الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مصطفى سعيد يقرأ تاريخ الموسيقى الشرقية بين الأصالة والنقل

مصطفى سعيد يقرأ تاريخ الموسيقى الشرقية بين الأصالة والنقل
18 يونيو 2013 23:13
سلمان كاصد (أبوظبي)- نظم اتحاد كتاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي، أمس الأول، في مقره بالمسرح الوطني بأبوظبي، محاضرة موسيقية، للموسيقى والباحث المصري مصطفى سعيد، تحت عنوان «قراءة نقدية معاصرة بين النقل والتأويل.. الموسيقى العربية أنموذجاً»، وتلا المحاضرة عزف لمقطوعات موسيقية من تأليفه. وفي تقديمه لمصطفى سعيد قال الشاعر محمد المزروعي: «لقد مرّ الآن ما يقرب من واحد وثمانين عاماً على أول مؤتمر دولي للموسيقى العربية للحفاظ على الموروث الموسيقي العربي الذي أقيم في القاهرة سنة 1932، بغرض تجديد الموسيقى العربية والاتصال بالأنغام الغربية للحفاظ على الموروث الموسيقي العربي»، وأضاف «اليوم وبعد 81 عاماً من المؤتمر يتعرض مصطفى سعيد صاحب مشروع في إحياء تراث الموسيقى العربية الذي يرى أنه لم يستكمل تطوره المفترض منذ عشرينيات القرن الماضي، لهذه المسألة». ويتحدث المزروعي عن موضوعة الأصالة والمعاصرة والنقل والعمل المنقول من الشؤون الحياتية والفكرية إلى الفنية في علاقة الموسيقى العربية بالغربية، وذلك بالاتباع أو الإبداع بمفهوم النقد القديم. ويشير إلى موهبة مصطفى سعيد المولود في 1983 في أدائه المميز عزفاً وغناء على آلة العود ووضعه لألحان قصائد شعراء كبار ولأعمال مسرحية ولأفلام وبرامج وثائقية. واستهل مصطفى سعيد المحاضرة بالحديث عن ثنائيات العقل والنقل، والأصالة والمعاصرة، متخذاً من هذه الثنائيات وسيلة للدخول في مفهوم التقليد والابتكار، ومفهوم الاتباع والإبداع، وطرح نظرية الاقتباس والأصالة، وأخيراً المفهوم التعبيري في الموسيقى، وأثر الحداثة في هذا الفن، مقارناً بين ما حصل في الموسيقى العربية والغربية في الآن نفسه. يرى مصطفى سعيد أن هناك صراعاً وجودياً في ماهية التراث وأهمية المعاصرة وابتدأ بطرح هذا المفهوم عبر ما جاء في كتاب «تخليص الابريز في تلخيص باريز» لرفاعة رافع الطهطاوي، حيث يتحدث عن حملة الفرنسيس إلى المغرب لانتشالها من الظلام إلى نور أوروبا، مقارناً ذلك بما فعل محمد علي باشا في بلاد السودان، ويتساءل مصطفى سعيد هل كان فعل عسكر محمد علي مشابهاً لفعل عسكر الفرنسيس، ليخلص أن ليس فرنسا هي باعثة الحضارة، وأن لا سبيل إلى الحضارة إلا إذا اتبعنا أوروبا في كل شيء حتى الموسيقى. يطرح مصطفى سعيد اختلاف المشتغلين بالموسيقى العربية على اتباع الموسيقى الغربية من جهة والتمسك بالموروث العربي والعودة للسلف من جهة أخرى، وهذا الاختلاف والتشبث بالرأي الواحد قاد إلى إلغاء الآخر. واعتبر سعيد هذه الجدلية هي ذاتها قد أثيرت في أوروبا من قبل في نظرتهم للحضارة العربية، وبينما استطاعت أوروبا تجاوزها، فإننا نجد العرب لا يزالون في الجدلية ذاتها، وعمد سعيد إلى تقديم خلاصة للمحاضرة منذ بدئها، وهي «أن الفكرة ليست في سماع بعضنا البعض بل في قدح بعضنا بعضاً». وتطرق سعيد إلى الحداثة الممكنة، متخذاً الموسيقى العربية أنموذجاً، وعلاقة الموسيقى بالتقاليد، وتحولات الموسيقى، ونموها الأصيل، كما حصل في أوروبا التي امتلكت تحولات قادها موسيقيون كبار، امتدت حتى موزارت وباخ وبيتهوفن وبرامز، باعتباره تياراً ممتداً يغذي البعض الآخر بالرغم من أن ذلك - بوصفه موسيقى كلاسيكية - لم يمنع من ظهور موسيقى الركوكو والروك اندرول، حيث ظل هذا الابتكار مجاوراً لذاك التقليدي. كما تحدث عن الموسيقى العربية وجذورها الفصيحة منذ ابن زريق البغدادي، والموصلي، والكاتب، والفارابي، وابن سينا، والصفدي، وعبده الحامولي، ومحمد عثمان، ثم أشار إلى نظام المقامات والموسيقى الشرقية التراثية والإيرانية، وموسيقى النهمة في الخليج العربي، والصوت في اليمن، والمقام في العراق، واتخذ من آلة العود نموذجاً في تطورها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©