أبدع رشاد علي، فنان هندي، نموذجاً مصغراً لجامع الشيخ زايد الكبير، والذي استطاع من خلاله أن يترجم حبه للسنوات التي قضاها في دولة الإمارات العربية المتحدة. هذا العمل يعد لوحة فنية رائعة لمعلم ديني مهم، ومقصد سياحي سجل انبهار الزوار بجمال وروعة العمارة الإسلامية الغارقة في أدق تفاصيلها، في ثنايا هذا الجامع الكبير.
عن النموذج الفني، الذي يصل طوله إلى ثلاثة أمتار وعرضه 2,4 متر وارتفاعه 1,2 متر، يقول رشاد: تم تنفيذ النموذج على عدة مراحل، استغرقت ثمانية أشهر حتى ظهر بهذا الشكل الاحترافي المتميز. ويضيف: دائما ما كان ينتابني إحساس بروعة العمارة الإسلامية التي سجلت على جدرانها مهارة الفنانين المسلمين، والذين برعوا في الكثير من ألوان الفنون والزخارف والنقوش، وتم حفرها بكل دقة ومهارة لتكون شاهدة على إبداعهم، كما أنها تمثل إرثا فنيا نستلهم منه الكثير من التفاصيل الهندسية التي نستقي منها المنمنمات والأعمال الدقيقة، إضافة إلى كون المسجد شعاعا إسلاميا يرسخ ويعمق الثقافة الإسلامية ومفاهيمها وقيمها الدينية السمحة.
تحد
ويضيف رشاد: جامع الشيخ زايد تحفة رائعة، وصرح ديني يتمتع بقدر من الجمال في كل جزء من أجزائه. ولا يمكن أن نتوقف عنده دون أن يترك أثرا في نفوسنا، فعندما خطرت لي فكرة عمل نموذج مصغر لهذا الجامع كان الأمر تحديا، وكانت لدي رغبة في أن أعبر عن شغفي وحبي لهذه الأرض التي عشت عليها، فقررت أن أقدم هذا النموذج ليترجم صدق مشاعري تجاه هذه الدولة الغالية.
وحول هذا المشروع يقول رشاد: استغرق العمل قرابة ثمانية أشهر، وكانت البداية في شهر أكتوبر الماضي، ولكن قبل ذلك كنت كثيرا ما أتردد على جامع الشيخ زايد، لأدون بعض المعلومات الدقيقة حول تفاصيله وهندسته الخارجية والداخلية، من حيث عدد القبب والأعمدة والأقواس والمآذن، وعدد المنافذ.
واستطعت تكوين حصيلة واسعة ورؤية منهجية مدروسة حوله، الأمر الذي ساعدني على ترجمة هذه المعلومات بعد مشوار من العمل المتواصل لمدة 5 ساعات يوميا، بعدها بدأت في تنفيذ النموذج. ويوضح رشاد: في بداية الأمر واجهت بعض الصعوبة، فلو نظرنا إلى الجامع الأصلي لوجدناه يحتوي على 82 قبة، وأربع منارات و900 عمود، وعدد مماثل منه من الأقواس وهناك ثمان من القباب الصغيرة المحيطة بالقباب الثلاث الرئيسية.
وكان لإعادة جميع هذه العناصر في مجسم صغير كان مثل الحلم.
وقد اعتمدت في صناعة هذا النموذج على عدة خامات منها الأكريليك ورقائق الألمونيوم للزينة ودهانات مذهبة اللون، كما قمت بإنشاء القباب من الجص والخشب إلى جانب استخدام القطع الخشبية لإنشاء المآذن الصغيرة على القباب وتركيب الأضواء التي تشع نورا وجمالا.
وتخلق أبعادا فنية رائعة. وهذا النموذج المصغر مقسم إلى 47 قطعة، وذلك نظرا لصغر مساحة الشقة التي أسكنها وأعمل بها، حتي انتقلت لاستكمال النموذج في مستودع الشركة التي أعمل بها، وعمدت إلى تجزئة العمل لعدة قطع حتى يسهل نقلها من مكان إلى آخر، وحتى يمكن تخزينها أيضا .
عدد اليوم
