الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الكتابة بالطرق الصوفية

الكتابة بالطرق الصوفية
4 يوليو 2014 01:33
خالد الظنحاني* الروحانيات موجودة في كل عمل نقوم فيه في رمضان وغير رمضان، أما الأمور في رمضان فيها بعض المشاعر والاختلاف، فالوضوء له روحانيات تنفعل أكثر وأشعر بها في شهر رمضان أكثر والصلاة تكون روحانياتها عالية وممتعة في رمضان، وقراءة كلام الحق وتجلياته في قرآنه لها متعة أخرى حتى طعامنا في رمضان يتجلى الله عليه بالبركة والمذاق الطيب الذي لم نعهده في الأيام الأخرى. أيضاً شياطين الشعر في العادة تكبل في رمضان، إلا أنها في بعض الأحيان قد تجد فرصة للانعتاق، وإن فعلت فإنها تأتي بهواجس روحانية دينية في أغلبها.. إن الشاعر الحقيقي يعمل دوما على الإبداع الشعري بمختلف الأغراض الشعرية، ذلك أن الحالة الروحانية تأتي للمبدع سواءً كان في مناسبة روحانية أم من دون مناسبة.. فجميل من الشاعر أن يكتب بين الحين والآخر قصيدة تعكس ما يعتمل في وجدانه من روحانيات ومشاعر دينية عميقة.. فأنا في واقع الأمر استأنس عندما أكون في المدينة المنورة أو في مكة المكرمة لأداء مناسك الحج أو العمرة.. إذ تنتابني حالة روحانية عالية، تجعلني أتمتم مع نفسي وعلى لساني بعض الأبيات الشعرية التي تصف الحالة الشعورية التي أكون عليها في تلك الأثناء.. وقد فعلت ذلك كثيرا. لكن هذا لا يعني أن هذه الحالة لا تأتي إلا في هذه الأماكن المقدسة.. إذ في أحايين كثيرة استحضر بعض المواقف التي حدثت في العصور الإسلامية المتتالية أو بعض الأماكن المقدسة خصوصا بعد القراءة عنها.. وهنا تستحوذ على وجداني حالة روحانية خاصة فأبدأ الكتابة. إن الكتابة الروحانية وعلى مدى التاريخ الإنساني تسترعي اهتمام الشعراء المبدعين الحقيقين وتأخذ منهم كل مأخذ.. حتى تصل بهم في بعض الأحيان إلى الكتابة بالطرق الصوفية التي انتشرت في العالم الإسلامي بداية القرن الثالث الهجري. وهي طريقة تحيلنا إلى العبادة الحقيقية زمن النبوة وما بعدها، ومحاولة لبلوغ الكمال وتذوق الجمال الكوني في مختلف أبعاده وتجلياته، الشيء الذي لا يتحقق حسب القوم إلا عبر معاناة الغربة عن الذات والمحيط، والتجرد من كل العلائق، والتعلق بالخالق وحده، في مسار من الترقي والانتقال من صفات الشر إلى صفات الخير. شاعر إماراتي *
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©