من بين الأمور التي تخفيها شركات إنتاج وصناعة “الشامبو” في إعلاناتها التي تبالغ في تعداد مزايا منتجاتها من “الشامبو” والتي جعلت المستهلكين ينتقلون من منتج إلى آخر عسى أن يجدوا ضالتهم في المنتج الأنسب ولكن دون جدوى هو أنه عندما يغسل الشخص شعره بشامبو مكتوب في ملصق مكوناته أنه “غني ومغذ ومفيد لفروة الرأس وبصيلات الشعر” هو أن غالبية هذه المغذيات والمكونات المفيدة في المنتج لا تذهب فعلاً إلى الشعر وفروة الرأس، وإنما تذهب لمصارف مياه المجاري، ويذهب معها ما أنفقه الشخص من مال عليها. ويعود ذلك إلى كون الجزيئات التي يحتوي عليها الشامبو تكون أكبر من أن تدخل إلى خلايا الشعر، فبالأحرى نفاذها إلى بُصيلات الشعر، حيث ينبت الشعر فعلياً. فهذه الجزيئات تلامس فقط سطح بصيلة الشعر ثم تذهب بصب الشخص الماء على شعره وغسله.
الجذور لا القشور
إذا أردت زيادة خصوبة نبات معين، فأين ستضع السماد؟ هل ستضعه في الأوراق؟ طبعاً لا، بل عليك وضعه على مستوى جذر النبات في التربة حتى يؤتي جهدك أُكله. وهي الوظيفة ذاتها التي يعمل من خلالها شعرك، فإذا أردتَ رفع نسبة خصوبة شعرك، فإنه يجب عليك أن تغذي الجذور وليس القشور.
وإذا كان الشامبو العادي لا يخترق فروة الشعر ويتسرب داخل بصيلات الشعر، حيث ينبت الشعر، فما الذي يتعين فعله؟ حاولت بعض الشركات معالجة هذا الأمر، فكلفت فريقاً من الباحثين بإعداد وصفة لشامبو يوفر تغذيةً حقيقيةً لفروة الرأس وبصيلات الشعر ويَنفَذُ داخلها، أي شامبو يحتوي على جزيئات كروية دقيقة وصغيرة جداً حتى يتسنى لها اختراق بصيلات الشعر وتزويد جذورها بالمكونات الغذائية التي تحتاجها، وقد اصطلح هؤلاء الباحثون على هذه التقنية “تي سفير تكنولوجي”.
تمكن هؤلاء الباحثون من حل رموز شيفرة الوصفة المنشودة وحددوا حجم جزيئات المكونات الغذائية للشامبو التي ينبغي أن تصل إلى جذور بصيلات الشعر، ثم انتقلوا إلى التوليف بين هذه المكونات بعد تعداد أشهر خمس علامات لتلف الشعر وهي: 1. الشعر الخفيف وغير الكثيف، 2. الشعر الجاف، المجعد، والصعب تصفيفه، 3. الشعر الضعيف والفاتر، 4. الشعر المتضرر ذي الحواف المنقسمة، 5. الشعر الضعيف من حيث الاحتفاظ بلون محدد.
جزيئات شامبو نفاذة
بعد إعدادهم وصفةً توليفيةً بمواصفات جزيئات مغذية دقيقة، اختبر الباحثون فعالية هذا المنتج، فوجدوا أنه حقق النجاح المرجو بنسبة 96%، فهو يزيد من ليونة الشعر بنسبة 91%، ويزيد من قوة لمعانه وبريقه بنسبة 96%، ويقاوم تقصف الشعر وانقسام حوافه ونهاياته بنسبة 96%، ويزيد من قدرة الشعر على الاحتفاظ بلون معين لمدة تصل إلى أربعة أسابيع. ويرجع الفضل لتوافر هذه المزايا جميعها في منتج واحد بالأساس إلى خاصية نفاذ جزيئات الشامبو المغذية إلى جذور بصيلات الشعر.
عرض تجريبي وتفاؤل
يُتوقَع أن تحقق شركات إنتاج الشامبو التي ستعتمد على هذه الوصفة انتشاراً وإقبالاً واسعين وفي فترة قصيرة، وذلك باعتبارها توفر إحدى أنجح الطرق لحماية الشعر وعلاج مشكلاته. وقد عُرضت من منتج الشامبو هذا كميات قليلة ومحدودة في الأسواق الأميركية يتكون كل منتج منها من أربع عبوات - الأولى عبارة عن شامبو والثانية مُلين والثالثة قناع ليلي يوضع أثناء النوم والرابعة سائل يقاوم تلف الشعر بسبب استعمال مُجفف الشعر الكهربائي - حتى يُجربه الزبائن الجُدد ولا يدفعوا ثمنه إلا بعد اختبار استخدامه لمدة 60 يوماً والتأكد من فعاليته ونجاعته.
عن موقع “howlifeworks.com”
عدد اليوم
