الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دورات ودروس تقوية للأطفال لاجتياز امتحان دخول الروضة!

دورات ودروس تقوية للأطفال لاجتياز امتحان دخول الروضة!
14 سبتمبر 2010 21:24
اتصال جيد بعينين براقتين، مصافحة باليدين بقوة وثبات وثقة بالنفس عالية. هي مواصفات قد تُعبد الطريق لمقابلة شخصية ناجحة، وهي مواصفات مطلوب توفرها أيضاً في طفل الرابعة والخامسة إذا ترشح لولوج روضة إحدى المدارس النموذجية وأراد له أبواه أن يخالط الموهوبين والأذكياء واللامعين. فبعد صيف وصوم وعيد، ها هو العام الدراسي يقبل علينا بروضاته ومدارسه وجامعاته ومكتباته وحافلاته ومَحافظه وأعبائه، بل وحتى دروسه الخصوصية. نعم، هذه الدروس التي ما عادت تستثني مستوى ولا فئة، بل تشمل تلاميذ الابتدائي والأساسي والثانوي والجامعي أيضاً، وفي بعض الحالات الروضة وما قبل الروضة. فآخر صرعات الدروس الخصوصية طلعت من بلاد العم سام وألقت بظلالها على الأطفال المقبلين على دخول الروضة ممن لا تتجاوز أعمارهم أربع أو خمس سنوات. مع تنافس الآباء المحموم وحرصهم على أن يحظى أبناؤهم بفرصة لولوج أفضل المدارس الخاصة وأرقاها وسماعهم حكايات عدم قبول هذا الطفل أو ذاك في المقابلة، صاروا لا يترددون في طلب دروس خصوصية لأطفالهم لتدريبهم على كيفية اجتيازهم المقابلة وتعليمهم فنونها لتعزيز فرص نجاحهم فيها. فقد أصبح عُرْفُ إجراء مقابلة للأطفال تختبر جاهزيتهم لدخول الروضة وتقيس مستوى ذكائهم سائداً لدى عدد من المدارس الخاصة “النموذجية”، وغدا عدد منهم أكثر تمحيصاً وتركيزاً على دقائق الأمور بهدف الرفع المستمر لجودة أداء هذه المدارس وتعزيز سمعتها. وأصبح سائداً في صفوف الآباء بالمقابل التفاخرُ بأن الابن حصل على معدل عال في نسبة الذكاء أو على علامة كاملة في فنون التواصل أثناء المقابلة. بيانو وفرنسية بدأ الأمر من نيويورك، إذ يتجه الآباء إلى المبالغة في الحرص على أن يتلقى أبناؤهم وبناتهم دروساً في فنون وعلوم شتى تبدأ بالبيانو والفرنسية وتنهي بما يتمناه الأبوان للابن أو البنت قبل أن يعرفا ميولهم الحقيقية. وهو الأمر الذي يجعل مسؤولي القبول والتسجيل في هذه المدارس يؤكدون حقهم في التأكد بأنفسهم من مدى توفر المهارات الشخصية والفنية الخاصة التي تشترطها إدارتهم في التلاميذ المتقدمين للمقابلة ومعاينة كل حالة على حدة. إعداد وتأهيل تقول سوزان ريولت، أم في العقد الرابع من عمرها انتقلت من حي وول ستريت بمانهاتن إلى نيويورك لإطلاق شركتها الربحية الخاصة “أرسطو سيركل” للاستشارات التربوية وخدمات الاختبارات الإعدادية لتأهيل الأطفال لولوج المدارس النموذجية النخبوية في نيويورك، وهي تُسَخر من أجل ذلك شبكةً من الكوادر المهنية من المتخصصين في سياسات القبول والتربويين. وتقول سوزان “إن معدلات وعلامات الأطفال في مقابلات الولوج إلى المدارس النموذجية ارتفعت بفضل إعدادهم القبلي المسبق، فالآباء أصبحوا يتباهون فيما بينهم بأن أبناءهم حصلوا على 99? في المقابلات ويتفاخرون بذلك أمام جيرانهم، وهذا ما نبتغيه من خدماتنا الاستشارية التربوية وحصصنا الإعدادية لهؤلاء الأطفال وآبائهم، فهدفنا الأساس هو تعزيز فرصهم للظفر بأفضل أنواع التعليم وأكثره جودةً وبناء أجيال من الموهوبين”. اختبار اللعب الجماعي ذات صباح في مانهاتن، سألت دانا حداد، المديرة السابقة للتسجيل بمدرسة هوراس مان التي صُنفت ثاني أفضل مدرسة في أميركا من قبل مجلة فوربس، مجموعةً من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين أربع وخمس سنوات “هل أنتم مُنتعٍلون أحذيتكم؟ اتبعوني إذن” فتبعها الأطفال وتركوا آباءهم وراءهم، فقادتهم إلى غرفة للألعاب قريبة من مكتبها في مقر شركة “أرسطو سيركل” الجديد. وفي الأثناء التي كان يلعب فيها الأطفال وينفذون ما طُلب منهم والتعرف على ملصقاتهم الشخصية التعريفية، وإعادة ترتيب وتجميع قطع لعبة المتاهة ورسم بعض الأشكال، كانت دانا واثنان من مرافقيها من المستشارين التربويين يسجلون ملاحظاتهم. فطفل الأربع سنوات الذي يبدو خجولاً في أول حصة من اللعب الجماعي يحتاج من مسؤوله تكرار طرح سؤال ما بين الفينة والأخرى، وقراءة تقييم من ست صفحات يُقدم إلى أبويه بعد بضع أيام من اللعب الجماعي. لعبة “قال المعلم” يسجل الملاحظون التربويون جميع ما يصدر من الطفل من أقوال وأفعال خلال اللعب ويحللون فحواها وأبعادها ويفككون شيفرتها إلى ملامح شخصية. فبالنسبة للطفل الذي يستمتع بلعبة “سيمونز سايز” التي يقابلها في الثقافة العربية “قال المعلم” (تقوم على وجود ثلاثة أطفال أو أكثر ينفذون بالضبط ما يقوله “المعلم” الذي يتقمص دوره أحدهم، فإذا قال “المعلم قال اقفز”، فإنهم يقفزون، والذين لا يقفزون يُقصَون من اللعبة وهكذا) ويندمج في جو اللعب، ويقوم بأنشطة وحركات جماعية متعددة مثل القفز والركض والتصفيق، لكنه يجد صعوبةً في التكيف بسرعة مع الألعاب الأكثر تحدياً مثل ألعاب التوازن بحيث يعجز عن الوقوف برجل واحدة لأكثر من ثانية، يقترح هؤلاء الاستشاريون في تقييمهم تعليم هذا الصنف من الأطفال ألعاباً تجعلهم أكثر قدرةً على التكيف مع ألعاب التحدي، مع تشجيع طفل الأربع سنوات على التحدث مباشرةً مع النادل أو وضع مطوية الطلبية بنفسه في المطعم، أو مناولة النقود إلى محاسب الصندوق في البقالة أو المتجر بنفسه، وذلك لتعزيز قدرات تفاعله وتواصله بشكل طبيعي مع الكبار. عمل وجهد وضغط تقول إلين التي تتلقى ابنتها دروس تقوية تأهيلية “يحاول الطفل أن يعزز ظهوره ويسرق الأنظار ويُلفت الانتباه، وهذا يتطلب منه عملاً مُضنياً والكثير من الجهد والضغط” وتضيف إلين التي رفضت ذكر اسمها العائلي خوفاً من عقاب إدارة روضة المدرسة التي ستتقدم إليها ابنتها “بينما يَصعُب على الإنسان الانهماك في التحضير طوال الوقت للمقابلة، فإن التقرير يساعد، فقد أعانتني مقترحاته على التركيز أكثر على ما تقوم به ابنتي وتوجيهها وأنا أشعر أنها تحسنت الآن”. رسوم غالية مثل غالبية الأمور في نيويورك، تكلف هذه الدروس والدورات غالياً. فرسوم دورة ملاحظة وتقييم لا تزيد مدتها على 45 دقيقة في شركة “أرسطو سيركل” تكلف 400 دولار. وتعرض شركة “برايت كيدس” التي لها نفس الاختصاص هذه الدورات برسوم أقل نسبياً، إذ يدفع المستفيد ما بين 175 إلى 275 دولارا مقابل دورة ملاحظة وتقييم مدتها ما بين 45 و75 دقيقة. وتقول السيدة بيجي دوروك صاحبة هذه الشركة “هم يسمون الدورة الأولى “موعد اللعب” ونحن نسميه “اختباراً” يجب التحضير له”. هارفارد الصغار يعد ولوج بعض المدارس الخاصة النخبوية في مدينة نيويورك أول أدراج السلم الموصٍل إلى جامعة هارفارد. فمدرسة هولاس مان تتوقع تلقي المئات من طلبات التسجيل بروضاتها. ويتعين على الآباء حسب لوائح القبول والتسجيل إيداع طلباتهم والسجل المدرسي وحضور مقابلة مع مسؤولي القبول والقيام بجولة في المدرسة. ويُطالب الأطفال بإجراء اختبار يقيس نسبة ذكائهم ومهاراتهم الشخصية والفنية، وبزيارة المدرسة والمشاركة في المقابلة أو حصة اللعب الجماعي. خفة اليد والبديهة من جهته، يقول ديفيد كلون، رئيس مكتب سجلات الاختبارات التربوية، إن زيادة عدد خدمات التحضير والتأهيل لاختبار الكفاءة لم يؤد إلى زيادة معدلات المرشحين بشكل كبير. ويقول مستشارو القبول إن التركيز أصبح ينصب أكثر على وقت اللعب خلال مقابلة الاختبار والتقييم، ويحاولون اختيار أفضل الجيدين. فخلال فترة اللعب الجماعي، يُختبَرُ أداء الأطفال في عشرات المجالات بما فيها خفة اليد وسرعة البديهة والقدرة على اتباع التوجيهات، بالإضافة إلى جزئيات أخرى مثل طريقة الإمساك بقلم الرصاص ومدى نظرهم في عيني الكبار وما إذا كانوا يستطيعون صب عصيرهم بأنفسهم. وتقول السيدة حداد “تجري مراقبة الطفل وملاحظة سكناته وحركاته منذ لحظة دخوله باب غرفة اللعب. فنحن نسجل كل ما يصدر منه من أفعال أو إيماءات، إذ نسجل مدى سهولة انفصال الطفل عن أبويه ومدى تعرفه على الملصق التعريفي الخاص بهما”. ولا شك أن إحاطة الأطفال بهذا الجو من الملاحظة والمراقبة قد يعكس الآية ويقلب المعادلة لدى من يبالغون في التحضير والإعداد، إذ أن الملاحظين التربويين يستطيعون التمييز بين الأفعال التلقائية والعفوية للطفل وتلك المصطنعة التي قد يؤديها دون كامل اقتناع أو إتقان ولا تعكس بالضرورة ملامح شخصيته. بوظة وفضيحة تحكي السيدة حداد قصص بعض الأطفال الذين تعاقبوا عليها، فمنهم الطفلة التي تُخبٍرُ مدراء القبول بأن أبويها وعداها بإهدائها البوظة في حال أحسنت التصرف خلال المقابلة، ومنهم الطفل الذي يصرُخُ فجأةً بأنه سبق له أن حضر للمقابلة مرات عديدة في مواعيد اللعب وتقول معلقةً “مسؤولو القبول لا يحبون ذلك طبعاً”. عن “وول ستريت جورنال”
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©