عواصم- وكالات الأنباء: أكد محجوب فضل مستشار الرئيس السوداني على رفض بلاده القاطع لاستقبال قوات دولية في اقليم دارفور·
مشيرا الى ان مسألة القوات الدولية قد تجاوزها الزمن بتوقيع اتفاق ابوجا، وأعرب المستشار السوداني في تصريحات له امس عن تطلع السودان للدعم الدولي لاتفاق أبوجا الخاص بالسلام في الاقليم المضطرب الواقع غربي البلاد· ووصف محجوب رفض بعض الاطراف في دارفور لاتفاق أبوجا بانه امر طبيعي نظرا لان اي اتفاق لا يمكن ان يحوز على الاجماع معتبرا الاتفاق بانه يؤسس لارساء سلام دائم ومستمر في الاقليم·
من ناحيتها أعلنت السلطات السودانية امس أن ستة أشخاص بينهم جندي من الاستخبارات العسكرية قتلوا وجرح ثلاثة آخرون خلال تظاهرات خرجت من مخيمات النازحين حول مدينتي الفاشر وكاس في غرب البلاد للاحتجاج على اتفاق أبوجا لاحلال السلام في دارفور·
وصرح أحمد بابكر محافظ منطقة كاس الشيخ للصحفيين بأن المظاهرات انطلقت من معسكرات النازحين حول مدينة كاس عصر أمس الاول وشارك فيها أشخاص مدججون بالاسلحة البيضاء حاولوا الاعتداء على مركز للشرطة بالمدينة في طريقهم لمعسكر الاتحاد الافريقي غير أنهم منعوا بالقوة من الدخول·
وأشار بابكر إلى أن طفلا من النازحين أبلغ السلطات عن اعتداء على جندي استخبارات عسكرية بداخل معسكر للنازحين كما أن المتظاهرين اعتدوا على مجموعة تابعة للشرطة مما دفع قواتها لاطلاق النار في الهواء فرد المتظاهرون بإطلاق النار من ثلاث بنادق من داخل المعسكر مما أدى لمقتل ثلاثة أشخاص وجرح اثنين آخرين·
وأضاف أن جندي الاستخبارات لقي حتفه جراء الضرب الذي تعرض له وأن المعتدين مثلوا بجثمانه·
ومن جانبه قال حاكم ولاية شمال دارفور بالانابة إسماعيل الحاج يوسف في بيان إن مجموعة من النازحين بمخيم أبو شوك نظموا مظاهرة رافضة لاتفاق أبوجا وأحرقوا بعض العربات التابعة للاتحاد الافريقي والمنظمات الاخرى·
وأفاد البيان بأن المتظاهرين تحركوا صوب معسكر 'السلام' للنازحين شرقي الفاشر للتحرش بالموجودين في المعسكر مشيرا إلى أن قوات الشرطة تصدت للمتظاهرين مما دفعهم للعودة لمعسكرهم ولكنهم 'أطلقوا النار على قوات الشرطة والمواطنين الذين لم يتضامنوا معهم مما أدى لمقتل رجل مسن وأحد الاطفال وجرح مواطن ثالث'·
وقد افسدت هذه المظاهرات العنيفة اجواء احتفاء المجتمع الدولي بالاتفاق ، وتحول الغضب في مخيمات النازحين التي لجأ اليها اكثر من مليوني شخص خلال ثلاث سنوات من عمليات القتل والنهب والاغتصاب الى احتجاجات عنيفة في ولايات دارفور الثلاث والخرطوم·
ويقول الكثير من سكان دارفور انهم يرفضون الاتفاق الذي لم يوقعه سوى فصيل متمرد واحد في الخامس من مايو ايار في العاصمة النيجيرية ابوجا· ورفض فصيلان آخران أحدهما يقوده عضو بأكبر قبيلة في دارفور التوقيع·
ووصف بشير ادم رحمن وهو مسؤول سياسي في حزب المؤتمر الشعبي المعارض الامر بانه فوضى كبيرة·
وقال ان هذا سيؤدي الى مزيد من الانقسامات ومزيد من القتال بين مواطني دارفور·
ومن المقرر ان يعقد الاتحاد الافريقي الذي توسط في اتفاق ابوجا ونشر 7 آلاف جندي لمراقبة هدنة هشة في دارفور اجتماعا اليوم الاثنين في اديس ابابا لتحديد الخطوة القادمة بشأن دارفور·وتم التوصل الى هذا الاتفاق بعد ما يقرب من عشر سنوات من المحادثات المتقطعة وحدد بوضوح نصيب الجنوب من ثروة السودان النفطية وأساليب التطبيق·
عدد اليوم
