الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

روسيا ترفض الحظر الجوي وتكرار السيناريو الليبي في سوريا

روسيا ترفض الحظر الجوي وتكرار السيناريو الليبي في سوريا
18 يونيو 2013 12:57
عواصم (وكالات) - خيّمت الخلافات الغربية الروسية حول الأزمة السورية، على أعمال القمة السنوية لمجموعة الثماني التي بدأت أعمالها أمس في بلفاست، حيث أقر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعد اجتماعه مع نظيره الأميركي باراك أوباما، باختلافهما في الرأي حول سوريا رغم توافقهما على ضرورة وقف العنف، وجمع الطرفين على مائدة التفاوض. بينما قال أوباما «إن أميركا وروسيا تشتركان في الاهتمام بضمان عدم استخدام أسلحة كيماوية في سوريا، وبإنهاء العنف وبالتوصل إلى حل سياسي»، لافتاً إلى أنه طلب من معاونين العمل لعقد اجتماع في جنيف بهذا الشأن. واستبعد الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند إحراز أي تقدم في ظل إصرار روسيا على تسليم أسلحة إلى نظام الرئيس بشار الأسد، بينما ردت موسكو بـ «أنها لن تسمح بفرض مناطق حظر جوي فوق سوريا، ولا تريد سيناريو مشابهاً للأحداث في ليبيا». إلى ذلك، دعا مجلس الوزراء السعودي إلى الوقوف بوجه تزويد النظام السوري، فاقد الشرعية، بالأسلحة والعتاد والأفراد، وذلك وسط نقل وكالة «رويترز» عن مصدر خليجي قوله: «إن السعودية بدأت في إمداد المعارضة السورية بصواريخ مضادة للطائرات على نطاق صغير منذ نحو شهرين». في وقت حذر الأسد أوروبا «من أنها ستدفع الثمن في حال قامت بإمداد مقاتلي المعارضة بالأسلحة، وأن عمقها سيصبح أرضاً للإرهاب». وهاجم الرئيس الفرنسي الذي التقى بوتين على هامش أعمال القمة التي تستمر إلى اليوم تسليم روسيا أسلحة لنظام دمشق، وقال: «يجب ألا نأمل كثيراً في إحراز تقدم في الملف السوري خلال قمة الثماني.. كيف يمكننا أن نقبل بأن تستمر روسيا في تسليم نظام الأسد أسلحة في حين لا تتلقى المعارضة سوى كميات محدودة من الأسلحة وهي تتعرض اليوم للقتل؟»، وأضاف «كيف يمكننا أن نقبل بأن هناك اليوم أدلة على استخدام أسلحة كيميائية من دون أن يكون هناك إدانة من الأسرة الدولية ومجموعة الثماني؟». وقال أولاند: «أعتقد أنه علينا ألا نتوهم كثيراً، فإننا لن نجد الحل خلال قمة مجموعة الثماني التي تجمع زعماء بريطانيا والولايات المتحدة واليابان وكندا وروسيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا، لكن قد تكون القمة مرحلة يدرك خلالها كل طرف ما تمر به سوريا». وأضاف «سيكون هناك هذا النقاش ليس لوضع روسيا جانباً، بل لإفهامها أنه يجب تنظيم مؤتمر السلام في جنيف من أجل مصلحة المنطقة والسلام في العالم لإيجاد حل سياسي، ومن الأفضل تنظيمه في أقرب فرصة ممكنة». وانتقد رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر، الرئيس الروسي لمساندته الأسد، وأبدى تشاؤمه بشأن فرص التوصل إلى اتفاق بشأن سوريا خلال القمة. وقال: «السيد بوتين وحكومته يدعمون بلطجية نظام الأسد لأسباب خاصة بهم، لا أرى لها تبريراً، والسيد بوتين يعرف وجهة نظري في ذلك»، وأضاف في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس وزراء أيرلندا الشمالية ايندا كيني «لن نتفق على موقف مشترك معه (بوتين) في قمة الثماني ما لم يغير موقفه بدرجة كبيرة». وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إنه قلق مثل أي شخص آخر بشأن وجود عناصر إرهابية ومتطرفة ضمن قوات المعارضة السورية، وأضاف قبل انطلاق قمة «الثماني» «أنه لا يمكن أن نقبل بأن يكون البديل الوحيد للأسد هو الإرهاب والعنف»، مؤكداً أنه يجب أن نقف إلى جانب السوريين الذين يريدون مستقبلاً ديمقراطياً وسلمياً لبلادهم، وذلك من دون وجود الرجل الذي يستخدم السلاح الكيميائي ضدهم. وأكد «نحن نساعد حالياً المعارضة الرسمية السورية التي تريد مثل هذا المستقبل لسوريا»، مضيفاً أن بريطانيا لم تتخذ بعد قراراً بشأن تسليح المعارضة. وأشار إلى أن «الثماني» يمكن أن تزيد الضغط من أجل عقد مؤتمر «جنيف 2» وإطلاق عملية الانتقال السلمي من أجل إنهاء الأزمة. في المقابل، قالت روسيا على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الكسندر لوكاشفيتش إنها لن تسمح بفرض مناطق حظر للطيران فوق سوريا، وأضافت «لن نسمح بهذا السيناريو.. إن الدعوات بفرض منطقة حظر جوي تظهر عدم احترام للقانون الدولي، ولا نريد سيناريو في سوريا مشابهاً للأحداث في ليبيا بعد فرض منطقة حظر للطيران، حيث مكنت طائرات حلف شمال الأطلسي من مساعدة مقاتلي المعارضة الذين أطاحوا الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي». من جهته، قال سفير أميركا المنتهية ولايته لدى حلف شمال الأطلسي أمس، إن الولايات المتحدة لم تطلب من الحلف دعم فرض منطقة حظر طيران في سوريا، وأن المسألة ليست ضمن جدول أعمال الحلف حالياً. وأضاف إيفو دادلر رداً على أسئلة بعد خطاب وداع في بروكسل «لا نسعى في حلف الأطلسي لفرض منطقة حظر طيران، وحتى اليوم مسألة فرض منطقة حظر طيران ليست مدرجة على جدول أعمال الحلف، لكن لا أعلم ما إذا كانت ستدرج غداً أو في يوم آخر، لكنها غير مدرجة حتى الآن». إلى ذلك، دعت المملكة العربية السعودية، أمس، الأمة الإسلامية إلى الوقوف في مواجهة تزويد النظام السوري، فاقد الشرعية، بالأسلحة والعتاد والأفراد. وحذر مجلس الوزراء الذي انعقد برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز من مغبة المغامرات التي ترتكبها بعض الدول وتدخلها في الشؤون الداخلية للآخرين، ما يزيد حدة التوتر وعدم الاستقرار. ونسبت وكالة «رويترز» إلى مصدر خليجي مطلع قوله: «إن السعودية بدأت في إمداد المعارضة السورية بصواريخ مضادة للطائرات على نطاق صغير منذ نحو شهرين». وذكر أن الصواريخ التي تطلق من الكتف تم الحصول على معظمها من موردين في فرنسا وبلجيكا، لافتاً إلى أن فرنسا دفعت تكاليف نقل الأسلحة إلى المنطقة، ومشيراً إلى أن الإمدادات تصل إلى اللواء سليم إدريس رئيس أركان الجيش السوري الحر. من جهته، قال الأسد في مقابلة مع صحيفة «فرانكفورتر الغيميني تسايتونغ» الألمانية تنشر اليوم الثلاثاء «إن أوروبا ستدفع الثمن في حال قامت بإمداد مقاتلي المعارضة السورية بأسلحة»، وأضاف «العمق الأوروبي سيصبح أرضاً للإرهاب وستدفع أوروبا ثمن ذلك.. سيعود إرهابيون إلى أوروبا مع خبرة قتالية وأيديولوجية متطرفة». وأضاف «إن الإرهاب يعني هنا الفوضى والفوضى تقود إلى الفقر. والفقر يعني أن أوروبا تخسر سوقاً مهمة»، معتبراً أن أوروبا سواء رضيت بذلك أو لم ترض لا خيار أمامها سوى التعاون مع الدولة السورية. ورفض الأسد اتهام الغربيين للجيش السوري باستخدام أسلحة كيميائية ضد مقاتلي المعارضة. وقال: «لو كان لدى باريس ولندن وواشنطن دليل واحد على هذه الاتهامات لكانوا عرضوه أمام العالم»، وأضاف «كل ما يقال عن استخدام الأسلحة الكيميائية هو أكاذيب مستمرة عن سوريا.. إنها محاولة لتبرير تدخل عسكري أكبر». وانتقد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد سعي الغرب لدعم المعارضة السورية من أجل تغيير توازن القوى على الأرض قبل عقد مؤتمر «جنيف 2» الهادف إلى إيجاد تسوية للنزاع، معتبراً أن ذلك يعكس رغبة في استمرار القتال وسفك الدماء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©