الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«قدوة 2017» يطلق حواراً عالمياً للمعلمين

«قدوة 2017» يطلق حواراً عالمياً للمعلمين
8 أكتوبر 2017 09:53
أبوظبي (الاتحاد) استضاف منتدى المعلمين الدولي «قدوة 2017»، خلال فعاليات اليوم الأول، ست جلسات بعنوان «حوار المعلمين»، والتي تم إعدادها بالتعاون مع منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية. وناقشت أولى جلسات «حوار المعلمين» مستقبل التعليم الذاتي، وشارك فيها كل من ليزا لوينشنتاين، مدرّسة علوم وفنون، من الولايات المتحدة الأميركية، ونيال ماكغونيغل، خبير العلوم وبرامج STEAM في مدرسة Oaktree الابتدائية، وريتشارد سبنسر، معلم في كلية ميدلزبروت، من المملكة المتحدة. وأدارت الجلسة كريستينا سونمارك، استشارية التعليم المبتكر لتعلم فعال، في مركز البحوث والابتكارات التعليمية لمديرية التعليم والمهارات في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية. وتطرق المتحدثون إلى كيفية استخدام استراتيجيات التعليم الذاتي في مدارس المستقبل، حيث قالت ليزا لوينشنتاين: «عادةً ما يُنظر إلى عدد من المواد على أنها تتمحور حول حفظ المعلومات واتباع تعليمات المعلم دون تفكير، ولكنني أهتم دائماً باستيعاب طلابي لمحتوى المادة. عندما أدرِّس مادتي، أسعى دائماً لربط ما يتعلمه الطلبة في الصف بالمعلومات الضرورية التي تتعلق بحياتهم، فالمغزى من التعلم هو تطبيق الطفل لما يتعلمه في المدرسة في حياته الواقعية». من جهته، اعتبر نيال ماكغونيغل، أنه يجب على كل معلم أن يغير استراتيجية التعليم التفاعلي الخاصة به بصورة منتظمة، وأن يحدد الاحتياجات التعليمية الخاصة بالطلبة بشكل أسبوعي، وذلك من خلال تقييمه لأدائهم، مشدداً على ضرورة أن تتغير النشاطات والأساليب التفاعلية وفقاً الظروف. أما ريتشارد سبنسر، قال: يجب أن نعلم الطلبة كيفية تقييم ما لديهم من معلومات ومشاركة آرائهم وأفكارهم، وهناك العديد من الطلاب يشكون من وجود أسئلة من خارج المنهج عندما يتضمن الامتحان أسئلة تتطلب التقييم والتحليل، ونحن بحاجة لحث الطلاب على تحليل المعلومات التي لديهم. وأضاف: «علينا أن نكسر الحواجز بيننا وبين الطلبة مازلنا نتعلم أيضاً، ونظهر لهم أننا ما زلنا تلاميذ ونتعلم باستمرار، فهذا سيشجعهم على التعلم التفاعلي». أصحاب الهمم أما الجلسة الثانية من «حوار المعلمين»، فحملت عنوان «تعليم الطلبة من أصحاب الهمم»، وجمعت كلاً من أرمين جيفورغيان، معلم، وأنانيا شيراكاتسي انترناشيونال ليسيوم، من أرمينيا، وأجيليكي بابا، مؤسسة I Love Dyslexia، من اليونان، وياسر أنس صادق أحمد، معلم في مدرسة الصدارة، من الإمارات. وأدار الجلسة طارق مصطفى، محلل شؤون الطفولة المبكرة والمدارس، في مديرية التعليم والمهارات لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، وتمت مناقشة الفوائد المتعددة الناجمة عن دمج أصحاب الهمم في المدارس خاصة مع تنامي عددهم في العالم ليصل إلى 200 مليون طالب. وقالت أرمين جيفورغيان، محلل شؤون الطفولة المبكرة والمدارس، في مديرية التعليم والمهارات لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية: «هناك الكثير من الدروس المستفادة من تجارب دمج الطلبة ذوي الهمم مع الطلبة الآخرين في صف واحد، أبرزها الأهمية الكبرى التي ينبغي أن تُعطى لتغيير نظرة الطلبة لأقرانهم من ذوي الهمم؛ ولذلك فإننا نركز جهودنا على محاولة نشر ثقافة التكيف مع وجود الآخر المختلف معنا في مكان واحد من دون التفكير في الإشارة إليه بهذا الأمر، مما قد يحمل ضرراً معنوياً له، بالإضافة إلى ضرورة دمج جميع الطلبة على اختلافهم في الأنشطة المدرسية المتنوعة». وتحدثت أجيليكي بابا عن أبرز التحديات التي تواجهها يومياً ضمن مساعيها الرامية للوصول إلى عملية دمج تعود بالفائدة على الطلبة كافة، وهي الصراع مع القائمين والمدافعين عن أنظمة التعليم التقليدية، والتي تفرض أسلوباً واحداً في التعامل مع الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة. أما ياسر أنس صادق أحمد، فقال: «إن القدرة على التعامل مع مختلف أنواع الإعاقات والإلمام بالمناهج كافة التي تتعلق بهم هي من أبرز التحديات التي تواجهنا في هذا المجال. وذلك لأهمية هذا الأمر، خصوصاً خلال المرحلة التأسيسية للطلبة من أصحاب الهمم بشكل يضمن لهم الاستمرار بشكل طبيعي في الدراسة ضمن الصفوف الدراسية العادية». تكافؤ فرص التعليم وفي جلسة ثالثة من «حوار المعلمين»، تحدث كل من: جاكلين كاهورا، معلمة، والمديرة التنفيذية لـ LIBA، من كينيا، ومانيل مهارجان، عضو نادي الخريجين، (زميل 2015) التعليم من أجل النيبال، والدكتور توفيق بولحرير معلم لغة إنجليزية ورئيس قسم اللغة الإنجليزية في مدرسة عبد القادر الجزائري، من الإمارات. وتطرقت الجلسة إلى التحديات التي تواجه المعلمين مع الطلبة الذين ينتمون إلى بيئات اجتماعية محرومة. وناقش المتحدثون دور التعليم في الحد من التفاوت الاجتماعي إذا توافرت لجميع الطلبة فرص متساوية للتعلم وتحقيق إمكاناتهم. وقالت جاكلين كاهورا: «لديَّ العديد من الطلاب غير المحظوظين الذين أتولى مسؤولية تعليمهم وتضييق الفجوة بينهم وبين غيرهم من الطلاب العاديين... وعلى الرغم من عدم قدرتي على تسوية قضايا هؤلاء الطلبة، إلا أنني أسعى دائماً لمعرفة خلفية كل طالب فدورنا كمعلمين يتخطى تدريس المنهج، خاصة مع الطلبة من الفئات المحرومة والذين يحتاجون إلى من يصغي إليهم ويقف إلى جانبهم». و قال مانيل مهارجان: أحاول أن أكون قدوة للطلبة الأقل حظًا، خاصة أصحاب الاحتياجات الخاصة مثلي، وأسعى لتحفيزهم كي يتخطوا الحواجز ويتغلبوا على الصعاب. التعليم المبتكر لتعلم فعال وفي جلسة جمعت كل من ابتسام الشميلي، معلمة في مدرسة الرؤية، من الإمارات، وسونوفات سوبرامانيام، معلم، من ماليزيا، وستيفن ريتز، مدير قسم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والفنون والرياضيات، في مدرسة 55 الحكومية نيويورك، تم التطرق إلى أساليب التعليم البديل لتعزيز روح الابتكار لدى الطلبة. وقالت ابتسام الشميلي: إن هناك العديد من المدارس التي لا تطبق أساليب التعليم البديل وتعتمد على التعليم التقليدي، واعتبرت أنه على الرغم من التطور الكبير الذي تشهده المدارس في دولة الإمارات، إلا أننا نطمح إلى المزيد، وأتمنى طرح استراتيجيات جديدة للتعليم البديل وتطبيق المعلمين لهذه الاستراتيجيات بصورة سليمة. وأشارت إلى أن مدى نجاح التعليم البديل يُقاس من خلال دراسة المهارات المكتسبة لدى الطلاب ومدى توافر الوظائف الملائمة لهم في المستقبل. وأضافت الشميلي: «التعلم البديل الذي أتمنى أن أجده في دولة الإمارات هو التعلم القائم على الواقع الافتراضي، حيث يتفاعل الطلاب مع المحتوى التعليمي بصورة أكبر . وتحت عنوان «أولياء الأمور شركاء في التعليم»، جمعت جلسة حوار المعلمين التي أدارتها إليزابيث فوردهام، مستشار أول للعلاقات الدولية، مديرية التعليم والمهارات في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية كلاً من أنيكا مير، معلمة، من مدرسة أوكتري الابتدائية، في الإمارات وفداء زعتر، معلمة، فلسطين، ويوردان هودزيف، المدرسة الابتدائية، بلغاريا. وتطرق المتحدثون إلى دور المعلمين في إشراك أولياء الأمور في التعليم، وأكدوا أهمية تعزيز روح الشراكة والتعاون بين مختلف الأطراف المعنية في التعليم وأثرها في مواءمة التعليم مع الحاجة إلى اختصاصات محددة في المستقبل. لبنى القاسمي: المعلم قدوة للطلبة أبوظبي (الاتحاد) أكدت معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي عضو مجلس الوزراء وزيرة دولة للتسامح رئيسة جامعة زايد، أن المعلمين ركيزة أساسية في المنظومة التعليمية والتربوية كون «أطفالنا يمضون أكثر من 17 عاماً معهم»، وهم كذلك بناة جيل المستقبل، وتقع على عاتقهم مسؤولية تعليم الأجيال وتنشئتهم تنشئة تربوية وفكرية سليمة، مشيرة معاليها إلى أهمية دور المعلم في غرس القيم الأخلاقية، كالتسامح وقبول الآخر، ومنوهة بأهمية أن يكون المعلم قدوة لطلابه في نبذ التمييز والكراهية والتعصب فكراً وتعليماً وسلوكاً. جاء ذلك خلال مشاركة معاليها في جلسة بعنوان «لقاء مع قدوة»، ضمن فعاليات اليوم الأول من منتدى المعلمين الدولي «قدوة 2017». وشددت معاليها التي حاورها الكاتب الإماراتي الشيخ سلطان بن سعود القاسمي مؤسس «برجيل للفنون»، على أهمية دور المعلمين في إلهام الطلبة للاقتداء بهم في تجسيد القيم الجوهرية التي تشكل سمة المجتمعات المتطورة. ورداً على سؤال حول كيفية وصولها إلى منصب أول وزيرة في دولة الإمارات، أجابت معاليها بأنها تعدّ أول خريجة لقسم هندسة الحاسوب في دولة الإمارات في عام 1981، بعدها انتقلت للعمل في شركة خاصة وكانت المرأة العاملة الوحيدة حينئذٍ داخل الشركة، ثم انتقلت للعمل في جامعة الإمارات، ومنها إلى حكومة دبي للإدارة والإشراف على الأنظمة التقنية، حتى تم تعيننها وزيرة الاقتصاد والتخطيط عام 2004. ليرنز: السعادة والنجاح وجهان لعملة واحدة أبوظبي (الاتحاد) استضاف منتدى المعلمين الدولي «قدوة 2017» أولى جلسات «حلقة مع الخبراء» التي تحدث فيها دانيال ليرنز، مؤلف أكثر الكتب مبيعاً في العالم، والمدرّس في جامعة نيويورك، الولايات المتحدة الأميركية. وتحت عنوان: «كيف نجعل الصف المدرسي مصدراً للسعادة؟»، طرح ليرنز العناصر الأساسية للسعادة، ودورها في تحقيق النجاح سواء في المدرسة أو خارجها، منوهاً بأهمية تقنيات علم النفس الإيجابي لتمكين المعلمين من مساعدة الطلبة على النجاح. وبصفته خبيراً في علم النفس الإيجابي والسلوكي، ناقش ليرنز أبعاد هذا العلم الحديث، وأهمية تبنيه من قبل المعلمين، معتبراً أن ما يفصل بين السعادة والنجاح خيط رفيع، فهما وجهان لعملة واحدة، يدعم كل منهما الآخر من أجل أن يحقق الإنسان ما يصبو إليه. وأوضح ليرنز أن التوتر هو أبرز الآفات الاجتماعية التي تؤثر على الطلاب والمعلمين على حد سواء، مؤكداً أن مهنة التعليم هي من أكثر المهن التي تشهد توتراً بالمقارنة مع بقية المهن، كالعمل في التمريض والمبيعات وغيرهما، مشيراً إلى أن توتر المعلمين ينتقل إلى الطلاب الذين يكونون تحت الضغط في كثيرٍ من أوقات العام الدراسي، ويصل هذا الضغط ذروته في مراحل التخرج. ولفت إلى أن بث الشعور الإيجابي ينعكس إيجاباً على أداء الطلبة. هورن: التعليم المدمج هو المستقبل أبوظبي (الاتحاد) شهد اليوم الأول من منتدى المعلمين الدولي «قدوة 2017» كلمة رئيسية لمايكل هورن، الشريك المؤسس لمعهد كلايتون كريستنسن في الولايات المتحدة الأميركية، اختصر فيها ملامح مستقبل التعليم على ضوء الابتكارات التكنولوجية التي تقدم باستمرار قنوات جديدة للتعلم واكتساب المعرفة. وركّز هورن في كلمته على التعليم المدمج الذي يتيح للمعلمين تطوير أساليبهم والاستفادة من الإنترنت كقناة رديفة تساعد الطلبة على تعزيز مداركهم المعرفية بحسب احتياجاتهم وقدراتهم. واستهلّ هورن كلمته بالقول: لا يوجد مهنة أنبل من مهنة المعلمين الذين يسهمون في بناء العقول والشخصيات وصناعة المستقبل، وطرح بعدها تساؤلاً حول نجاعة نظام التعليم التقليدي في عالم اليوم، حيث تختلف الاحتياجات التعليمية لكل طالب من مرحلة لأخرى، في حين تعتمد المدارس التقليدية على نظام تدريس يحاكي متوسط قدرات الطلبة ولا يأخذ في الاعتبار الاختلافات في إمكانياتهم واهتماماتهم. وبيّن هورن أن ما يحتاجه الطلاب اليوم هو نظام التعليم المدمج الذي يمزج بين التعليم الاعتيادي والتعلّم المبتكر عبر الإنترنت، ويلبي احتياجات تعليمية متفاوتة للطلبة، مشيراً إلى أنه تعليم المستقبل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©