ندى علم الدين: اكتشفت دواخلي بعد «عاد ليخبر»

كانت حياتها تسيير في إطار عادي، يغلفها القلق والحيرة والخوف من المستقبل، كانت تقدم عملها بغير حب، لا يكاد ينتهي دوامها حتى تتنفس الصعداء من عمل يوم شاق ومتعب، تحمل ملامح وجهها عدم الرضى، وفي يوم وبالمصادفة كانت في أحد البنوك طلباً لخدمة، فلاحظ الموظف التعب والحزن في عينيها، واشتكت مشاكل وهموم الدنيا التي تهيم بالنفس في غياهب الحزن، فأهداها كتاباً كان سبب رؤية جديدة لحياتها. هي ندى علم الدين، أستاذة بإحدى المدارس في دبي، تتحدث عن تجربتها قبل وبعد قراءة كتاب وسلسلة علم الإيزوتيريك: تعرفت إلى هذا العلم من خلال صديق أهداني كتاباً من موسوعة علم الإيزوتيريك، وهو تحت عنوان «عاد ليخبر» وهو سيرة ذاتية تكشف اعترافاتها طوايا النفس بكل غوامضها وأحزانها، وتكشف كيف توصل صاحبها إلى المعرفة بعد معاناة قاسية وسعي مرهق أضناه الألم وأنهكه العذاب النفسي، لكن فتح فيه حسن الحكمة، بعد أن أصبح يفكر بقانون الحياة ونظامها، فأيقن أخيراً أن من يعرف أن يعيش هنيهات الألم والشقاء يتحسس السعادة حتى في الحزن والعذاب والمعاناة. وتضيف علم الدين: كانت حياتي رتيبة عادية، يغلفها القلق، وغير ممتعة، لكن بعد قراءتي لـ»عاد ليخبر» الذي أمتعني جداً، أصبحت أحضر كل المحاضرات التي تتحدث عن هذا العلم، وهي محاضرات تقام في جميع مدن لبان بالمجان، وكنا نحضرها على الرغم من كل الظروف التي كانت تحيط بها، حيث كنت أحضرها كل يوم جمعة. علم المعرفة النظيفة تتحدث ندى علم الدين فتقول: هذا العلم يسمى علم المعرفة النظيفة غايتها الإنسان، هي معرفة ليس هدفها الربح، وكل كتبه تباع بسعر رمزي لا يغطي ثمن أوراقه، لأن هدفه سامٍ جدا، علم يعرف الناس بدواخلهم، وينقي ذواتهم من كل الشوائب، وقيمته تتجاوز القيمة المادية، غايته نظيفة جدا، يخاطب إنسانية الإنسان ووعيه العميق، يساعد ويحسن ويفهم حالته وتفكيره، ويقول عندما تفهم نفسك يسهل عليك فهم غيرك، لأنه يقوي فكرك، ويعتمد بالأساس على القاعدة الرباعية (تفكير، تحليل، تمييز، ثم استنتاج)، والتعرف إلى الفكر، وكيف نحدث توازناً بين العواطف والفكر، وهو يبني على التوازن في الحياة، كما ويؤكد مبدأ «عقلنة القلب، وقلبنة العقل». وتضيف ندى: فهم المشاعر ضرورة من ضرورات الحياة، فتجارب الحياة الشخصية تقلب كلها إيجابية بنظرة مختلفة تماماً، حيث أصبحت أفكر بإيجابية كبيرة في كل مناحي حياتي، والحياة لابد أن تغلفها الأحزان، ولكن دائما اتطلع لشعاع نور أتبعه لتضيء كل حياتي. تعلمت أن كل فرد هو سبب كل شيء في حياته، وعندما تفهم كل هذه الأمور تصبح لا تلوم نفسك، عمل تسلسلي ومنطقي، وعلم عقلاني أي جرب أشياء في حياتك وقم بتطبيقها من خلال هذا العلم، فكل واحد يقرأ الكتاب، يستفيد حسب تفكيره، يعلم كيفية الاهتمام بالنفس، كيف يؤثر في الفكر، وعن الحياة ككل، ويغير نظرة الشخص لنفسه قبل العالم من حوله. دراستي أثرت في عملي تتابع واثقة: قراءتي لعلم الإزوتيريك علمتني جوانب كثيرة منه، أحاول تمرير بعضها لطالباتي، أعلمهن طريقة التفكير وطريقة تنظيم حياتهن، وتقييمها ورسم الأهداف، صارت عندي محبة لعملي وأدركت معنى محبة طلابي، أصبحت أعمل لأفيد الآخر، وطالباتي تتراوح أعمارهن بين 12 و13 سنة، وهذه المرحلة العمرية تحمل الكثير من التساؤلات، وهي مرحلة خصبة لتزويد الطلبة بالمعلومات وتمرير مبادئ وقيم لهن، أشعر بالمسؤولية تجاههن، لهذا أود أن أترك أثراً في حياتهن، وأحاول أن أعطيهن من نفسي وروحي، بكل محبة وصدق مشاعري، تعلمت أن أحب نفسي وأحب من حولي، ومن ثم تقديم المساعدة لكل من أراه في حاجة إليها، وليس هناك أروع من أن يتمتع الشخص بعشق عمله فيتفانى فيه إلى أقصى درجة، وهكذا نقلت محبة عملي لطلابي، فعشقوا ما يدرسون فتفوقوا وتميزوا في كل مناحي حياتهن. شعاع نور داخلي تتحدث ندى علم الدين عن حياتها بعد قراءتها لـ44 كتاباً و عن المعرفة النظيفة البيضاء، وتقول: عندما قرأت هذه الكتب أو حين قرأت بعضها تغيرت نظرتي للحياة بشكل جذري، أصبحت أنظر لها نظرة إيجابية جداً، أصبحت أستمتع بكل ما فيها، وإن اعترضتني بعض المشاكل أومن أن هناك خيطاً من نور يجب أن أتبعه ليشع كل النور في حياتي، وفعلاً أي موقف يحمل الإيجابي والسلبي، أشعر اليوم أنني ولدت من جديد، كنت دائماً أعاني نفسي من ظلم الحياة، أما اليوم فعشقي للحياة وعملي لا مثيل له، حتى علاقتي مع أسرتي أثر فيها إيجاباً.