الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أفكار خاطئة حول علاقة الحمل وصحة الفم والأسنان

أفكار خاطئة حول علاقة الحمل وصحة الفم والأسنان
20 يناير 2014 20:27
نسبة كبيرة من النساء يربطن بين متاعب الأسنان والحمل، ويسود اعتقاد خاطئ بأن المرأة الحامل تتعرض أكثر من غيرها لتسوس الأسنان نتيجة سحب مادة «الكالسيوم» من أسنانها تلبية لحاجة الجنين! لكن الدراسات والأبحاث الطبية أثبتت أن هذا الاعتقاد خاطئ، ويخلو من أي مبرر علمي. وفي دراسة أميركية حديثة تشير إلى أن 35 % من النساء الحوامل لم يزرن طبيب الأسنان منذ سنة، وأنّ نحو 40 % منهن لديهنّ حالات نخر في الأسنان أو أمراض في اللثّة. فما هي حقيقة متاعب أسنان المرأة أثناء الحمل؟ خورشيد حرفوش (أبوظبي) ـ يوضح الدكتور، راجي الريس، طبيب الأسنان في مركز شادي لطب الأسنان في أبوظبي، أن زيادة نسبة الإصابة بتسوس الأسنان عند المرأة الحامل يعود إلى أسباب أخرى أهمها ارتفاع هرموني «الاستروجين» و«البروجسترون»، مما يغير طبيعة اللعاب ولزوجته، ومن ثم يساعد على التصاق فضلات الطعام والترسبات على الأسنان، إلى جانب كثرة القيء الذي يحتوي على حامض المعدة المعروف بمهاجمته للطبقة الخارجية للأسنان، فضلاً على إهمال العناية بتنظيف الفم والأسنان. وإهمال علاج أسنان المرأة الحامل قد يؤثر سلباً على صحتها وصحة الجنين معاً، إذا ما أهملت في استشارة الطبيب المعالج. الفحص المبكر يؤكد الدكتور الريس أهمية دحض الأفكار الخاطئة، ومراجعة الحامل لطبيب الأسنان، ومن الممكن أن يجري لها كل ما تحتاج من علاج إذا كان حملها طبيعيا، بل يجب على السيدة الحامل الذهاب للطبيب أكثر من السيدة غير حامل لاكتشاف الأسنان المصابة بالتسوس وعلاجها في وقت مناسب، وعلاج التهابات اللثة، ولا يوجد أية موانع، لكن يفضل أن يكون العلاج خلال الشهور الثلاثة الوسطى «الرابع – الخامس – السادس» وفي بعض الحالات يؤجل العلاج إلى ما بعد الولادة لتجنب تعرض السيدة الحامل لكمية كبيرة من الإشعاعات. كما لا يوجد أي ضرر على الحامل من استخدام البنج الموضعي بكميات مناسبة، ولا يؤجل العلاج إلى بعد الولادة حتى لا تكون هناك فرصة لتكون الالتهابات والآلام الناتجة عنها، وتتمكن الحامل من مضغ الطعام جيدا وتستطيع أن تأخذ قسطا من الراحة والنوم من دون آلام، ولتتجنب تناول الأدوية والمسكنات والمضادات الحيوية». التهابات اللثة يقول الدكتور الريس: «قد تكون هناك التهابات معينة في اللثة، أو ورم مصاحب لطبقة البلاك، أو سكري عارض لبعض الحوامل، وفي مرحلة الحمل ترتفع معدلات الإصابة بأمراض اللثة، بسبب ارتفاع هرموني الاستروجين والبروجسترون. وعند تراكم فضلات الطعام على الأسنان واللثة يؤدي هذا إلى الإصابة بالالتهابات التي تظهر أعراضها كاحمرار وانتفاخ وحساسية اللثة المفرطة، إضافة إلى نزف اللثة عند تنظيف الأسنان بالفرشاة أو بخيط تخليل ما بين الأسنان. وفي بعض الحالات تظهر أيضا تورمات صغيرة على اللثة وبين الأسنان التي يكبر حجمها خلال فترة الحمل لكن سرعان ما تختفي بعد الوضع. لكن السبب الرئيسي لضعف الأسنان خلال فترات الحمل يرجع إلى التغيرات الهورمونية التي تؤدي إلى التهابات اللثة المزمنة وضمور أنسجة عظام الفك حول الأسنان وليس نقص معدل الكالسيوم في الجسم كما هو شائع نتيجة امتصاص الجنين له. وهناك دراسات تشير إلى أن التهاب أنسجة العظم حول الأسنان تزيد من نسبة ولادة أجنة صغار الحجم. وأن هناك علاقة بين مرض التهاب اللثة والولادة المبكرة غير المتوقعة للأجنة بسبب ارتفاع عدد البكتيريا التي تصل إلى الجنين عبر دم الأم من المشيمة، والتي تزيد من إفراز مادة كيميائية تسمى بروستوجلاندن. وهي مادة مسؤولة عن الولادة المبكرة للأجنة. الغذاء الصحي يشير الدكتور الريس إلى أهمية اهتمام الأم الحامل بغذائها أثناء فترة الحمل والرضاعة، ليحتوي على جميع المواد الضرورية لتكوين أنسجة وأسنان الجنين مثل الكالسيوم، الفسفور والفيتامينات، كما يجب تناول كميات جيدة من الحليب والفواكه والخضراوات، كما يجب الحذر من تناول الأدوية، فإذا أعطيت الأم دواء مثل التتراسوكلين أثناء الثلث الثاني أو الثالث من فترة فتتأثر الأسنان ويصبح لونها رماديا قاتما، وإذا شربت الأم الحامل مياها تحتوي على نسبة عالية من الفلور فتصبح أسنان الجنين متبقعة كم تتأثر أنسجة الأسنان. كما يجب ألا يتعرض الجنين في فترة الحمل لأشعة رينتجين التي قد تؤذي تطور ونمو الجنين. ملاحظات ونصائح ينصح الدكتور الريس المرأة الحامل التي تعاني الغثيان والقيء، أن تعمل على تخفيف نسبة الحموضة في الفم، خاصة على الأسنان، لأن ارتفاع حموضة الفم، نتيجة لوصول أحماض المعدة إلى الفم أثناء القيء أو ترجيع عصارات المعدة إلى المريء، يتسبب في تحلل وتآكل مكونات الأسنان. وللتغلب على الحموضة في الفم، فعلى الحامل أن تستخدم إما معجون أسنان يحتوي على «بيكنج صودا»، أو أن تُكثر من المضمضة بالماء، خاصة بعد القيء. وللحوامل اللواتي يُثير معجون الأسنان لديهن إحساساً بالقيء، يُنصح بتفريش الأسنان بدواء الغرغرة ومحلول الفلورايد، بدلا من معجون الأسنان، للحفاظ على نظافة الأسنان وصحة اللثة، واستعمال فرشاة ناعمة على الأقل مرتين في اليوم وبعد كل وجبة، واستعمال خيط الأسنان مرة كل يوم قبل النوم، والذهاب لتنظيف الأسنان عند طبيب الأسنان أو إخصائي التنظيف في الشهرين الثاني والثامن من الحمل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©