إعداد - أيمن جمعة:
عندما توفي زوج ايفي ليكي كان أول شيء فعلته أن قررت تغيير منزلها لتنضم إلى أصحاب 'المنازل التكنولوجية' التي لا يقل سعر الواحد منها في لندن عن خمسة ملايين جنيه استرليني·لكن المفاجأة أن اليأس تملك ايفي (55 عاماً) بعد عام واحد فقط من تجربة هذا المنزل الذي يتم التحكم في كل أجزائه بالأشعة تحت الحمراء وأجهزة التحكم عن بعد بما في ذلك السخانات والاضاءة،وقررت بيعه للانتقال الى منزل آخر يتم تنظيم كل شيء فيه بشكل يدوي··!
ويقول الخبراء إن شركات العقارات نجحت في رسم صور براقة للمنازل المزودة بأحدث وسائل التكنولوجيا والتحكم عن بعد،لدرجة أن وصف 'المنازل المتقدمة تكنولوجيا' أصبح له سحر لا يستطيع الكثيرون مقاومته·وبالفعل فإن هذه المنازل تتيح لمستخدميها نطاقاً عريضاً من الرفاهية مثل تزويدها بأجهزة تتيح لك وعبر موبايلك معرفة كل ما يدور داخل منزلك وحوله حتى ولو كنت في النصف الآخر من العالم·لكن التجربة أثبتت أن هذه المنازل ليست مناسبة للجميع·
'ضغطة بسيطة'
وتقول ليكي 'كان كل شيء في المنزل التكنولوجي يعمل بمجرد ضغطة بسيطة على أحد أزرار لوحات التحكم عن بعد بما يتيح أقصى درجات الراحة·لكن ظهرت مشكلة واحدة فقط·· لا يوجد شيء يبدو أنه يعمل بشكل صحيح·'وتمضي قائلة 'لا بد أن تكون حاصلاً على الدكتوراة في التكنولوجيا حتى تستطيع التعامل مع أجهزة التحكم عن بعد التي تنظم المنزل التكنولوجي،فكل شيء بما في ذلك الاضاءة وأنظمة الحرائق والانذار تعمل بواسطة جهاز واحد·ولو حدث خطأ ولو بسيط فإنك قد تقتل أسرتك بالكامل من على مسافة 15 كيلومتراً بمجرد ضغطة بسيطة مثلا على زر التدفئة بما يجعله يعمل بطاقته القصوى·أعتقد انه يتعين على مصممي هذه المنازل أن يعيشوا فيها لبعض الوقت ليدركوا حجم المعاناة التي تخلفها الاعيبهم التكنولوجية·'
ويشير روس كلارك من صحيفة 'الصنداي تليجراف'إلى أن أنظمة دخول المنازل باستخدام بصمات الأصابع عادة ما ترفض الاعتراف ببصمة صاحب المنزل لتتركه وقد تقطعت به السبل في الخارج·وهناك أيضاً شبكات استشعار الحركة التي تضيء المصابيح بمجرد رصد أي حركة في الغرف،لكن للاسف فإن هذه الأنظمة تشمل أيضا غرف النوم ليفاجأ صاحب المنزل بأنه يستيقظ على الأنوار المضاءة كلما تحرك في فراشه·
'خلاف أخلاقي'
كما اشتكى صاحب منزل تكنولوجي من أن نظام التدفئة يبدو وكأنه على خلاف اخلاقي مع أجهزة التكييف·فعندما تنخفض درجة حرارة الغرفة فإن أنظمة التدفئة تحت الارض تعمل إلى أن ترتفع درجة حرارة المنزل للمستوى الذي يدفع اجهزة التكييف للعمل·وتقول ربة المنزل 'هذه الدائرة عادة ما تجعلني أشعر بأن قدماي تحترقان بينما وجهي يتجمد برداً· وعندما يحدث أي خلل فإن إصلاحه قد يتطلب أربعة أشهر لأنه لا يوجد سوى شخص واحد يستطيع إعادة برمجته·'
لكن يبدو أن أقبال المشترين بدأ يتراجع بسبب المشكلات المتزايدة في هذه المنازل لأن غالبية من يشترون هذه المنازل هم في الخمسينات الذين لم يعتادوا على استخدام التقنية مثل الجيل الحالي·ويقول روبرت بيلي من مؤسسة 'روبرت بيلي' للعقارات 'أعرف كثيرين ممن اشتروا منازل بملايين الجنيهات ثم قرروا انفاق مئات الآلاف للتخلص من هذه التكنولوجيا وإعادة أبوابها وأنظمتها إلى الطريقة العادية،بل إن أحدهم أنفق 200 ألف دولار للتخلص من نظام السينما الموجود في منزله وتحويله الى مكتبة·صدقني إذا كنت ممن لا يزعج نفسه بمعرفة كل تفاصيل جهاز تليفونه المحمول فمن المحتمل إلى حد كبير أنك لن تستمتع بالجيل الجديد من المنازل التكنولوجية·'
عدد اليوم
