الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

حمد بن سهيل الكتبي طبع بشعره بصمة في فضاء القصيدة المحلية

حمد بن سهيل الكتبي طبع بشعره بصمة في فضاء القصيدة المحلية
18 يونيو 2013 23:13
إبراهيم الملا (الشارقة)- نظم مركز الشارقة للشعر الشعبي، مساء أمس الأول، بقصر الثقافة بالشارقة، ندوة حول المنجز الإبداعي للشاعر الإماراتي حمد بن سهيل الكتبي، بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة لرحيله، وشارك في الندوة الشاعر علي الخوار الذي رافق الكتبي في رحلته الشعرية الحافلة منذ بداياتها بالصور والمفردات والأخيلة التي ضخّت الساحة الفنية بالمدهش والمتميز صوتاً وحضوراً وتألقاً، وقدم للندوة الشاعر راشد شرار مدير مركز الشارقة للشعر الشعبي. تطرّق شرار في مستهل الندوة التي شهدها عبدالله العويس، رئيس دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، ولفيف من الشعراء والإعلاميين، إلى البصمة الشعرية المتفردة التي طبعها الشاعر الراحل في فضاء القصيدة المحلية، ووصفه بأنه أحد أهم الرموز الأدبية في الساحة الثقافية والأدبية الإماراتية، وقال إن الكتبي وعلى الرغم من رحيله المبكر قبل ثلاث سنوات (فهو من مواليد مدينة العين عام 1971 )، امتلك حضوراً إعلامياً وشعرياً مميزاً على الصعيد المحلي والخليجي والعربي. وقال «إن للشاعر الشاب حمد بن سهيل الكتبي قيمة أدبية كبيرة، جدّدت ملامح الأدب الشعبي الإماراتي، وأثّرت في ذائقة ووجدان المتلقي في الخليج والعالم العربي، فهو شاعر مرهف، امتلك موهبة فذة، مكنته من إبداع وكتابة العديد من القصائد التي تم نشرها بالصحف والمطبوعات، إضافة إلى القصائد المغنّاة الكثيرة التي حرص مطربو الخليج على التغني بها لما تمتلكه من مفردات معبرّة ومميزة». وجدان مرهف وأوضح شرار أن من مزايا الأسلوب أو المنهج الشعري لفقيد الساحة الشعبية والخليجية، هو الطابع الوجداني المرهف في الكلمة، والتدفق الشعري، علاوة على مزجه للتراث، والأصالة بالأسلوب الحديث والمبسط، مشيراً إلى أن القارئ لقصيدته يعرف أسلوبه، ويميز قصائده من أول وهلة. وأضاف شرار بأن الشاعر حمد بن سهيل الكتبي ينحدر من عائلة شعرية معروفة، وتأثر بوالده كشاعر ورجل قيادي صاحب حظوة وسمعة طيبة، يقصده الناس ويحضرون إليه، فجالس الرجال وسمع الشعر والقصص التاريخية والتراثية منذ صغره. وفي ختام كلمته أوضح شرار أن آخر قصائد الكتبي المغناة كانت في المسلسل الخليجي: «أوراق الحب» الذي أنتجه تلفزيون أبوظبي، ونوه إلى أن المطّلع على الإنتاج الإبداعي للكتبي يكتشف أنه إبداع يشكل مزيجاً إنسانياً ووجدانياً يتآلف ويتآخى فيه الحنين مع الموروث الديني والشعبي والتاريخي في منجزه فني بالغ الخصوصية، ومتفرّد في فكره، وفي التعبير عن مكنوناته العاطفية في إطار من التواصل الثقافي بين الأجيال. قيمة شعرية بدوره تحدث ضيف الندوة الشاعر علي الخوار عن علاقة الصداقة والشعر والتوافق على حب المفردة العذبة والشفافة، التي جمعته بالشاعر الراحل سهيل الكتبي، وامتدت لعشرين سنة متواصلة، وأكّد الخوّار ضرورة الاحتفاء بالمبدعين الإماراتيين المميزين واستدعاء الذاكرة التي أسست ورسخت للقيم الفنية والجمالية والإنسانية المكونة لفعل هؤلاء المبدعين، وتأثيرها على الأجيال الأدبية المختلفة. وقال الخوار أن الكتبي يمثل قيمة شعرية عالية، عزّزت حضور الأدب المحلي والخليجي، وساهمت في إعادة تشكيل ذائقة ووجدان المتلقي، موضحاً أن شعره يتميز بجملة من السمات تستقي روح الوصف من تقاطع البوح الذاتي، مع فضاءات البيئة المحلية، وجمله من الصفات الشخصية التي مكنته من ذلك، ومنها تواضعه وحبه لأصدقائه وطيبته المتناهية وتعامله الإنساني الراقي مع المحيطين به من شعراء وفنانين ومطربين محليين وخليجيين وعرب، وذكر من هؤلاء المطربين محمد عبده، وأصيل أبوبكر، وعيضة المنهالي، وحسين الجسمي، وراشد الماجد، وخالد محمد، والوسمي، وغيرهم من الفنانين الذين تفاعلوا مع قصائده العذبة التي ساهمت في إيصال المفردة الشعبية الإماراتية إلى آفاق عاطفية ووجدانية رحبة مست شريحة واسعة من محبي الشعر السهل والممتنع في شكله والعميق في مضمونه. وتحدث الخوار عن قناة «أغاني» التي شارك الراحل في إنشائها، والتي أغلقها مباشرة بعد غيابه المرّ، احتراماً لذكراه، وتقديراً لمكانته الكبيرة التي لا يمكن تعويضها. وداع كما تحدّث عن رغبة الكتبي وقبل رحيله بفترة بسيطة في طباعة ديوانه الأول، حيث تناقشا حول نوعية القصائد المرشحة للديوان، وطريقة تبويبها وتوزيعها، حسب المناسبات والمواضيع التي تطرقت إليها تلك القصائد، وعبّر الخوار عن إحساسه بأن الكتبي سلمه القصائد، وكأنه يودع لديه أمانة خاصة وثمينة، يجب الحفاظ عليها قبل رحيله، وقال الخوار إنه أختار عنواناً رئيسياً للديوان هو: «تاج راسي»، ووزعه على سبعة عناوين فرعية، بحيث يتمتع كل عنوان بخصوصية معينة ومستقلة موضوعياً عن العناوين الأخرى، وهي: « تاج الندى»، و»تاج الوتر»، و»تاج الوفاء»، و»تاج الورد»، و»تاج الذكريات»، و»تاج الإخاء»، و»تاج البنفسج». وقرأ الخوار في نهاية الندوة جانباً من قصائد الديوان، ومنها هذا المقطع من قصيدة «تاج راسي»، والتي يقول فيها الكتبي: يا تاج راسي ويا قلبي ويا عيني / ما عاش من هو يكدّر خاطرج ساعه ما أحسّ بالناس كلها لو تجافيني / الاّ ابتعادج يا عمري خاطري لاعه يالغالية لج وداد في شراييني / في وسط قلب أبد ما سامه وباعه منّي الخطايا ومنك الصفح ياتي / نفسي لوصلج وقربج دوم طمّاعة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©