الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تركيا أمام خيارات "أحلاها مُر" لإنقاذ عملتها

تركيا أمام خيارات "أحلاها مُر" لإنقاذ عملتها
18 أغسطس 2018 17:26

غرقت تركيا الأسبوع الماضي في أزمة مالية. فبعد سنوات من التدهور، انهارت قيمة الليرة التركية على خلفية توترات مع الولايات المتحدة وشكوك إزاء السياسة الاقتصادية التي يعتمدها الرئيس رجب طيب أردوغان.
خسرت العملة التركية نحو 40% من قيمتها مقابل الدولار منذ بداية العام وسجّلت انهياراً هائلاً في الأيام الأخيرة. وبعد أن شهدت استقراراً، عادت وتراجعت قيمتها الجمعة في حين تتفاقم الأزمة مع واشنطن.
ويرى الاقتصاديون أن أنقرة يجب أن تتخذ تدابير طارئة لإنقاذ عملتها التي يقلق انهيارها أوروبا. لكن معظم الحلول التي يدعون إليها تتعارض مع السياسة التي اعتمدها أردوغان حتى الآن.

رفع معدلات الفوائد:
يكرر الاقتصاديون منذ أشهر عدة على ضرورة أن يلجأ البنك المركزي إلى زيادة معدلات الفائدة لدعم الليرة والتصدي للتضخم المتصاعد.
إلا أن أردوغان يعارض بحزم مثل هذا التدبير. فقد فوجئت الأسواق في الشهر الماضي برفض البنك المركزي اتباع هذا المسار رغم خطورة الوضع.
ولجأ البنك المركزي في الأيام الأخيرة بتكتم إلى آلية تتيح له رفع المعدل كل يوم بيومه بحكم الأمر الواقع.
ويرى وليم جاكسن من "كابيتال ايكونوميكس" وهو مجلس استشاري متخصص في الأبحاث الاقتصادية، أن هذه الوسيلة الملتوية "عززت القلق من أن (البنك المركزي) يخشى من غضب" الحكومة.

إعادة اكتساب الثقة:
يتساءل الاقتصاديون حول قدرة أردوغان على مواجهة الأزمة الحالية، خصوصاً بعد تعيين صهره براءة البيرق، حديث العهد بالسياسة وزيراً للمالية في يوليو.
ويعتبر الاقتصادي المتخصص في الأسواق الناشئة تيموثي أش أن المواقف "غير التقليدية" التي يتخذها أردوغان المقتنع مثلاً بأن تخفيض المعدلات يقلّص التضخم، خلقت "أزمة ثقة".
وخفّضت وكالات التصنيف الائتماني "ستاندرد أند بورز" و"موديز" تصنيف ملاءة تركيا (أي أهليتها للحصول على قروض وقدرتها على تسديدها). وقد أعربت "ستاندرد أند بورز" عن استيائها جراء غياب خطة "موثوقة" لأنقرة في وجه الاضطرابات الحالية.
وأكد البيرق من جهته الخميس أنه سيحارب التضخم وسيفرض تدابير تقشف مالي صارمة. إلا أن الأسواق تنتظر أفعالاً.

تهدئة التوترات:
إذا لم تكن الأزمة مع الولايات المتحدة المرتبطة خصوصاً بمصير القسّ الأميركي المحتجز قي تركيا، السبب الوحيد لانهيار الليرة، غير أنها ساهمت في ذلك بشكل كبير.
وفي حين تتصاعد التوترات مع واشنطن، تكثف أنقرة التواصل مع روسيا وأوروبا.
وأشارت مجموعة "أوراسيا" الاستشارية المتخصصة في العلاقات الدولية إلى أن الأزمة مع الولايات المتحدة ستدفع بأردوغان إلى أن يكون "أكثر حذراً في تعامله مع الاتحاد الأوروبي".
ورأى مصدر دبلوماسي أوروبي أن الإفراج هذا الأسبوع عن جنديين يونانيين ومدير مكتب منظمة العفو الدولية في تركيا "ليس صدفة".

طلب المساعدة:
هل ستلجأ تركيا إلى صندوق النقد الدولي؟ سؤال يُطرح حالياً في الدوائر الاقتصادية.
إلا أن اللجوء إلى صندوق النقد الدولي يفترض أن يتنازل أردوغان، الذي يتفاخر بأنه "سدد ديون" بلاده، عن كبريائه وأن توافق واشنطن التي تتمتع بنفوذ قوي في هذا الصندوق.
وأشار البيرق إلى أن تركيا ليس لديها "أي تواصل مع صندوق النقد الدولي" مضيفاً أن أنقرة ستعمل على استقطاب استثمارات جديدة.

"نصف تدابير":
تحاول السلطات التركية في الوقت الراهن وقف انهيار الليرة من دون المسّ بمعدلات فوائد البنك المركزي.
وقد وعدت المصارف بمنحها السيولة اللازمة في وقت وضعت أنقرة قيوداً جديدة ضد المضاربة على العملة التركية.
ويعتبر "كابيتال ايكونوميكس" أن حتى اللحظة لم تقم الحكومة التركية إلا بـ"الحدّ الأدنى".
ويشير شميدينغ من بيرنبيرغ إلى أن أردوغان "سيحاول على الأرجح الصمود مع نصف تدابير في الأسابيع القادمة". ويضيف "من غير المحتمل أن يحلّ ذلك الأمور بشكل نهائي".

 

المصدر: آ ف ب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©