن أخ أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد زوجة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان الزبير بن العوام ابن عمه. ولد حكيم بن حزام قبل عام الفيل بثلاث عشرة سنة، قيل إنه وُلد في جوف الكعبة بمكة، وذلك أن أمه صفية بنت زهير بن الحارث بن أسد، دخلت الكعبة في نسوة من قريش، وهي حامل فأخذها الطلق، فولدت حكيماً بها. ?ونشأ حكيم بن حزام في أسرة عريقه النسب، عريضة الجاه، واسعة الثراء، وكان عاقلاً شريفاً فاضلاً، فجعله القوم سيدهم، واسندوا إليه منصب الرفادة، والرفادة هي إعانة المحتاجين والمنقطعين من الحجاج، فكان يخرج من ماله الخاص ما يرفد به المنقطعين من حجاج بيت الله الحرام في الجاهلية. وقال مصعب بن عثمان: سمعتهم يقولون: لم يدخل دار الندوة للرأي أحد حتى بلغ أربعين سنة إلا حكيم بن حزام فإنه دخل للرأي وهو ابن خمس عشرة. وهذا يدل على رجاحة عقله- رضي الله عنه-. صحبة النبي وكان حكيم صديقاً حميماً لرسول الله- صلى الله عليه وسلم - قبل البعثة، فقد كان يألف ويأنس ويرتاح إلى صحبة النبي ومجالسته، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبادله وداً بود وصداقة بصداقة، ثم جاءت آصرة النسب فوثقت ما بينهما من علاقة، وذلك حين تزوج النبي - صلى الله عليه وسلم - من عمته السيدة خديجة بنت خويلد رضى الله عنها. ولحبّه لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورِقة قلبه، رغم أنه لا يزال على دين قومه، فقد روي أنه لما حصر المشركون، بني هاشم في الشعب، كان حكيم تأتيه العير بالحنطة، ويضرب أعجازها فتدخل عليهم الشعب، فيأخذون ما عليها من الحنطة. وفى الليلة التي سبقت فتح مكه قال عليه الصلاة والسلام لأصحابه: «إن بمكة لأربعة نفر أربأ بهم عن الشرك، وأرغب لهم في الإسلام: عتاب بن أسيد، وجبير بن مطعم، وحكيم بن حزام، وسهيل بن عمرو»، وحين دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة فاتحاً أراد أن يُكرم حكيم بن حزام فقال: من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله فهو آمن، ومن جلس عند الكعبة فوضع سلاحه فهو آمن، ومن أغلق عليه بابه فهو آمن، ومن دخل دار أبى سفيان فهو آمن، ومن دخل دار حكيم بن حزام فهو آمن». وقد أسلم حكيم يوم الفتح، وحسن إسلامه. صلة الرحم وذات يوم قال حكيم بن حزام - رضي الله عنه-: يا رسول الله أرأيت أشياء كنت أتحنث بها في الجاهلية من صدقة أو عتاقة وصلة رحم، فهل فيها من أجر؟ فقال النبي- صلى الله عليه وسلم-: «أسلمت على ما سلف من خير»، وفي رواية أخرى: قلت: فو الله لا أدع شيئاً صنعته في الجاهلية إلا فعلت في الإسلام مثله، وقد أعتق في الجاهلية مئة رقبة وحمل على مئة بعير، ثم أعتق في الإسلام مئة رقبة وحمل على مئة بعير. ورُوي عن مصعب بن ثابت أنه قال: بلغني والله أن حكيم بن حزام، حضر يوم عرفة ومعه مئة رقبة، ومئة بدنة ومئة بقرة ومئة شاة فقال: الكل لله. وللنفقة عنده مفهوم عميق مستمد من تعاليم الإسلام، حيث كان يقول: ما أصبحت وليس ببابي صاحب حاجة، إلا علمت أنها من المصائب التي أسال الله أن يغفرها والأجر عليها. من السيرة ويروى أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعثه يشتري له أضحية بدينار فاشتراها ثم باعها بدينارين، فاشترى شاة بدينار وجاء بدينار فدعا له النبي - صلى الله عليه وسلم - بالبركة وأمره أن يتصدَّق بالدينار. ويروى عنه أنه بعد غزوة حنين سأل رسول الله - عليه الصلاة والسلام - من الغنائم فأعطاه، ثم سأله فأعطاه، حتى بلغ ما أخذه مئة بعير، وكان يومئذ حديث عهد بالإسلام، فقال له النبي: «يا حكيم، إن هذه الأموال حلوة خضرة، فمن أخذها بسخاء نفس بورك له فيها، ومن أخذها بإشراف نفس لم يبارك له فيها، وكان كالذي يأكل ولا يشبع واليد العليا خير من اليد السفلى»، فلما سمع حكيم بن حزام ذلك من النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: واللهِ يا رسول الله، والذي بعثك بالحق لا أسأل أحدا بعدك شيئا، ولا آخذ من أحد شيئا بعدك حتى أفارق الدنيا. وبر حكيم بقسمه، ففي عهد أبي بكر دعاه الصديق أكثر من مرة لأخذ عطاء من بيت مال المسلمين فأبى أن يأخذه، ولما آلت الخلافة إلى الفاروق دعاه مرة ثانية إلى أخذ عطاء فأبى أن يأخذه، فقام عمر في الناس وقال: أشهدكم يا معشر المسلمين، أني أدعو حكيما إلى أخذ عطائه فيأبى. وظل حكيم كذلك لم يأخذ من أحد شيئا حتى فارق الحياة. توفي حكيم بن حزام سنة أربع وخمسين من الهجرة، وقد عاش 120 سنة، منها ستون في الجاهلية، وستون في الإسلام.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©