الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الكمين القاتل».. أميركا في أفريقيا

8 أكتوبر 2017 22:11
ألقى الكمين الذي أودى بحياة ثلاثة من أفراد القوات الخاصة الأميركية وأدى إلى إصابة جنديين آخرين بجروح في دولة النيجر، يوم الأربعاء الماضي، الضوء على خطر قلّ مَن ينتبه له، لكنه يتفاقم باستمرار ويتعلق بالتداعيات غير المنظورة للتدخل الأميركي في جيوب يتنازع عليها الأفارقة، وقد بدأت فيها الجماعات «الجهادية» بتعزيز حضورها وتجنيد أتباعها الجدد. وليس من الواضح حتى الآن من هي الجماعة التي نفذت هجوم الأربعاء، لكن القوات النيجيرية ما فتئت تخوض معارك متواصلة مع المجموعات «الإرهابية»، مثل جماعة «بوكو حرام» التي تمثل تنظيم «داعش» وتنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، ويحدث كل هذا في المناطق التي حدث فيها الهجوم الذي قُتل فيه الأميركيون الثلاثة. وكان الثلاثة يعملون في توجيه ومساعدة الجنود النيجيريين الذين يخوضون المعارك ضد الإرهابيين، وفقاً للناطق العسكري باسم قيادة القوات الأميركية في أفريقيا «روبين ماك». وتعتبر هذه المهمة جزءاً من خطة تنفذها القوات الأميركية لمساعدة بعض الجيوش الأفريقية على تعقب ودحر الجماعات الإرهابية بأساليب أكثر فاعلية، خاصة بعد أن ازداد انتشار تلك الجماعات خلال السنوات الماضية في دول مثل النيجر والكاميرون وتشاد. وبادرت الولايات المتحدة منذ وقت طويل لإنشاء قاعدة لطائرات «الدرونز» في إحدى ضواحي العاصمة النيجرية «نيامي» لمراقبة تحركات الجماعات الإرهابية التي دأبت على اختراق الحدود الهشّة والتي تفتقر للحماية والممتدة بين دول مالي ونيجيريا وتشاد. ولمتابعة نشاطات تلك الجماعات بشكل أكثر دقة، بادرت إدارة ترامب إلى توسيع الخطط التي سبق أن وُضعت في عهد أوباما، وقامت بافتتاح قاعدة جوية ثانية مخصصة لطائرات «الدرونز» قريباً من مدينة «آجاديز» النيجرية تضم أيضاً جنوداً وضباطاً أميركيين. ويقدّر مجموع عدد العسكريين الأميركيين في النيجر الآن بنحو 800 جندي وضابط، وهو التواجد الأضخم للجنود الأميركيين في قارة أفريقيا، ويقدم هؤلاء خدمات الدعم المهمة للقوات المحلية التابعة للحكومة. وهذه القاعدة الجديدة للطائرات من دون طيار التي أنشئت في النيجر، هي الأحدث من بين نحو 12 قاعدة صغيرة مشابهة تتوزع في بعض دول أفريقيا. وتؤوي هذه القواعد جنوداً من القوات الأميركية الخاصة، بالإضافة لدورها في تخزين التجهيزات اللوجستية العسكرية. وفي أفريقيا، سبق للقوات الأميركية أن قامت بعمليات في إطار مكافحة الإرهاب. وتقع أكبر قاعدة عسكرية أميركية في جيبوتي بالقرن الأفريقي، وهي التي تحقق للقوات الأميركية إمكانية تنفيذ الضربات الجوية والعمليات الخاصة في الدول المجاورة، مثل اليمن والصومال، فضلاً عن أنها تحمي مضيق باب المندب الذي يعتبر بوابة الدخول المهمة إلى البحر الأحمر. وتنتشر بعض القواعد الأخرى في المنطقة، ومنها واحدة في ميناء كيسمايو جنوب الصومال، وأخرى في دولة كينيا تدعى «معسكر سيمبا» وهي مخصصة لتنفيذ الضربات الجوية بالطائرات من دون طيار. وسجلت هاتان القاعدتان الأخيرتان نجاحاً مشهوداً في الحرب التي يقودها الحلفاء ضد «حركة الشباب» الصومالية المؤيدة لـ«القاعدة». وأكدت مصادر في الحكومة التونسية أن أميركا تستخدم طائرات من دون طيار انطلاقاً من أراضيها لمراقبة تطورات الأحداث في ليبيا التي أصبحت قبلة لأنصار «القاعدة» و«داعش» بالإضافة لبعض الميليشيات والتنظيمات المحلية التي تتاجر بتهريب المهاجرين إلى أوروبا. وتعمل القوات الأميركية بنشاط في دولة تشاد، وهي تساعد في تنفيذ الهجمات ضد جماعة «بوكو حرام» التي برز نشاطها في نيجيريا وفي المناطق الحدودية الشرقية لتشاد. وتعد تشاد إحدى القواعد الحساسة في الحرب ضد الإرهاب بقيادة الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، وفي عاصمتها نجامينا يوجد مقر قيادة القوات متعددة الجنسيات. وهناك أيضاً قاعدة لطائرات «الدرونز» في شمال الكاميرون قريبة من تشاد ونيجيريا تستخدمها القوات الأميركية لتنفيذ ضرباتها ضد «بوكو حرام». ومنذ عام 2015، بقيت الطائرات من دون طيار التي تنطلق من هذه القاعدة، تتكفل بمهمة المراقبة الجوية للحدود من أجل تقييد حركة مقاتلي «بوكو حرام»، ويتواجد فيها الآن 300 عسكري أميركي. *محلل أميركي في السياسات والعلاقات الدولية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©