الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نجوى الحوسني: «الحنين للوطن والأهل أقسى من الصوم 18 ساعة»

نجوى الحوسني: «الحنين للوطن والأهل أقسى من الصوم 18 ساعة»
4 يوليو 2014 00:58
تخرجت في كلية التربية في جامعة الإمارات بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف وتم ترشيحها من قبل القسم للعمل كمعيدة في الجامعة عام 1998، وبعدها بسنة واحدة ابتعثت من قبل الجامعة إلى الولايات المتحدة الأميركية لنيل درجتي الماجستير والدكتوراه، فوقع اختيارها على جامعة كانساس ستيت Kansas State University بعدما رشحها لها أحد أساتذة كلية التربية، وكانت تجربة الدراسة في الخارج من أجمل التجارب في حياتها وأعمقها، قضت خلالها الدكتورة نجوى محمد الحوسني مساعد العميد لشؤون الطلبة ودعم الخريجين أستاذ مساعد في قسم المناهج وطرق التدريس بكلية التربية، جامعة الإمارات العربية المتحدة، سنوات رمضان بأميركا مما جعلها تعيش طقوساً مختلفة عن بلادها الإمارات، لكنها غنية بالمعارف والمواقف الإنسانية التي جعلت تجربتها تغتني بالعديد من التجارب والأفكار على مدار فترة الدراسة. لكبيرة التونسي (أبوظبي) وتقول الدكتورة نجوى الحوسني مقدمة برنامج «همس الحرير» الذي يقدم كل اثنين على قناة أبوظبي الإمارات: إن الغربة أسهمت في إكسابها عدة مهارات وحولتها إلى شخصية مختلفة، وتقول: «تجربة الغربة مع أناس مختلفين اجتماعياً وثقافياً وفكرياً كانت أهم العوامل التي ساهمت في صقل شخصيتي، وتعلمت كيفية التعرف على الناس عن قرب يمنح الإنسان فرصاً واقعية لفهم أفكار الآخرين والتعمق أكثر في شخصياتهم وأسلوب حياتهم، كما تعلمت أن الحياة عبارة عن معادلة متوازنة يتكون طرفاها من العمل الجاد والإنجاز المدروس والاستمتاع بالمعنى الحقيقي للوجود». وتتحدث الحوسني عن مسيرتها الدراسية وسبب تألقها: «عندما كنت في المدرسة كنت طالبة مجدة ومجتهدة أحرص على تفوقي العلمي وعلى نيل الدرجات العالية، بالإضافة إلى ذلك كنت طالبة فاعلة في المجتمع المدرسي، حيث كنت أحرص على المشاركة في أنشطة المدرسة المختلفة مثل أنشطة الإذاعة المدرسية، والمرشدات، وجماعة النظافة والنظام، وكنت رئيسة مجلس طالبات المدرسة في المرحلة الثانوية، جمعتني علاقة ثقة كبيرة مع معلماتي الفضليات اللاتي استشعرن تميزي وشجعنني دائماً على التفوق». تألق في اللغة العربية تمتلك الحوسني مهارات عالية منذ الطفولة مما جعل أساتذتها يدعمون طموحها ويشجعونها على تعميق دراساتها، وتقول: «قصة اختياري لتخصص المناهج وطرق تدريس اللغة العربية تعود إلى الصف السادس الابتدائي، حيث كنت من الطالبات المتفوقات في اللغة العربية وخصوصاً في فرع التعبير الإنشائي، وكان لمعلمتي الفضلى الأستاذة صفاء دوراً لا أنساه ما حييت عندما كانت تمدح كتاباتي أمام طالبات الفصل وتطلب مني قراءتها عليهن، ومنذ ذلك الوقت أحببت التعبير وأحببت اللغة العربية، ولم أجد نفسي إلا في قسم المناهج وطرق التدريس في كلية التربية بجامعة الإمارات، تخرجت في كلية التربية بجامعة الإمارات بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف وتم ترشيحي من القسم للعمل كمعيدة في الجامعة عام 1998، وبعدها بسنة واحدة ابتعثت من قبل الجامعة إلى الولايات المتحدة الأميركية لنيل درجتي الماجستير والدكتوراه». المرأة المسلمة في الغربة استطاعت أن تكون صداقات وتتواصل مع مجموعة من أفراد الجاليات بالخارج وتنفتح على ثقافات مختلفة وتقوم بدور تعريفي بالمرأة المسلمة مستعينة بدعم عائلتها وتقول: «أثناء دراستي في الخارج حرصت كل الحرص على إبراز دور المرأة الإماراتية والعربية والمسلمة من خلال إقامة الندوات والمحاضرات في المدارس والمراكز المجتمعية في الولاية، عائلتي متمثلة في والدي محمد داوود الحوسني رحمه الله، ووالدتي الحبيبة أطال الله في عمرها وإخوتي وأخواتي كان لهم جميعاً الدور العظيم بعد فضل الله سبحانه وتعالى في نجاح مسيرتي الدراسية، إيمانهم بتفوقي وتميزي وقدراتي أمدني بالقوة والصبر لإتمام رحلة العلم ونيل درجة الدكتوراه، كما كان لأسرتي الصغيرة المتمثلة في زوجي الدكتور قاسم بخاري وأطفالي الجوهرة وخالد دوراً مكملاً في توفير المناخ الأسري الرائع الذي لولاه لما وصلت إلى هدفي ومبتغاي». سفيرة الإمارات وتقول: إن رمضان في الغربة له مذاق خاص موضحة أن هذا الشهر الفضيل كان له وقع على نفسها وتضيف: «لأنه الشهر الذي شعرت فيه بوحدة المسلمين رغم اختلاف جنسياتهم وأعراقهم وثقافاتهم، كان الرجال الخليجيون والعرب والمسلمون يتجمعون عادة في المركز الإسلامي الموجود في المدينة ويشرفون على إعداد موائد الإفطار للصائمين، وتقوم النساء عادة بالطبخ في بيوتهن لأطفالهن في الأيام العادية وتجتمع العوائل في المركز في إجازة نهاية الأسبوع وأيام العطلات والأعياد، كما تعرفنا في رمضان على ثقافات الشعوب المسلمة من خلال الطعام والشراب الذي تتميز به تلك البلدان، شخصياً حرصت كل الحرص على تعريف المغتربين بدولة الإمارات وثقافتها من خلال إعداد الأكلات الشعبية، من مثل الثريد والهريس والساقو واللقيمات والخبيص وغيرها من الأكلات التي أحبوها كثيراً وطلبوا مني مقاديرها ووصفاتها. كما كنَّا نستثمر الشهر الفضيل في دعوة زملائنا في الدراسة من الأميركيين لمشاركتنا الصيام ليوم واحد والإفطار على موائدنا، وكانت هذه من أجمل التجارب التي قربتنا من أفراد المجتمع الأمريكي ومنحتهم فرصة رائعة للتعرف على المسلمين عن قرب». حنين للوطن والأهل تشير الحوسني التي نفذت أكثر من 100 ورشة عمل ومحاضرة وندوة في مؤسسات الدولة المختلفة، وشاركت في العديد من المؤتمرات والندوات والحلقات النقاشية التي عقدت في المؤسسات التعليمية والمجتمعية داخل وخارج الدولة إلى أن التحديات التي كانت تواجهها في الغربة هي طول ساعات الصيام التي تراوح بين 10 و18 ساعة لكن رغم ذلك لم تكن تشكل لها عائقاً بالإضافة للحنين للوطن والأهل وتقول عن ذلك: «أثناء تواجدي في الولايات المتحدة الأميركية، تراوحت ساعات الصيام في سنوات غربتي ما بين 10-18 ساعة، حيث إنني قضيت رمضان في بعض السنوات في فصل الصيف والبعض الآخر في الشتاء، ولكن ولله الحمد لم أكن أشعر بالتعب أو الإرهاق بتاتا، وكانت زميلاتي تحترمن تواجدي بينهن وأنا صائمة فلا يأكلن أمامي أو يشربن، لكن في الغربة افتقدت الوطن والأهل، وكان ذلك ألم ذلك لا يضاهيه ألم، ولكن التواصل المستمر مع الأهل ومتابعة أخبار الوطن من خلال الصحف اليومية والقنوات الفضائية الإماراتية كان له أثر كبير في تخفيف وطأة الغربة». حضور في الكونجرس الأميركي أنهت مناقشة أطروحة الدكتوراة في خريف 2008 بعنوان: «أثر المنهج الإجرائي في تطوير مهارات الكتابة عند طلاب المرحلة الابتدائية»، وعادت إلى الدولة في ربيع 2009 لتعمل في كلية التربية كأستاذ مساعد في قسم المناهج وطرق التدريس، وفي عام 2012 تم تعيينها كمساعد العميد لشؤون الطلبة ودعم الخريجين.، ومن أهم المكتسبات وعن الإنجازات التي حققتها في مسيرتها المهنية تقول:» بتوفيق الله سبحانه وتعالى حزت على حب الناس وهذا لا يعادله أي إنجاز، أما بالنسبة للإنجازات المادية فقد تشرفت في عام 2009 في تمثيل جامعة الإمارات في وفد إماراتي نسائي قيادي ي لمقابلة القيادات النسائية في حكومة الرئيس الأميركي الحالي باراك أوباما وأعضاء من الكونجرس الأميركي، كما ترأست وفد طلبة جامعة الإمارات للمشاركة في ملتقى شباب الخليج في جامعة السلطان قابوس عام 2013، وقدمت العديد من الأوراق البحثية في مؤتمرات عقدت داخل الدولة وخارجها. وتعمل حالياً عضوة في لجان متعددة داخل الجامعة وخارجها، وشاركت في تأسيس عدد من الجوائز المحلية من مثل جائزة الشيخ زايد بن هزاع بن طحنون لصناعة القادة، وجائزة الشيخ محمد بن خالد للكتابة الإبداعية، كما تعمل محكماً في جائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز، وجائزة الشيخة شمسة بنت سهيل للمرأة المبدعة، عملت كمحكم في جائزة الإمارات للأداء الحكومي المتميز، فئة وسام رئيس مجلس الوزراء، كما عملت كعضو لجنة فرز المشاركات الأدبية في جائزة الشيخ زايد للكتاب». وحصلت الدكتورة نجوى الحوسني على عدد من الجوائز منها: جائزة الشيخ سعيد بن راشد آل مكتوم للتفوق العلمي، جائزة التفوق الأكاديمي من سفارة دولة الإمارات بواشنطن، جائزة الشيخ محمد بن زايد للتفوق العلمي كما شاركت في العديد من البرامج التلفزيونية من مثل: خطوة، مجالس، صباح الإمارات، محضر خير».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©