الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الطاقة الشمسية تدعم قطاع البنية التحتية وتعزز التنمية

5 يوليو 2014 00:31
تواجه المدن الكبيرة حول العالم ضغوطات مستمرة على بنياتها التحتية. وظلت الهجرة من المدن إلى الريف نمطاً ثابتاً منذ الثورة الصناعية، عندما اتجه سكان القرى نحو المدن بحثاً عن فرص عمل أفضل. لكن ينبغي أخذ هذه الفرص لهؤلاء الناس في أي بقعة مهما بعدت مسافتها. ومن المنتظر أن يلعب قطاع الطاقة الشمسية دوراً رئيسياً في هذا التحول، حيث من الممكن إنشاء شبكات الكهرباء في القرى من خلال شبكات الطاقة الشمسية الصغيرة، خاصة مع توافر المساحات التي تسمح بذلك. وكلما زادت هجرة الناس إلى المدن، كلما أصبحت الحياة أكثر صعوبة في القرى. ويترتب على عدد قليل من المزارعين العمل بجهد أكثر لكسب القوت اليومي، بصرف النظر عن قساوة الظروف المناخية. ولا يرغب الجيل الجديد من الشباب في البقاء في القرى ليعيش المصير نفسه من المعاناة التي عاشها آباءهم. ويتطلعون لحياة أفضل في المدن في حال الحصول على فرصة عمل. لكن كثيراً ما ينتهي بهم المصير في أعمال يدوية لا تتطلب خبرة وعيش ظروف صحية غير مقبولة. ويعيش هؤلاء معظم الأوقات في أحياء فقيرة تتسم بظروف أكثر صرامة من تلك التي كانوا يعيشونها في القرى، مع عدم توافر الكثير من خيارات العودة. ويمكن لقطاع الطاقة الشمسية أن يُحدث هجرة عكسية من المدن إلى القرى من خلال توفير مستوى معيشة أفضل للقرويين. ولا تنطوي المهمة الحقيقية لربط القرى بشبكات الكهرباء، في توفير الإضاءة فقط، بل بتحقيق خطوة أبعد من ذلك. وينبغي تبني نظرة تطويرية حقيقية تجاه مد القرى بالكهرباء، حيث يعتبر الفرق بين توفير مصابيح الكهرباء وبين توفير الكهرباء نفسها للناس، غاية في الأهمية بالنسبة لتنفيذ هذه الخطوة. وتتيح هذه الخطوة لسكان الريف تجاوز المفهوم التقليدي للنشاطات وتوسيع دوائرها التي تعتبر شحيحة لعدم توافر الطاقة الكهربائية. وبدلاً من اختيار فئة معينة من المجتمع للتحول إلى رواد أعمال مناصرين للبيئة عبر استغلال الطاقة الشمسية الخضراء، فإن مد الريف بالطاقة الشمسية، يوفر الوسائل المطلوبة لأفراد المجتمع كافة لاستغلال مقدراتهم في أي حقل من الحقول التي تتناسب وهذه المقدرات. ولم ينل معظم سكان القرى نصيبهم من التعليم، ليس بسبب الموهبة أو انعدام الروح، لكن نظراً لعدم توافر قنوات التعليم الكافية. ومن الممكن أن تجلب الكهرباء المولدة من الطاقة الشمسية المحلية، الأدوات التعليمية ذاتها التي يستخدمها أهل المدن. كما يمكن استغلال الطاقة الشمسية لتوفير الإضاءة في الليل، الميزة التي لم تتوافر إلا للمدن في السابق، الشيء الذي من المنتظر أن يساعد على حدوث تغيير كبير في نمط حياة الجيل الجديد من شباب القرى. وبما أن الحصول على عيادات طبية مجهزة، ضروري لكل فرد من أفراد أي مجتمع، أصبح ذلك أكثر ضرورة عندما تعيش المجتمعات القروية في مثل هذه العزلة بعيداً عن مراكز الرعاية الصحية الكبيرة. كما أنه حتى أجهزة التشخيص الرئيسية التي تتطلب توفير طاقة شمسية ويمكن أن تعني الفرق بين الحياة والموت، لا تساعد في تحسين صحة الصغار والكبار فحسب، بل تؤدي أيضاً إلى خفض معدل وفيات المواليد. ولا يقل أهمية دور الطاقة الشمسية، في توفير مياه الشرب النقية والصحية والمواد الغذائية الطازجة، التي تساعد في منع الأمراض وفي عدم انتشار الأوبئة. وبالمقدرة على إنتاج الطاقة الشمسية على النطاق المحلي، يمكن توفير الحرف المحلية أيضاً على نطاق واسع يبدأ من ماكينات الغزل والنسيج التي تعمل بالطاقة الشمسية، إلى ماكينات الطحن. ومثل ما استطاعت خدمات الاتصال الانتشار في أجزاء كبيرة من المناطق الريفية حول العالم، ربما يكون أمام قطاع الطاقة الشمسية الكثير الذي يمكن القيام به في القرى، في حالة المقدرة على الوصول إلى المعلومات وشبكات الإنترنت، حيث يمكن تولي الوظائف التي لا تتطلب ضرورة التواجد في الموقع، دون الحاجة لتغيير المكان. ويضمن توفير الكهرباء المولدة من الطاقة الشمسية، إمكانية تحقيق تطلعات هذه الفئة من الناس. كما تساعد طلمبات الماء العاملة بالطاقة الشمسية، توفير مياه الري للمشاريع الزراعية ما يقود إلى وفرة الإنتاج ومن ثم إلى تقليص التكاليف وزيادة الأرباح التي يمكن استثمارها في أوجه الحياة الأخرى. ولا يكمن السؤال فيما إذا كانت الطاقة الشمسية تمثل الحل للهجرة من الريف إلى المدن، لكن في مدى سرعة التحرك للاستفادة من هذا المورد المتوافر، لتقليل الضغوطات الواقعة على المدن وتحسين سبل الحياة في القرى. لكن يرتبط السؤال الحقيقي بخيارات الناس في العيش بين الريف والحضر. نقلاً عن: رينيوابل إنيرجي وورلد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©