الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الاتحاد» تعيش رحلة مثيرة مع تاريخ «السامبا» وعشق «الساحرة» في 100 عام

«الاتحاد» تعيش رحلة مثيرة مع تاريخ «السامبا» وعشق «الساحرة» في 100 عام
4 يوليو 2014 02:04
رغم أنه لم يفتتح رسمياً للجماهير أو لوسائل الإعلام، ولم يتم التعرف على محتوياته بعد، إلا أن «الاتحاد» تلقت دعوة الحضور والاطلاع على مشروع اتحاد الكرة البرازيلي الجديد الذي سيزف للعالم خلال أيام بعد افتتاحه رسمياً، بحضور السويسري بلاتر في اليوم الثاني لنهائي كأس العالم التي تنظمها البرازيل حالياً. تجربة جديدة وفريدة من نوعها خضناها في «معقل كرة القدم» وبيت اللعبة الأول في البرازيل بمدينة ريو دي جانيرو التي تحتضن المقر الرئيسي الجديد لاتحاد الكرة، والذي حوى الدور الأرضي منه بالكامل «متحف السيليساو»، المقسم على 6 مراحل في كل مرحلة يمر فيها الزائر بتجربة فريدة وغير مسبوقة، تم تنفيذها بإتقان وإخراجها واختيار الموسيقى الخاصة بها واللقطات اللازمة لتنقلك من عام 2014 عائداً بالزمن حتى عام 1914 للتعرف على حكاية 100 سنة من العشق بين شعب «السامبا» وكرة القدم، وتم بناء تلك التحفة الفريدة في كل تفاصيلها في 6 أشهر تقريباً، بتكلفة زادت على 25 مليون يورو، وضم المتحف عشرات الشاشات الخاصة لعرض الفيديوهات واللقطات التذكارية والصور، بالإضافة إلى أكثر من 16 شاشة تفاعلية عن طريق اللمس، تعرض المعلومات كافة والصور والتسجيلات والفيديوهات بالصوت والصورة. ويبدو أن شعور البرازيليين بقيمة اللعبة وقيمة منتخبهم كان هو المحرك والدافع وراء اهتمامهم بإنشاء متحف على أعلى الطرز العالمية، ليؤكدوا خلاله وفي الكتيبات التي توزع على الضيوف والزوار أن منتخب خاض أكثر من 1000 مباراة، كان يجب أن يتم رصد مشواره، لأن وراء كل هدف حكاية، كما أن كل مباراة وهدف وفوز تحقق لم يتحقق للبرازيل وحدها، ولكن إلى العالم كله، لأن الكرة البرازيلية هي جزء أصيل من تراث كرة القدم العالمية. بداية عاطفية وكعادة البرازيليين كشعب يميل للعاطفة، كانت الزيارة مليئة بالمشاعر الفياضة منذ الهولة الأولى، وفي قاعة العرض السينمائي الخاص التي تتسع لأكثر من 150 شخصا، تم عرض فيديو تعريفي يلخص كيف أصبحت البرازيل هي معقل كرة القدم، وكيف أن اللعبة باتت ثقافة عامة تحدد الهوية الوطنية للشعب البرازيلي، ويخلط الفيديو المثير بين أول ضربة بداية لمباراة البرازيل الأولى عام 2014 برصد تسلسلي متقن والكرة تنتقل من مكان لمكان في قلب الملعب لينتقل معها الزمن من عام إلى عام وتتوالى الأفراح البرازيلية، وخلال الفيلم يتم المرور على لحظات الانكسار وخصوصا خسارة نهائي العام 1950 بملعب الماراكانا، بمصاحبة لقطات لبكاء أجيال برازيلية لم تشهد فوز منتخب بلادها باللقب، ثم ينفض السيليساو الغبار عن نفسه ويقوم قوياً ليحقق الفوز تلو الآخر ويواصل مسيرته مع حصد الألقاب العالمية والقارية. قصة شغف وبعد انتهاء الفيلم الذي تبلغ مدته 7 دقائق، انتقلنا في رحلة لبقية مراحل المتحف التاريخي الذي يعتبر الأكبر والأكثر حداثة في البرازيل والذي يروي قصة شغب وتعلق شعب «السامبا» بالمنتخب وكرة القدم. وبدا المشهد مثيراً منذ الوهلة الأولى لدخول ممر المتحف بجوار قاعة العرض المخصصة للفيلم التعريفي، حيث تم تزيينه بكلمة «نحن كرة القدم»، وهو الشعار الذي يلخص نظرة البرازيليين لمنتخب بلادهم وللعبة عندهم، فهم أسياد كرة القدم من واقع ما تحقق من إنجازات وألقاب وبطولات، ثم يتم عرض فيديو سريع في دقيقة يلخص شغف وعشق أبناء البرازيل للمنتخب على خلفية اتخذت من قمصان «السيليساو» شكلاً لها، يليها عرض على شاشة أخرى عن قصة البداية، وحكاية تكوين أول منتخب وولادة اتحاد الكرة البرازيلي عام 1914 وأول مباراة يخوضها «السيليساو» بعد تكوينه وكانت أمام فريق إنجليزي، وبانتهاء الفيلم التسجيلي المصحوب بموسيقى مثيرة ولقطات تاريخية نادرة للغاية، بالإضافة إلى عرض لقطات لأهداف اللاعب المثالي في هذا الوقت وكان اسمه «فريدي هايك»، والذي شكل المنتخب الذي لعب في أول كأس عالم بأوروجواي عام 1930. كما تم عرض صور للمنتخب البرازيلي الذي سافر عبر الباخرة للمشاركة في مونديالات إيطاليا 1934 وفرنسا عام 1938، وصور ليوناردو دو سيلفا أول لاعب برازيلي يبتكر الركلة الخلفية المزدوجة للكرة، ثم حكاية بناء استاد الماراكانا بالصور النادرة أيضاً، وبعدها لقطات لخسارة أول مونديال يقام على أرض البرازيل عام 1950 على هذا الملعب. وبعد انتهاء الفيلم الوثائقي، تم رفع الشاشة للكشف عن زاوية زجاجية خلفها تضم أوائل الكؤوس والألقاب التي حققها «السامبا» وأيضاً أصول فاتورة وقائمة طعام أول فندق أقام فيه المنتخب البرازيلي خلال معسكره الأول. قميص السامبا مررنا بعدها بقاعة ضمت على جدارها قمصانا مختلفة تمثل رحلة تطور قميص المنتخب البرازيلي المتميز وألوانه المختلفة خلال 100 عام، منذ القميص الأول الذي كان باللون الأبيض عام 1914، ثم المخطط عام 1916، ثم اللون الأحمر عام 1917، ثم القميص الملون بالأبيض والأخضر والأصفر كعلم البرازيل بداية عام 1918، ثم القميص الأصفر بالخطوط الطولية السوداء عام 1919، ثم من عام 19 وحتى عام 1950 كان القميص الأبيض والشورت الأبيض، ولكن بعد الهزيمة في الماراكانا تم الاتفاق على ضرورة التخلي تماماً عن اللون الأبيض، وحل بدلاً منه اللون الأزرق من عام 50 حتى 53، ومن عام 54 وحتى الآن تم اختيار اللون الأصفر المميز لقميص السيليساو، خاصة بعد فوزه بأول لقب للمونديال في العام نفسه، حيث يطلق عليه لقب «كانارينا» أي الأصفر باللهجة البرازيلية. وتم جمع القمصان الأصلية لمعظم تلك الفترات خاصة قميص ألبيرتو توريس الذي حمل توقيعه، حيث ارتداه في النهائي الذي فازت فيه البرازيل باللقب، بالإضافة إلى قميص رونالدو عامي 1994 و2002، ثم مؤخراً قميص نيمار بعد الفوز بكأس القارات. غرفة للتعليق من بين المحطات التي انتقلنا إليها خلال رحلتنا في المتحف كانت المرور على غرفة تحتوي على تسجيلات لتعليق المذيعين الأوائل على مباريات «السيليساو» في كأس العالم بداية من الثلاثينيات وحتى عام 2010، وتم تخصيص موقع للراديو الذي بث لحظة إضاعة الإيطالي روبيرتو باجيو ضربة الجزاء في النهائي الذي فاز فيه البرازيل بعدها مباشرة بلقب العام 94، حيث خلد المتحف طريقة تعليق المذيعين والمعلقين وحواها راديو معلق في الجدار ويتم تشغيلها متى ما ضغط على الزر لتسمع وترى اللحظة التاريخية. غرفة النهائيات خصص المتحف غرفة دائرية الشكل بمنحنى بلغ 360 درجة حول الشخص الذي يقف في وسطها، تم تزيينها في الوسط بكؤوس العالم الخمس التي حصدها البرازيل، ثم يتم عرض على جدران الغرفة مجموعة أفلام ولقطات وأهداف ولحظات حاسمة في المباريات النهائية الخمس للبطولات التي فاز «السيليساو» بلقبها، وخلدت تلك القاعة أيضاً لحظات الفوز بآخر لقب لكأس العالم عام 2002. تركناها بعدما أبهرنا الإخراج واختيار اللقطات والمشاهد والصور الممزوجة بموسيقى حماسية، لتنقل منها إلى قاعة أخرى مجاورة تعتبر القاعة الكبيرة التي تضم الكؤوس كافة والدروع وبقية البطولات والألقاب، حيث تم تزيينها بأول كأس كوبا أميركا وكأس الكونفيدرالية، وبقية الكؤوس والهدايا التذكارية الخالدة، وأبرزها أول كأس لبطولة كأس العالم للقارات التي تلونت بالألوان السعودية، وحمل صورة الملك فهد رحمه الله، حيث كانت المملكة هي صاحبة فكرة كأس العالم للقارات، ونظمت النسخة الأولى على أرضها وفازت بها البرازيل. (ريو دي جانيرو - الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©