الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تقارير ومنظمات .. لستر العورة !!

3 يناير 2010 23:01
تتأثر الحكومات العربية بالتقارير الدولية التي تنشرها مراكز أبحاث أو منظمات مختلفة الاتجاهات. يأتي ذلك التأثر إما سلبا أو إيجابا. سلبا باعتراضها على أن تكون في ذيل القائمة وإيجابا بترحيبها بالتقييم المنصف لتلك المنظمات إذا ما جاءت هذه الدولة على رأس القائمة، ولا تفرق الحكومات بين المنظمات الجادة أو تلك التي تهدف فقط إلى تحقيق مكاسب مالية فحسب. لقد وجدت بعض المنظمات غايتها ببعض المؤسسات العربية التي تخوض غمار منافسة شديدة، فنجدها تخصص جوائز سنوية وتقييمات لأفضل بنك وأحسن شركة طيران وأفخم فندق وأكبر مجمع تجاري وهلم جرا. ونجد المؤسسات التجارية العربية تتسابق في نشر إعلانات ضخمة في الصحف ووسائل الإعلام ابتهاجا بهذا الاختيار الذي إن بحثت لم تجد له أسسا علمية سليمة، وإن زدت في البحث وجدت أن كل جائزة لها ثمن وكل درجة لها قيمة، وما دام هناك من يدفعون فلا بأس بأن تكثر التقييمات وتتنوع الجوائز وتزداد المنظمات. هناك منظمات سياسية أنشئت في أوروبا وأميركا وهي تنظر بعينيها فقط إلى العالم العربي الذي تجده أكثر تحمسا واهتماما بتقاريرها، وتجده أكثر سخاء في تمويل مشاريعها، لذلك نجد أن التقييمات السنوية لهذه المنظمات لا تستقر وتتفاوت من عام إلى عام حسب مصادر الدخل. وأذكر أن إحدى المنظمات الدولية الشهيرة والمهتمة بقياس الرأي العام، فيما يخص الحريات ووسائل التواصل الإعلامي طلبت أن اشترك معهم في استبيان لمقياس الحريات الإعلامية في الوطن العربي، وبعد أن شاركت معهم عن قرب اكتشفت مدى الزيف والخداع الذي يمارسونه تحت أسماء وهمية كبيرة، بالطبع لا أعمم على جميع المنظمات والهيئات. هناك من يعملون بجدية وإخلاص وقناعة، ولكنني أتحدث عن المرتزقة منهم الذين يستغلون تلهف الحكومات العربية والمؤسسات إلى وثائق تثبت أنهم مع الحرية وأنهم الأفضل في المنطقة وأنهم الأفضل بين الشركات والمؤسسات، بهدف أن تسترهم تلك التقارير من عقدة النقص التي يعانون منها. كل عام تهل علينا عشرات المنظمات بين الفساد والشفافية والحرية والديموقراطية والتنمية وغيرها، نظل محتارين بين هبوط المستوى وارتفاعه، دون أن نعرف حقيقة تلك المنظمات وأسس عملها، وبين حين وحين تطل علينا الشركات والمؤسسات بجوائزها التي حصلت عليها في مجال التقنية والانضباط والجودة والمنافسة والتشغيل. وآخر تلك القائمة من إبداعات خيالية، دون أن تكشف لنا عن حقيقة هذه الجوائز .. وتكلفتها .. برحمتك نستغيث يا أرحم الراحمين .. ودمتم سالمين. ماضي الخميس madialkhamees@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©