توفير الخدمات وتسهيلها في كل المرافق والأماكن، من المظاهر الحضارية الراقية، لأن توفر تلك الخدمات، يرتقي بمستوى الأداء، ويسهل على كل أفراد المجتمع إنجاز مختلف أعمالهم وحاجاتهم، بشكل منظم ومريح في أي وقت ومكان. توفير تلك الخدمات على أرقى معايير الابتكار والجودة العالمية، يوفر الجهد والوقت، ويحسن الأداء الفردي والجماعي، مما يمنح الجميع الشعور بالثقة والاطمئنان والسعادة، والتفاني في أداء الواجبات. وأصحاب الهمم، كغيرهم من فئات المجتمع، وخاصة فئة المقعدين على الكراسي المتحركة، يحتاجون إلى بعض التسهيلات في الخدمات التي تساعدهم على الحركة، وإنجاز معاملاتهم ومتطلباتهم الضرورية.
ومن تلك التسهيلات أيضاً تخصيص مواقف لسيارات أصحاب الهمم، والتي تنتشرُ بفضل الله في كل الأماكن العامة، وكذلك وضع منحدرات عند مداخل كل المباني، خاصة المساجد، والمؤسسات الخدمية التي يرتادها أصحاب الهمم باستمرار، وحتى على مستوى المساكن الخاصة، عند تخطيطها وتنفيذها، يجب أن يكون في كل مسكن منحدر خاص للكراسي المتحركة. غير أن بعض المؤسسات الخدمية، كصالونات الحلاقة والمطاعم والفنادق، لا توجد فيها تلك التسهيلات المطلوبة، ولي تجربة شخصية من المعاناة مع صالونات حلاقة الشعر، حيث إن هذه الصالونات ليست مهيأة التأهيل المناسب من حيث سعة المكان، فهي ضيقة ولا تساعد أو تفي بمتطلبات الكرسي المتحرك. والدولة مشكورة لم تُقصر من خلال وضع التشريعات والقوانين الملزمة، من أجل توفير كل الخدمات والتسهيلات، لتقديم أفضل الخدمات والارتقاء بمستويات الخدمات المقدمة لأصحاب الهمم وغيرهم في إطار منظومة الرعاية الشاملة لكل فئات المجتمع، ولكن وبرغم حرص الدولة على ضرورة توفير وتسهيل تلك الخدمات، وبرغم تلك الجهود التي توفرها الجهات المعنية، ما زالت هناك إشكالية تجاهل بعضهم وعدم الالتزام بالقوانين، أو الحرص على توفير بعض التسهيلات المطلوبة، كما لا يزال بعض من السائقين من غير فئة أصحاب الهمم، ولقلة وعيهم، تراهم يقفون بسياراتهم، ويحجزون تلك المواقف، مما يسبب إشكالاً وعرقلة في حركة تنقل أصحاب الهمم. ولكي نتمكن من التغلب على بعض تلك التجاوزات والإشكاليات، كل ما نريده، هو المزيد من الوعي المجتمعي.
همسة قصيرة: بالتعاون نقضي على كل العقبات.
عدد اليوم
