الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

التهنئة الإلكترونية.. رسائل مجمدة على «السوشيال ميديا»

التهنئة الإلكترونية.. رسائل مجمدة على «السوشيال ميديا»
19 أغسطس 2018 01:12

مع قدوم عيد الأضحى المبارك، تطغى التهنئة الإلكترونية على روحانية العيد، وتسيطر على أثمن اللحظات العائلية ألفة وحميمية، حيث تصادر فرحة العيد برسالة مجمدة عبر «الواتساب» أو صورة معايدة رمزية يتبادلها الأهل والأقارب والأصدقاء على منصات التواصل الاجتماعي، لتعوض عن الزيارات الاجتماعية التقليدية، التي بدأت تختفي من حياتنا، نتيجة جملة من الضغوط اليومية ومتغيرات الزمن المتسارع.

استنساخ المعايدات
أكد اختصاصي علم الاجتماع د. أسامة العماري، أن المعايدة الحقيقية التقليدية في طريقها للاختفاء من حياتنا، فقد حلّت محلها التهنئات الإلكترونية ورسائل المناسبات الجماعية الباردة، التي تمثل حلولاً بديلة عن التحيات والزيارات المرتبطة بقيم وعادات العيد، ويلجأ البعض إلى إرسال تهنئة أو معايدة لإسقاط واجب لا أكثر، فيما لا يتكلف البعض بصياغة كلمات عيدية خاصة للمستلم، نظراً لانشغالهم وتشابك علاقاتهم بمحيطهم الاجتماعي، لذلك يتحججون بضيق الوقت وضغوط العمل والافتقار إلى التعبير، ويميلون إلى استنساخ المعايدات وإعادة تدويرها لمستلمين آخرين، مما يفقدها مصداقيتها وقيمتها الوجدانية.
وقال العماري: التهنئات التقليدية، اختفت من حياتنا، بسبب التكنولوجيا التي تربطنا بشبكة كبيرة من العلاقات والصداقات والمعارف مما يصعب معايدتهم بالطريقة التقليدية، وبالتالي فإن الرسائل هي الحل الأمثل في نظر الكثيرين، معتبراً أن المعايدة التقليدية عبر الزيارات الأسرية والاجتماعية، على الرغم من أهميتها في تعميق صلة الأرحام والألفة والتواد الأسري، باتت من الموروث بسبب انشغال الناس عن بعضهم وضغوط الحياة بكل ما يصاحبها من هموم وتحديات مادية.

«قروبات العيد»
وقبل العيد بأيام يبدأ مسلسل الرسائل الجماعية وتحضيرات إنتاج صور المعايدات استعداداً لإرسالها لأكبر عدد من المستلمين، والملاحظ أن الجميع يرسل رسائل جماعية، لكنه لا يتلقى أي معايدات بالمثل من قائمة المرسل إليهم،
حيث تبدي عائشة صندل (مواطنة) انزعاجها من ظاهرة المعايدة التي تصفها بـ«المجاملة العيدية»، حيث تستيقظ عائشة في صباح العيد، لتحذف كل الرسائل و«قروبات العيد» التي وصلتها لكي لا تثقل ذاكرة هاتفها والتي تتجاوز بحسبها أكثر من 200 رسالة، وتكتفي بتحديد أسماء معينة ممن يهمها أمرهم، وترسل لكل شخص رسالة عيدية خاصة باسمه، وتقضي روحانية العيد بتبادل الزيارات مع أقاربها لتمضية أوقات أسرية دافئة معهم.

رسالة مجمدة
وقالت إيمان الهاشمي، كاتبة وموسيقية إماراتية: المعايدة الحقيقية التقليدية لم تختف من حياتنا، لكنها تطورت مع مرور الزمن تماشياً مع ثورة التكنولوجيا والتقدم العصري، ولا تجد مانعاً في التعامل معها، على الرغم من أن الأساليب التقليدية في نظرها أكثر جمالاً وأشد إحساساً، ولا زال الكثيرون يحتفظون بالطابع الأصلي للمعايدة الحقيقية في العيد، وإن كانت المواقع الاجتماعية قد قصرت المسافات وزادت من دائرة المعارف حول العالم، فأصبحت التكنولوجيا وسيلة سهلة وسريعة للتواصل مع أكبر شريحة ممكنة.
وأشارت آن الصافي، كاتبة سودانية، إلى ضرورة قبول المعايدة الإلكترونية كبديل للتهنئة التقليدية، وقالت: لا مانع من التعاطي معها، خاصة أنها تخدم شرائح كبيرة من الناس في دول الاغتراب والمهجر البعيدين عن أوطانهم وأقاربهم عبر «الواتساب»، لكنها تتمنى أن تكون أكثر لطفاً بتخصيصها بالاسم وبها جمل غير متكلفة تحتوي على شيء من الحيوية، حتى لا تبدو وكأنها رسالة مجمدة.
القيمة الحقيقية
أما الإعلامية ميرا علي، فأوضحت أن المعايدة لن تختفى من حياتنا كما يدعي البعض، فالقيمة الحقيقية وفق ميرا، تكمن في التواصل الخالي من القيود، ولا يعتبر التواصل المقيد تحت ذريعة العادات والتقاليد فقط لرفع العتب والتي يشوبها في الغالب النفاق أو التملق هي الصواب، معتبرة أن قيم الأمس وعاداته ليست بالضرورة أن يتم توارثها للأجيال الجديدة، مشيرة إلى أن الأهم من المعايدة نفسها، سواء كانت إلكترونية أو تقليدية، هو التعبير الصادق وليس الوسيلة، تماماً كقول الشاعر أبي الطيب المتنبي «عيدٌ بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ. بِما مَضى أَم بِأَمرٍ فيكَ تَجديدُ».

 

أحمد النجار (دبي)

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©