الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«الإخراج المسرحي» يستعرض تاريخ المسرح وتياراته الحديثة

«الإخراج المسرحي» يستعرض تاريخ المسرح وتياراته الحديثة
19 يونيو 2011 22:33
صدر حديثاً عن الهيئة العربية للمسرح، التي تتخذ من الشارقة مقراً دائماً لها وتنشط عربياً في نشر الثقافة المسرحية الجادة، كتاب يحمل عنوان “الإخراج المسرحي” للدكتور جميل حمداوي من مصر ويقع في مائة وخمسين صفحة من القطع المتوسط ضمن سلسلة “دراسات”. ويعد الكتاب توصيفي في حقله وهو مفيد لقارئ يريد التعرّف على مجمل الفعل المسرحي من وجهة نظر تأريخية كرونولوجية توثيقية تماما أكثر مما أنه كتاب نقدي يؤسس لمعرفية نظرية تجعل من القارئ قادرا على ممارسة أي دور نقدي تجاه العمل المسرحي إجمالا. وفي هذا السياق يكون الكتاب مفيدا لطلبة المعاهد المسرحية والمتدربين المقبلين على دورات مسرحية عامة، حيث يقدم استعراضا إجماليا لتاريخ المسرح منذ نشأته عند الإغريق في الحضارة اليونانية القديمة وحتى المخرج البريطاني المعروف بيتر بروك مرورا بتلميحات لكافة التيارات المسرحية التي ظهرت في أوروبا منذ عصر النهضة، وخاصة تلك التي برزت بحدة خلال القرن العشرين، وتحديداً ما تلا الحرب العالمية الثانية. وهذا الأمر لا ينتقص من شأن الكتاب، إذ يقول صاحبه في مقدمته “ويمكن أن يستفيد من هذا الكتاب المتواضع المخرجون العرب والباحثون في مجال الدراما والتمثيل، كما يمكن أن يستعين به المتدربون الشباب والمؤطرون والهواة في ميدان المسرح تمثيلا وإخراجا”. وحقا، فإن أي باحث عن المعلومة التي يقدمها الكتاب لقارئه يمكنه ببساطة أن يعثر عليها في الإنترنت وتقليبها والاستفادة منها وفقا لتلك الأوجه التي حددها الدكتور جميل حمداوي، إذ يخلو من أي وجهة نظر خاصة بالكاتب تجعل من الضروري العودة إليه لاختلافه عما يمكن الحصول عليه من سواه، الأمر الذي بات ضروريا جدا في تحديد أهمية أي كتاب والتي تتحدد الآن بمدى إسهامه في إثارة النقاش والجدل حوله لا تكرار معلومات تاريخية عن المسرح العالمي، أو الأوروبي تحديدا، دون الحديث عن التيارات المسرحية العالمية بوصفها ظواهر فنية ظهرت في سياقات تاريخية – اجتماعية استجابة لأوضاع راهنة جعلت أهل الاختصاص في المسرح يعيدون النظر في كل مرحلة من مراحل تطوره، أو بالتركيز على واحدة من أكثر مراحله إثارة للجدل والاختلاف من ذلك النوع الذي ما زال يمارس تأثيرا على المدارس المسرحية في العالم على هذا النحو أو ذاك كما هي الحال بالنسبة لمسرح القسوة ومخرجه ومنظره الفرنسي أنطونين آرتو الذي يمرّ به المؤلف هنا بقدر ما يمرّ به مثلما يمرّ بسواه من مخرجي القرن العشرين، مع ذِكر بعض المزايا العامة والإجمالية. وفي الوقت نفسه، لا يتطرّق المؤلف جميل حمداوي إلى المسرح العربي وإشكاليات نشأته واستمراره وأنواعه وبالتالي لا يتوقف عند البعض من التجارب اللامعة فيه خلال القرن العشرين أو النصف الثاني منه أقلها، وهو الذي شهد تألق المسرح في عدد من البلدان العربية وشهد ولادته في عدد آخر. وينطبق هذا الأمر أيضا على المسرح الآسيوي كما في اليابان أو الصين والهند وتأثر هذا المسرح بالطقوس الدينية ودراما مزاولة العبادات في تلك الثقافات التي منحت مخرجين لامعين من أوروبا أفقا آخر ومخيلة أخرى، مثل بيتر بروك الذي حوّل النص الديني المعروف “الماهابهاراتا” إلى عمل مسرحي أسهم في زيادة وعيه بكسر حاجز مسرح العلبة الإيطالية وأوجد له مبرراته الفنية للقيام بذلك على نحو تجريبي خالص. وكذلك مسرح “كابوكي” ومسرح “نو” اليابانيين الشهيرين. غير أن الكتاب من الممكن أن يكون مفيدا في سياق بعض الجهود التي تقوم بها الهيئة العربية للمسرح في هذا البلد العربي أو ذاك، حيث يفتقر العديد من البلدان العربية كجزر القمر وموريتانيا البنية المسرحية التأسيسية للمسرح والدراما وما يرافقها من كتب تشرح بنوع من التوسع تاريخ المسرح على هذا النحو التبسيطي، إذ يهدف إلى استقطاب كوادر لديها الرغبة في ممارسة العمل المسرحي أو المواهب الواعدة على هذا الصعيد.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©