تعهدت النقابات العمالية في بريطانيا أمس الأول بمحاربة خطة حكومة تحالف المحافظين والأحرار الديمقراطيين لإجراء تخفيضات كبيرة في الإنفاق العام، ووصفت النقابات هذه الحكومة بأنها “حكومة تخريب”. وصوت ممثلو النقابات العمالية المشاركون في المؤتمر السنوي للنقابات في مدينة مانشستر بالإجماع على التحرك في حملات منسقة وتحركات احتجاجية ضد خطط التقشف الحكومية، بحيث تبدأ الشهر المقبل وتستمر طوال 2011.
وقال بريندان باربر، الأمين العام لمؤتمر النقابات العمالية، إن النقابات في بريطانيا تواجه “حقائق واضحة” من إصرار الحكومة على المضي قدماً في خطط خفض الإنفاق التي ستكون كارثية على الخدمات العامة و”تدمر الآفاق الاقتصادية لنا”. وأشارت النقابات إلى أن الخفض “المتهور” للإنفاق يمكن أن يؤدي إلى فقدان 200 ألف وظيفة في القطاع العام. كما رفضت النقابات العمالية تصورات الحكومة بشأن الأسباب الحقيقية للأزمة الاقتصادية والعلاج المقترح لها.
وحذر باربر من أن تؤدي تخفيضات الإنفاق إلى دورة ركود اقتصادي جديدة، مشيراً إلى أن سبب الأزمة الحقيقي جاء في غرف مجالس الإدارة للبنوك الكبرى في العالم. ويأتي ذلك فيما تستعد الحكومة الائتلافية في بريطانيا برئاسة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون للكشف عن تفاصيل خطة تقليص العجز الكبير في الميزانية الذي يزيد على 150 مليار جنيه إسترليني (230 مليار دولار) في 20 أكتوبر المقبل.
وعرضت الحكومة البريطانية على النقابات “شراكة حقيقية”، قائلة إنها تأمل في إجراء حوار مع قادة النقابات العمالية. في الوقت نفسه، لم يشهد مؤتمر النقابات العمالية أي مؤشرات على إمكانية التوصل إلى حل وسط مع الحكومة، حيث دعا القادة العماليون المتشددون إلى “حملة عصيان مدني” تنافس في حجمها حملة الاحتجاجات التي نظمها العمال ضد سياسات رئيسة الوزراء المحافظة السابقة مارجريت تاتشر في ثمانينات القرن الماضي.
وقال بوب كرو، رئيس نقابة عمال السكك الحديدية والنقل المتشدد، “ربما نحتاج إلى الرجل الوطواط للقفز فوق 10 دوانينج ستريت والرجل العنكبوت فوق قصر باكنجهام كجزء من التظاهرات السلمية للعصيان المدني”. ولكن بريندان باربر، زعيم مؤتمر النقابات العمالية، رفض أي تحرك متطرف وقال :”بالتأكيد لم أدع إلى عصيان مدني ولا أجد ذلك فكرة جذابة وأنا أعتقد أنها فكرة غير بناءة”.
عدد اليوم
