الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صاحب أول ميدالية إماراتية في الآسياد يتحدث لـ "الاتحاد".. ابن غليطة: إنجاز هيروشيما في الذاكرة دائماً

صاحب أول ميدالية إماراتية في الآسياد يتحدث لـ "الاتحاد".. ابن غليطة: إنجاز هيروشيما في الذاكرة دائماً
17 أغسطس 2018 23:47

علي الزعابي (أبوظبي)

مع اقتراب انطلاق دورة الألعاب الآسيوية كل 4 سنوات، يتذكره أبناء الوطن، لكونه أول من حصد ميدالية إماراتية في الآسياد، وكتب أول قصة نجاح لرياضة الإمارات في هذا المحفل الدولي الكبير، إنه محمد سالم بن غليطة المهيري، لاعب منتخب الكاراتيه السابق، وصاحب أول ميدالية في تاريخ الدولة في بطولات دورة الألعاب الآسيوية «الآسياد» والتي أقيمت في ذلك الوقت بالمدينة اليابانية هيروشيما، وذلك في وزن تحت 70 كجم، منذ بدء المشاركة الإماراتية بدورة الألعاب الآسيوية في عام 1978، كان تحقيق الميداليات أمراً يبدو مستحيلاً حتى نسخة 94، عندما نجح بن غليطة في قهر الصعوبات بالمثابرة والتعب وبذل الجهد، حيث قاتل لتحقيق أمنية طال انتظارها، ليتواصل المشوار بنجاح في الدورات التالية.
ورغم ما حققته بعثات منتخبنا من ميداليات على مدار أكثر من دورة، وصلت لنحو 26 ميدالية أخرى، إلا أن ميدالية بن غليطة تبقى الوسام الأهم في المسيرة الآسيوية، إذ فتحت طريق المجد الذي يأمل لاعبونا استمراره وهم يدشنون مشاركتهم في دورة الألعاب الآسيوية بجاكرتا الإندونيسية.

«الاتحاد»، حرصت على لقاء البطل الأولمبي بعد مرور 24 عاماً على إنجازه، ليتحدث عن مسيرته الرياضية وذكرياته وبدايته.. كيف بدأ وماذا يفعل الآن. يستعيد بن غليطة ذكرياته قبل 24 عاماً أثناء النزال الأخير، والذي كسب به الميدالية البرونزية، قائلاً: عندما أعلن الحكم فوزي بالنزال لم أكن أعرف شعور الفرحة في ذلك الوقت، تملكتني مشاعر كثيرة، أفكاراً عميقة جالت في خاطري، أشاهد من حولي والابتسامة تعلو وجوههم، ولكنني لم أكن أصدق ذلك الأمر، ولا زالت كلمات بن غليطة أول ميدالية «مبروك تستحق» هذه الكلمات كل ما أتذكرها في كل اللحظة، أصدقائي بالجهاز الفني والإداري هناك سعداء مما تحقق.وأضاف: رشحني المدرب الإيراني للمنتخب أفشين في ذلك الوقت لنيل ميدالية قبل الذهاب إلى هيروشيما، وتحقق ما توقعه، كان شعوراً لا يوصف، أن تكون أول من يهدي دولتنا الحبيبة ميدالية في محفل قاري كهذا، وبعد محاولات كثيرة ومشاركات عديدة، فهو أمر يدعو إلى الفخر والاعتزاز، اعتلاء منصة التتويج وعلم الإمارات، شيء يبعث على الفخر. وأضاف: شاركت في تلك البطولة في 3 مواجهات، بدأت أمام أحد لاعبي ماليزيا وتفوقت عليه، وبعد ذلك واجهت لاعباً يابانياً بفرصة التأهل إلى المباراة النهائية واللعب على الميدالية الذهبية، ولكنني لم أوفق، لأخوض مواجهة الميدالية البرونزية أمام لاعب من الأردن، نجحت في التفوق عليه، كما أنني تعرضت لكسر ظفري بحركة «موشجري» وهي التي أكسبتني الميدالية بالتفوق عليه، وكانت هذه مشاركتي الوحيدة في الأسياد، حيث لم أتمكن من الوجود في دورة الألعاب الآسيوية ببانكوك بعد 4 أعوام، نظراً لتعرضي لإصابة خطيرة استدعت إجرائي لعملية جراحية واستغرقت فترة علاجي سنة ونصف السنة، وهو ما حرمني من مضاعفة إنجازي، كما أنني لم أوجد في نسخة بوسان 2002 بسبب توقفي عن المشاركة مع المنتخب في ذلك العام.
وتابع: تلقيت تهنئة من كل مكان ولكن أول تهنئة جاءت عبر الكابتن عارف الرحمة المسؤول عن المنتخب، بالإضافة إلى صقر السويدي الذي هاتفني للتهنئة ومحمد صفا مسؤول الوفد الذي بارك لي الإنجاز وبشرني بـ 1000 دولار، في تلك الأيام كانت هذه المبالغ تعتبر حافزاً مالياً كبيراً بكل تأكيد، ولكني كنت على قناعة من أن المشاركة في مثل هذه البطولات وتحقيق مثل هذه الإنجازات لا يساوي أية أموال، فالحوافز والجانب المادي يأتي في مؤخرة الدوافع لتحقيق الرياضي لأي إنجاز خصوصاً إذا ما كان في محفل قاري أو عالمي، فكما قلت مشاهدة علم بلدي يرفرف في مثل هذه اللحظات أمر يبعث على الفخر والمشهد لا يسقط من الذاكرة. وعن سر حبه للكاراتيه وهل مارس أي رياضة أخرى قال: في بداية الثمانينات مارست كرة السلة والطائرة واليد وتميزت فيها جميعاً، ولكنني فضلت الكاراتيه في نهاية الأمر، عشقت هذه الرياضة وتعلقت بها كثيراً، والفضل يعود إلى نادي دبي الرياضي بإدارة حارب بن حاضر الذي كان له الفضل في نشر هذه اللعبة في الدولة، حيث كنا نتدرب هناك وبدأنا مرحلة الكاراتيه في عام 85 وشاركنا في البطولات بعد 5 سنوات تقريباً بعد أن تم نشر اللعبة بالأندية، وبعد أن ازدادت قاعدة اللاعبين، بدأت اللعبة في دبي وذهبت بعد ذلك إلى الشارقة، وكان بعض اللاعبين يأتون من أبوظبي للتدرب مرة أسبوعياً، بالفعل كنا محظوظين بالاهتمام الكبير الذي أولوه لهذه اللعبة وتمكنا في سنوات قليلة من الوجود في بطولات دولية وتحقيق نتائج مميزة، عندما حققنا المركز الثاني في بطولة الفجر الدولية في إيران بمنتصف التسعينيات، بالإضافة إلى المركز الثالث في بطولة الأردن الدولية، ناهيك عن اكتساحنا بطولات مجلس التعاون، فكان المستوى جيداً رغم تأخر البداية.

التكريم بالإنجاز
لا ينسى بن غليطة الاستقبال والتكريم بعد إنجاز البرونزية، حيث قال: كان استقبالاً حافلاً في المطار عند قدومنا من هيروشيما، كانت مشاعر كبيرة التي نشعر بها أنا وزملائي الحاصلون على الميداليات، الصحف كتبت الكثير والتلفزيونات أجرت معي الحوارات، الكل كان مبتهجاً بالإنجاز، تمت استضافتنا في أكثر من برنامج، أذكر أن تلفزيون دبي كان قدم لي مركباً كتب عليه نجم 94 بمناسبة الإنجاز أحتفظ به حتى الآن، كما أنني حصلت على درع تذكاري من جائزة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الرياضية في عام 1999، ونلت عدة هدايا عينية من الاتحاد واللجنة الأولمبية الوطنية، وغيرها من الجهات التي لا تحضرني في الوقت الحالي.

3 أيام للعبة
أكد محمد بن غليطة، أن عشقه لرياضة الكاراتيه يجبره على الاستمرار في ممارستها حتى وقتنا الحالي، وقال: بعد التوقف عن المشاركة مع المنتخب شاركت بالمسابقات التي تنظمها شرطة دبي بعد انضمامي إليها، وفي الوقت الحالي ما زلت أتدرب ثلاث مرات بالأسبوع في نادي راشد بوهليبه، ويشرف على تدريبنا مدرب المنتخب الحالي الإيراني سينسي نادر، وأقابل اللاعبين القدامى حتى الآن في بعض الأوقات، فلا يمكنني التوقف عن ممارسة هذه الرياضة، حيث إن الكاراتيه قدمت لي السمعة الطيبة في كل مكان بالدوائر الحكومية والأماكن العامة.

العبار والمازمي الأمل
أكد محمد بن غليطة، أن منتخب الكاراتيه يخوض المنافسة في جاكرتا بطموح الحصول على الميداليات، خصوصاً أن المنتخب يمتلك عناصر مميزة منهم العبار والمازمي، والأخير كان قد تحصل على ميدالية في إينشون قبل 4 أعوام.
وتابع: المنتخب يضم عناصر مميزة من الشباب، وأخرى لديها الخبرة، فقاعدة الكاراتيه تطورت كثيراً عن السابق، وأصبحت تجذب الرياضيين لممارستها.

4 سنوات بالاتحاد
انتقل بن غليطة إلى العمل الإداري بعد اعتزاله، وقال: عملت في اتحاد الكاراتيه بعد توقف اللعب، في منصب مدير مالي لمدة 4 سنوات وعملت خلال هذه الفترة على نشر وتطوير اللعبة في كل أنحاء الدولة، وزرنا أكثر من ناد في رأس الخيمة ودبي والشارقة، وقدمنا لهم الدعم على مستوى تجهيز الأرضية، وتوفير أي مساعدة ممكنة كتشجيع لهذه الرياضة التي كانت تحتاج للانتشار بشكل أكبر، فالرياضة في وقتنا الحالي تمتلك شعبية لا بأس بها في الدولة، ولكن في وقتنا بمنتصف الثمانينيات والتسعينيات لم تكن تمتلك شعبية كبيرة، خصوصاً أن البعض كان يظن أنها رياضة خطيرة، ولكن تغيير القوانين لديها والاكتفاء باللمس بدلاً من الضرب لضمان السلامة جعل الإقبال عليها في تزايد، فالرياضة تعتمد على الاحترام والتحكم بالنفس.

«الفردية» منجم كبير
أشار محمد بن غليطة إلى أن الألعاب الفردية تحتاج لاهتمام كبير، لأنها منجم الميداليات، مقارنة مع الألعاب الجماعية، والإنجازات خير دليل على ذلك.
وقال: عملت في الاتحاد مديراً مالياً، وشاهدت مقدار التكاليف والدعم التي تتحصل عليه اتحادات الألعاب الفردية، وأعتقد أنه يجب على رجال الأعمال أن يقوموا بدورهم في دعم الرياضات، كما شاهدنا في الدول الأخرى، لأن الإنجازات تحقق هنا، وبالمقارنة مع الألعاب الجماعية، خاصة كرة القدم لم نشاهد أي إنجاز حقيقي باستثناء التأهل إلى كأس العالم في عام 1990.

الميدالية في مبادرة العطاء
يرى البطل الأولمبي أن الميداليات التي يحصدها الرياضيون في المحافل الدولية تمثل شرفاً كبيراً، ولذا يفضل الأغلبية الاحتفاظ به كونها تحمل لهم ذكرى خالدة، ولكن التخلي عن مثل هذه المنجزات على سبيل المساعدات، وتلبية لدعوة أو مبادرة خيرية يبقى أمراً جميلاً يبعث على الاعتزاز بالنفس، وهو ما عملنا على تنفيذه مع إخواني من أصحاب الإنجازات الرياضية في إطار المبادرة التي أطلقها المغفور له الشيخ راشد بن محمد آل مكتوم، والتي حثت الرياضيين في التبرع بما يمتلكونه من مقتنيات قيمة ذات قيمة عالية في سبيل المساعدات الإنسانية، وكان هناك كوكبة من نجوم الرياضة الإماراتية المشاركين في هذه المبادرة، وقاموا بالتبرع بالكثير من الأمور الشخصية والجوائز التي حصلوا عليها.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©