السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الوعاظ المواطنون»..على طريق العلماء الكبار

«الوعاظ المواطنون»..على طريق العلماء الكبار
19 يونيو 2015 02:29
لكبيرة التونسي (أبوظبي) تمرنوا وأفتوا وتعاملوا مع الجمهور، قبل أن يتخرجوا في جامعة محمد الخامس أكدال أبوظبي بدرجة «البكالوريوس والماجستير» في وقت توسعت مداركهم وامتلكوا أدوات الخطابة والإلقاء، مما جعلهم يقارعون كبار خطباء الجمعة على الصعيد العربي والعالمي، بعدما خبروا الحياة المهنية وأداروا الكثير من البرامج التلفزيونية بالموازاة مع الدراسة فاكتسبوا خبرات واسعة في الفقه والوعظ والخطابة. إنهم أول دفعة من الوعاظ المواطنين، الذين أخذوا على عاتقهم مسؤولية تنوير الرأي العام وأداء رسالتهم في الوعظ بالمساجد والمدارس والمؤسسات مراعين الوسطية والاعتدال، وهذه المجموعة من الوعاظ انتظموا في العمل مباشرة لدى الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف. فواصل «الاتحاد»، عايشت تجربة عمل بعض الوعاظ الإماراتيين، وتابعت تحضيرهم لشهر رمضان الكريم، معززين مسيرتهم المهنية التي سبق أن سلكوها في مجال العمل المباشر مع جمهور كبير وحازوا على خبرات واسعة خلال السنوات الماضية من خلال إعطائهم دروس الوعظ والإرشاد. وسيعمل الوعاظ على تقديم برامج رمضانية على إذاعة أبوظبي للقرآن الكريم، منها برنامج «بشارة خير» يشارك فيه أكثر من 15 واعظاً، وهو عبارة عن فواصل من 5 دقائق تعرض بين البرامج، و«دروس رمضانية» على الإذاعة نفسها، وهي عبارة عن محاضرات لا تتعدى الـ 7 دقائق، إضافة إلى برنامج «ديننا» على قناة الإمارات بالتعاون بين الهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية ومؤسسة أبوظبي للإعلام.وإلى جانب مهامهم تحدث الوعاظ عن تجاربهم والمواقف الساخنة التي واجهوها في بداية مشوارهم المهني. تدريب ومن بين هؤلاء الوعاظ الذين يخوضون يومياً تجربة الفتاوى، إذ يقضون يومياً أكثر من ساعتين في التدريب في قسم الفتاوى بمركز الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، الواعظ خليفة مبارك الظاهري الذي يقول إن نشاطهم يزيد خلال الشهر الكريم، عند حضور جلسات السادة العلماء ضيوف صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، التي تثري نفحات شهر رمضان المبارك بالدروس والمواعظ. وعن تجربته في الوعظ والإرشاد والإمامة، أوضح الظاهري الحاصل على ماجستير أحكام الأسهم في الفقه الإسلامي وقانون دولة الإمارات من جامعة محمد الخامس أكدال أبوظبي إن أصعب تجربة شكلت تحدياً بالنسبة له إلقاء خطبة الجمعة في رحاب جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي بحضور أحد قيادات الدولة وضيفها: «كنت أشعر بخوف شديد، وأنا أقف على المنبر أخطب، وتملكني شعور بالرهبة من المكان، وعندما بدأت الخِطبَة، وكنت أبحث عن الأمان في عيون الحاضرين عبر ابتسامة تشجيع فشعرت بالأمان، وأكملت بنجاح. وفاة رجل مسن ومن أقوى المواقف التي مر بها خليفة الظاهري أثناء إمامته للمصلين للمرة الأولى في أحد المساجد، وفاة رجل مسن أمام عينيه أثناء خطبة الجمعة، وعن هذه التجربة الصعبة قال: «لم أتماسك وأنا أقوم بمهمة الخطابة للمرة الأولى، ووقتها دخلت للمسجد مبكراً وبدأت أراجع الخِطبَة، وكنت أشاهد بعض المصلين يقرأون القرآن الكريم كان بينهم مسن انحنى فجأة على وجهه وتوفي، فكنت محتاراً بين إكمال مهمتي أو إنهائها، وحينها اتصل الناس بالإسعاف، بينما أنا كنت أخطب وأتممت الصلاة بالناس بعد أن أخذته سيارة الإسعاف». وبعد هذا الموقف طلب الظاهري نقله إلى مسجد آخر، لكن صادفه موقف مشابه، متمثل في رؤيته جثمان رجل ممد على نعش، وبعد برهة تقدم منه شاب والدموع بعينيه وطلب الصلاة على والده. منافسة ويتميز خليفة مبارك الظاهري بطريقة إلقاء سلسلة أثناء الخِطبَة، رغم الشعور بالقلق الذي يلاحقه كلما هم في الشروع بخطبة ما، مؤكداً أن صوت الإمام أو الخطيب هبة من الله، يمكن أن يصقلها الشخص ويحسنها، حيث يحبذ المنافسة في مجال الوعظ الذي يتطلب الإلمام والدراية العلمية والاطلاع على مجالات مختلفة في السياق ذاته، كما أن الواعظ يجب أن يلامس مشاكل الناس والاطلاع على الواقع، لأن بعض الأحكام تتطلب الاجتهاد والمراجعة بتغير أعراف الناس، كما يجب على الواعظ أن يميز بفن التعامل مع الآخرين، وعدم التسرع في الرد على أسئلتهم. برامج رمضانية وأدار الظاهري العديد من البرامج الإذاعية والتلفزيونية منها «دروس رمضانية»، و«بشارة خير» في إذاعة أبوظبي للقرآن الكريم وبرنامج تلفزيوني، وحول ذلك قال: «من البرامج التي سأقدمها بالتعاون مع الهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية وأبوظبي للإعلام برنامج على قناة الإمارات تحت عنوان «ديننا» ويهدف إلى تعزيز دور الفتوى في المجتمع، ويتناول العديد من المواضيع المهمة في شتى المجالات والأمور الفقهية، والمعاملات وقضايا الأسرة. الثقة أما أحمد علي اليماحي الواعظ الأول والحاصل على ماجستير «العلاقات الدولية الإسلامية وقت السلم وعلاقات الإمارات نموذجاً» من جامعة محمد الخامس أكدال أبوظبي، فأشاد بدور الهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية في دعم الطلاب ومنحهم الثقة في اقتحام عالم خطبة الجمعة والتمرس في الوعظ والإرشاد، حيث فتحت لهم الهيئة العمل بالميدان والتدريب به قبل إكمال الدراسة،، مما زاد خبرتهم ودافعيتهم في الإقبال على نهل العلوم بقوة، إضافة إلى الالتحاق بدورات فن الخطابة. مكافحة الاتجار بالبشر أوضح ناصر عبدالله اليماحي الحاصل على بكالوريوس من جامعة محمد الخامس أكدال أبوظبي، أن نتائج بحثه «ظاهرة الاتجار بالبشر وجهود دولة الإمارات في مكافحتها» تطبق في بعض الجهات ذات الصلة بهذه الظاهرة التي نجحت دولة الإمارات في التصدي لها بشكل كبير. وحول عمله خلال الشهر الفضيل، قال إنه اكتسب تجربة واسعة خلال السنوات الثلاث السابقة، مؤكداً جاهزيته لخطب الجمعة والحضور إلى جانب زوار الدولة معتبراً هذه المناسبة محكاً حقيقياً في التعامل مع القضايا الاجتماعية والدينية التي تزيد خلال هذا الشهر الكريم، بشكل لافت إلى جانب توفيرها بيئة دينية وعلمية كبيرة من خلال الحضور ومجالسة كبار العلماء. لكل واعظ .. ميزة في عمله أشار الواعظ أحمد علي إلى أن كل واعظ من زملائه يتميز بخاصية معينة يعمل على استغلالها بطريقة جيدة، وأن هناك من زملائه من يتمتع بموهبة التقديم والتواصل مع الناس من خلال البرامج التلفزيونية، مشيراً إلى أن «الهيئة» تخصص العديد من الدورات لتمكينهم من اللغة الإنجليزية وتعميق معارفهم في المجال العلمي والفقهي. وأضاف: «هدفنا الأسمى، أن نحوز ثقة الجمهور في الوعظ والسلوك والإفتاء الذي يعتبر من أصعب المهام، حيث يكون المفتي على دراية عالية بفقه الواقع، وأن تتوافر فيه الأهلية العلمية، وهو ما يؤكده بقية الوعاظ الذين مرواً بمراحل التدريب على الوعظ واجتازوا الاختبار بنجاح، بحيث تتدربوا يومياً في قسم الفتاوى التابع للهيئة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©