الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«الطيران المدني»: الطائرة الأميركية المنكوبة رفضت عرضاً بالهبوط في الدوحة

«الطيران المدني»: الطائرة الأميركية المنكوبة رفضت عرضاً بالهبوط في الدوحة
15 سبتمبر 2010 00:31
توقعت الهيئة العامة للطيران المدني أن كثافة الدخان في قمرة القيادة عقب اندلاع حريق بطائرة شركة الشحن الأميركية “يو بي اس”، أدت إلى صعوبة شديدة في الرؤية وصلت إلى أعلى مراحلها أمام قائد الطائرة، وربما حالة من العتامة، مما أفقده السيطرة عليها في الدقائق الأخيرة، وحال دون الاستمرار في عملية الهبوط، وبالتالي وقع حادث التحطم، بحسب سيف السويدي مدير عام الهيئة. وأفاد السويدي في تصريحات لـ “الاتحاد” بأن المعطيات الأولية لبيانات الصندوقين الأسودين تشير إلى حادث تحطم الطائرة ناجم بنسبة مئة في المئة عن اندلاع حريق شديد، ولكن تبقى المعلومات الناقصة بشأن سبب ومكان اندلاع الحريق، والذي لن يتضح إلا من خلال تحليل حطام الطائرة، والذي من المقرر أن يبدأ خلال أيام قليلة وقد يستغرق شهورا. وأشار إلى أن قضية البحث الرئيسية في المرحلة المقبلة ستتركز على تحديد سبب ومكان اندلاع الحريق، وهل هو في الطائرة نفسها، وبالتالي، هل بسبب عيوب في التصنيع، أو نتيجة عدم الاهتمام بالصيانة، أو غير ذلك. وأشار إلى أنه في حالة كان الحريق في مواد الشحن نفسها، سنعمل على البحث عن السبب، وهل وراء ذلك شحن مواد خطرة، أو قابلة للاشتعال، دون اتخاذ وسائل الأمن والسلامة الرئيسية، مشيرا إلى أن أحد أهم الأهداف من التحقيقات في الحادث، العمل على تجنب تكرار مثل تلك الكوارث مستقبلا، وتعزيز مفاهيم السلامة الجوية في الطيران سواء للركاب أو شحن الضائع. وقالت الهيئة العامة للطيران المدني في بيان لها أمس إن فريق المحققين، برئاسة المهندس إسماعيل عبد الواحد رئيس قسم التحقيقات بالهيئة، في حادث تحطم طائرة الشحن الأميركية “يو بي أس” طراز “بوينج 747-400 إيه” ، لا يزال يجمع الأدلة الخاصة من موقع الحادث، إضافة إلى تحليل المعلومات المحفوظة في الصندوقين الخاصين بالتسجيلات الرقمية للطائرة أو ما يعرف بالصندوقين الأسودين. وأشار إلى أن فريقا من الهيئة الأميركية لسلامة النقل “ان تي اس بي” التحق بفريق محققي الهيئة للمساعدة في التحقيقات بناء على طلب رسمي من دولة الإمارات، وقد تم العثور بين حطام الطائرة على الصندوقين في حالة جيدة حيث تم شحنهما إلى مقر الهيئة الأميركية لسلامة النقل يوم الجمعة الماضي بمرافقة وإشراف خاص من فريق تحقيق إماراتي تابع للهيئة العامة للطيران المدني، وتمّ البدء في استخراج المعلومات التقنية والصوتية المسجلة وتحليلها. وصرح السويدي لـ”الاتحاد” أنه لم يتم العثور على كامل الجثة الثانية لأحد أفراد طاقم الطائرة حتى الآن، وانما هناك كل ما تم العثور عليه عبارة عن أشلاء متفرقة، ولايمكن الجزم بانتسابها لأي من الضحيتين حتى الآن. وأفاد بأن الساعات القليلة المقبلة ستحسم الموقع النهائي لنقل حطام الطائرة إليه، لإعادة تركيبها، للدخول في عمليات تحقيق واسعة، وطويلة، لتحديد الأسباب الفعلية للحريق، والتحليل الكامل للحطام، وبدقة عالية، مشيرا إلى أن التحليل النهائي لمحتويات الصندوفين الأسودين ستنتهي في غضون ثلاثة أيام، متوقعا عودة فريق المحققين الإماراتي إلى البلاد مطلع الأسبوع الماضي. ونوه السويدي إلى هذا التحليل سيوفر التفاصيل حول سبب تحطم الطائرة، والواضح أنه حريق شديد، وستبقى الأسباب الرئيسية وراء الحريق محل بحث، خاصة أن المؤكد أن قائد الطائرة فقد السيطرة، في الفترة التي أعقبت انتهاء التسجيلات المتوافرة بالصندوق الأسود، الخاص بطاقم الطائرة. وأشار بيان الهيئة إلى أن التحليل الأولي لمعلومات الصندوق الأسود بين حصول قائد الطائرة على إنذار بوجود حريق تبعه تسرب دخان إلى قمرة القيادة في الطائرة، وذلك بعد 28 دقيقة من إقلاعها من مطار دبي، وتلقى طاقم الطائرة عرضا من مركز الملاحة الجوية في البحرين للهبوط في مطار الدوحة، لكنه قرر العودة إلى دبي. وأضاف: أن طاقم الطائرة واجه مشاكل واضحة في غرفة القيادة وفي نظام الاتصالات، حيث أطلق نداء استغاثة خاص يبين بأن الطائرة في وضع خطير، كما تظهر المعلومات بأن كابتن الطائرة كان مسيطرا على قيادتها حتى نهاية التسجيلات المتوافرة، إلا أن هذه السيطرة زالت مع كثافة الدخان. وأشار المهندس إسماعيل عبد الواحد إلى أن الهيئة العامة للطيران المدني تقود فريق التحقيق في هذه الحادثة وستقوم بمواصلة التحقيقات حتى يتم تحديد الأسباب التي أدت إلى وقوع هذا الحادث.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©