«البيئة»: حفر آبار للتغذية وإعادة شحن المياه الجوفية

تنوي وزارة البيئة والمياه، خلال الربع الأخير من العام الجاري 2011، حفر آبار التغذية (إعادة الشحن) في أماكن مختارة بدقة في البحيرات والحواجز والسدود، بحسب الدكتورة مريم الشناصي وكيل الوزارة بالإنابة. وقالت الشناصي في تصريح خاص لـ “الاتحاد”، إن “هذه الآبار ستكون ضمن المناطق التي فيها نفاذية الطبقات السطحية منخفضة جداً بسبب طبيعة التكوينات الجيولوجية وذلك لضمان إعادة شحن مباشر لطبقة المياه الجوفية من خلال آبار التغذية”. وأشارت إلى أن الوزارة اختارت 15 سداً في المناطق الشمالية والوسطى والشرقية، لتجري عليها دراسة مشروع تحسين تغذية المياه الجوفية من البحيرات والحواجز والسدود، موضحة أن نتائج الدراسة هي التي ستحدد بشكل مباشر المواقع التي سيتم إنشاء آبار التغذية فيها. وتضم قائمة السدود التي تجري عليها في الوقت الحالي الدراسة، سدود أذن والطويين والبيح في المنطقة الشمالية، وسدود شوكة وفيلي ومزيرع وغلفا وحذف في المنطقة الوسطى، وسدود حام والحيل وصفد وشيئ والوريعة والعويس (الرحيب) والبصيرة في المنطقة الشرقية. وأكدت الشناصي أن مشروع تحسين المياه الجوفية، سيساعد في زيادة معدل التغذية للمياه الجوفية وتقليل كمية التبخر والجريان السطحي للماء مما سيساهم في تحسين تغذية ونوعية المياه الجوفية. وذكرت أن الدراسة الحالية تجرى بالتعاون مع جامعة الأمم المتحدة ـ معهد المياه والبيئة والصحة، وذلك انطلاقاً من سياسة الوزارة في التعاون مع المؤسسات والمنظمات الدولية في مجال تنمية الموارد المائية. ونوهت الشناصي، إلى أنه بناء على خطة المشروع والبرنامج الزمني المعد له قام فريق من خبراء جامعة الأمم المتحدة المشاركين في المشروع بزيارة الدولة، بهدف معاينة السدود موضوع الدراسة والتعرف حقلياً على الوضع الجغرافي والجيولوجي والهيدروجيولوجي والبيئي وكذلك على الخصائص الهندسية والسعة التصميمية لجمع مياه الأمطار. كما تم جمع البيانات والمعلومات اللازمة لتقييم مواقع الدراسة وإمكانية تنفيذ وتحديد التقنية المناسبة لكل موقع وتقديم التصاميم الهندسية لآبار التغذية المقترحة. ولفتت إلى أنه تم عقد الاجتماع الأول للجنة التوجيهية للمشروع وتمت مناقشة تصورات الوزارة لتطوير التقانة المستخدمة في المشروع والمعوقات التي قد تعترضه والتأكيد على تنفيذ برنامج المشروع وتقديم التقارير الفنية وفق الخطة الزمنية وكذلك تم تحديد موعد الزيارة القادمة للخبراء. وكانت الوزارة نظمت ندوة علمية بعنوان “التغذية الاصطناعية للمياه الجوفية” خلال فترة زيارة خبراء جامعة الأمم المتحدة وقدم كل من مدير إدارة الموارد المائية ومدير إدارة السدود بالوزارة عرض موضوعين عن الإدارة المتكاملة للموارد المائية، وجهود الوزارة في الدراسة والإشراف على تنفيذ مشاريع الحواجز والسدود. وقدم خبراء جامعة الأمم المتحدة محاضرات عن تقانة التغذية الاصطناعية للمياه الجوفية من المياه المتجمعة في البحيرات والحواجز والسدود، ونتائج تطبيق هذه التقانة، والخبرات التشغيلية لها في الأقاليم الجافة على سبيل المثال في تونس وإيران. وأفادت الشناصي بأن هذه الندوة جاءت ضمن الأهداف الاستراتيجية للوزارة في بناء وتأهيل القدرات وتبادل الخبرات مع الشركاء في الدوائر المختلفة الاتحادية والمحلية، حيث شارك في فعاليات هذه الندوة العديد من ممثلي دوائر البلديات والهيئات والجامعات.