الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الصحف بين تغيير الوظائف والبحث عن موارد

18 يونيو 2012
ما جاء في دراسة “مركز بيو للأبحاث الخاصة بجودة الصحافة” في الولايات المتحدة الأميركية، يستحق أكثر من تعليق ومزيداً من الأبحاث التالية لناحية ما تضمنه عن مصير الصحافة في العصر الرقمي، وقول نحو نصف الصحف التي تم استطلاعها إنها تفتش عن موارد مالية “غير تقليدية”، مثل تقديم الاستشارات وتنظيم الأحداث. البحث عن مصادر بديلة للصحف سيبقى حتى إشعار آخر في مقدمة أولويات المهنة ومشاريعها. الدراسة نفسها التي صدرت في مارس الماضي، أظهرت أنه ليس لدى الصحف “حظ” كثير في العثور على نموذج جديد للموارد المالية في العصر الرقمي، فمقابل خسارة كل سبعة دولارات من الموارد القديمة مثل المبيعات والإعلانات لم تعوّض الصحف سوى دولار واحد. أي أن الوعود الوردية لتطبيقات الهواتف الذكية واللوحات الرقمية ونظام المحتوى المدفوع ما زالت بعيدة عن إشفاء غليل الصحف مالياً. وما يكسب الدراسة أهمية استثنائية هو اعتمادها على بيانات ومقابلات مع مسؤولي صحف بقيت أسماؤها وأسماؤهم طي الكتمان، مما يفترض معهم مزيداً من صدقية النتائج. قد يكون “جنوح” الصحف نحو تقديم الاستشارات وتنظيم المهرجانات والأحداث، أحد الخيارات الذكية بالطبع بعض الصحف البريطانية، بدأت تجرب حظها في التدريب والتدريس، بعضها بدأ ينحو باتجاه المتعدد الوسائط مثل الفيديو، وقد نسمع غداً من يضيف إلى الأخبار على مواقعه على الإنترنت “خدمات” الموسيقى وربما من يفكر مستقبلاً بخدمات لم يكن لها علاقة مع الصحافة التقليدية. كل ذلك ممكن وغير مستبعد، ولكنه نوع من الهروب إلى الأمام. فأن تضيف الصحافة إلى خدماتها أنواعاً جديدة لن يعني بمطلق الأحوال أن تتخلى عن نوعها الأصلي وهو صناعة الأخبار، وحال تفكر بالتخلي عن ذلك تخرج آليا من الصحافة لتنتمي إلى عالم آخر. وكما يقال في علم الاستراتيجيات، فإن دعم وتقوية نقاط القوة يبقيان الأساس في أي نجاح، فإن في هذا المحتوى سيبقى سر الموارد المالية المفقودة التي تبحث عنها الصحف في العصر الرقمي. وحول هذا المحور، يجب بناء النقطة الأقوى في تعويض الصحف خسائرها المالية التقليدية. ولكن أهمية هذا المحتوى تكمن في احترمه وحمايته وتعزيزه. ومن هنا تستحق قضية حقوق الملكية الفكرية، من تأليف وملكية تجارية وغيرها، تركيزاً متواصلاً ريثما ترسو الصحف على شاطئ أمان يؤمن لها الحياة الكريمة وينتشل ما تبقى منها ومن المؤسسات الإخبارية من محنتها الحالية أو المستقبلية. ومن يتابع سير بعض القضايا المشابهة وذات الصلة في بعض دول العالم، تظهر له بوضوح الأهمية القصوى لهذا الملف. ويظهر له أيضاً أن حفظ الحقوق يلزمه ملف متماسك. وحقيقة أن الصحافة في بعض دول العالم بدأت تسجل انتصارات في هذا المجال، يعني أن على الصحافة في الأكثرية الساحقة من دول العالم أن تبادر إلى حماية نفسها، وإلا اعتبرت محامياً فاشلاً في الدفاع عن نفسها، أي أنها لا تستحق الحياة. barragdr@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©