الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تظاهرات حاشدة في برشلونة ضد الاستقلال عن إسبانيا

تظاهرات حاشدة في برشلونة ضد الاستقلال عن إسبانيا
9 أكتوبر 2017 12:22
مدريد (وكالات) نزل عشرات الآلاف (350 ألفاً حسبما أعلنت شرطة المدينة) إلى شوارع برشلونة عاصمة إقليم كتالونيا أمس، للإعراب عن معارضتهم لإعلان استقلال الإقليم عن إسبانيا، مما يظهر انقساماً كبيراً بشأن القضية. واحتشد المحتجون في وسط برشلونة وهم يلوحون بأعلام إسبانيا وكتالونيا ويرفعون لافتات تقول «كتالونيا هي إسبانيا» و«نحن أقوى معاً»، بينما شدد سياسيون من كلا الطرفين مواقفهم في أسوأ أزمة تشهدها البلاد منذ عقود. وكان المنظمون قد قالوا إن 930 و950 ألفاً شاركوا في التظاهرة. ويدعم عدد كبير من الشخصيات والأحزاب السياسية المعارضة للاستقلال هذا التجمع الذي جرى تحت شعار «كفى! لنتعقل». ويعتبر المتظاهرون أنفسهم «أغلبية صامتة» لم يتم الأخذ برأيها منذ أن نظمت السلطات الانفصالية الاقتراع. وأكد الكاتب ماريو فارجاس ليوسا الحائز جائزة نوبل للأدب عام 2010، الأحد أمام مئات آلاف تجمعوا في برشلونة، أن أي «مؤامرة انفصالية» في هذه المنطقة لن تقضي على الديمقراطية في إسبانيا. وأضاف الكاتب البالغ 81 عاماً والذي عاش في العاصمة الكاتالونية في سبعينيات القرن الفائت، «نريد أن تعود كاتالونيا عاصمة إسبانيا الثقافية كما كانت عندما أتيت لأعيش هنا». واعتبر أن «الأمر بحاجة إلى أكثر من مؤامرة انقلابية لتدمير ما بني خلال 500 عام من التاريخ، ولن نسمح بذلك». ويهدد الانفصاليون الذين يؤكدون أنهم حصلوا على تأييد 90.18 بالمئة من الناخبين الذين شاركوا في الاستفتاء، بإعلان استقلال المنطقة في الأيام المقبلة. وقال رئيس وزراء إسبانيا ماريانو راخوي، أمس الأول، إنه لا يستبعد عزل حكومة كتالونيا والدعوة لانتخابات محلية مبكرة إذا أعلن الإقليم الاستقلال، وأيضاً تعليق وضع الحكم الذاتي الذي يتمتع به. وجاء التحذير الشديد قبل أيام من خطاب من المتوقع أن يلقيه رئيس الإقليم كارلس بودجمون أمام برلمان كتالونيا غداً الثلاثاء قد يعلن خلاله الاستقلال من جانب واحد. وقالت أراثيلي بونثه (72 عاماً) خلال مشاركتها في الاحتجاج: «نشعر بأننا كتالونيون وإسبان. نحن نواجه مجهولاً خطيراً، سنرى ما سيحدث هذا الأسبوع، لكن ينبغي علينا أن نتحدث بصوت عالٍ جداً حتى يعرفوا ما نريد». ونظم الإقليم الثري الذي يسكنه 7.5 مليون نسمة وله لغته وثقافته الخاصة استفتاء على الاستقلال في الأول من أكتوبر، رغم قرار محكمة إسبانية بحظره. وقال مسؤولون كتالونيون، إن أكثر من 90 في المئة ممن أدلوا بأصواتهم وعددهم 2.3 مليون أيدوا الانفصال، لكن الإقبال يمثل 43 في المئة فقط من المؤهلين للتصويت وعددهم 5.3 مليون ناخب، وذلك في ظل امتناع الكثير من المعارضين للاستقلال عن الإدلاء بأصواتهم. ونشرت الحكومة الإسبانية آلافاً من الشرطة الوطنية في المنطقة لمنع الاستفتاء. وأصيب نحو 900 ناخب عندما أطلقت الشرطة رصاصاً مطاطياً وضربت حشوداً بهراوات في مشاهد صدمت إسبانيا والعالم وصعدت الأزمة بشكل كبير. وبالنسبة للحكومة الإسبانية لا مجال للتفكير في خسارة كتالونيا. فاستقلال كتالونيا سيحرم إسبانيا من نحو 16 في المئة من سكانها وخمس الناتج الاقتصادي وأكثر من ربع صادراتها. وكتالونيا أيضاً أهم وجهة يقصدها السائحون الأجانب وتجذب أكثر من ربع إجمالي الزائرين لإسبانيا. ويشعر مسؤولون أوروبيون بقلق أيضاً من أن أي تخفيف في موقف إسبانيا تجاه استقلال كتالونيا قد يحفز مشاعر انفصالية بين جماعات أخرى في أوروبا، ومنها الفلمنك في بلجيكا واللومبارديون في إيطاليا. وحتى اليوم لا يزال رئيس الوزراء الإسباني غير واضح بشأن احتمال إقدامه على استخدام المادة 155 من الدستور التي يطلق عليها اسم «الخيار النووي» وتمكنه من إقالة الحكومة الإقليمية والدعوة لانتخابات محلية. وعندما سئل هل هو مستعد للجوء للمادة 155، قال راخوي لصحيفة الباييس: «لا أستبعد أي شيء في إطار القانون». وتشير استطلاعات الرأي إلى أن أغلبية الكاتالونيين يريدون استفتاء حسب الأصول، لكن أكثر من نصفهم بقليل يعارضون الاستقلال. وتبدو الأزمة بين حكومة راخوي والسلطات الانفصالية في طريق مسدود حالياً. ويريد الرئيس الانفصالي كارلس بودجمون «وساطة دولية». لكن راخوي يعتبر من غير الوارد الدخول في أي حوار ما لم يتراجع القادة الانفصاليون في هذه المنطقة التي تتمتع بحكم ذاتي، عن نيتهم في إعلان الاستقلال. وقال رئيس الحكومة المحافظ لصحيفة «إل بايس» اليومية أمس: «ما أريده هو سحب التهديد بالاستقلال في أسرع وقت ممكن» لأنه «لا يمكننا بناء شيء إذا لم يختف التهديد للوحدة الوطنية». وتدفق الآلاف قادمين من المناطق الإسبانية الأخرى بما في ذلك من مدريد، حيث شارك عشرات آلاف الإسبان السبت في تظاهرتين، دعت الأولى إلى «وحدة إسبانيا» والثانية إلى «الحوار» بين الكاتالونيين وبقية البلاد. الاستقلاليون الاسكتلنديون يجتمعون على خلفية الأزمة جلاسكو (أ ف ب) افتتح الحزب القومي الاسكتلندي مؤتمره السنوي أمس، في جلاسكو حيث سيفرض الوضع في كاتالونيا نفسه على مناقشاته، بينما يفترض أن تقدم قيادة الحزب ردوداً على التطلعات الاستقلالية لأعضائه. ولم تدرج قضية الاستقلال على جدول أعمال الحزب الذي أعلنت زعيمته رئيسة الحكومة الاسكتلندية نيكولا ستورجن تأجيل مشروعها تنظيم استفتاء. لكن يمكن ان تقدم مذكرة بشأن كاتالونيا، إذ إن الانفصاليين الكاتالونيين ما زالوا يفكرون في إعلان استقلال منطقتهم في الأيام المقبلة. وقال مصدر قريب من المؤتمر «ستكون هناك مذكرة طارئة حول حوادث كاتالونيا وستشكل مناسبة للإشارة إلى استقلال اسكتلندا». وأكد ايان بلاكفورد زعيم كتلة الحزب في مجلس العموم البريطاني أن «الحزب القومي الاسكتلندي هو حزب الاستقلال». وأضاف «يجب أن نؤكد للشعب الاسكتلندي أن عليه أن يثق بنا ويسير معنا في هذه المغامرة». أما جيم سيلار الذي كان نائب رئيس الحزب، فرأى أن «عدم إدراج الاستقلال على جدول الأعمال سيكون خطأً فادحاً لحزب يشكل الاستقلال سبب وجوده». وعبرت ستورجن عن قلقها من الوضع في كاتالونيا. لكن قيادة الحزب لم تتحمس لدعم إعلان استقلال اعتبرته الحكومة والمحاكم الإسبانية غير دستوري. وصرحت لمحطة «بي بي سي» «لا يمكنك ببساطة، في ديمقراطية، القول إنه لا توجد وسيلة قانونية وشرعية للناس لتقرير كيف يريدون مستقبلهم أن يكون.. هذا سيكون وضعاً سخيفاً». وكان القوميون أخفقوا في الاستفتاء الذي أُجري في 2014 حول استقلال اسكتلندا ورفض فيه 55 بالمئة من الناخبين الانفصال عن بريطانيا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©