شدد بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة على أهمية مواصلة " المحكمة الدولية الخاصة " المعنية بالتحقيق في جريمة إغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق " رفيق الحريري " لعملها والتوصل لمرتكبيها، على الرغم من التصريحات التي أطلقها رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري مؤخرا، والتي تشير إلى أن إتهام سوريا بهذه المسألة كان خطأ وذات دوافع سياسية.
وأعلن كي مون خلال مؤتمر صحفي عقده الليلة الماضية في الأمم المتحدة عن عدم اتفاقه مع الذين يعتبرون مستقبل هذه المحكمة بات على المحك وفي حالة خطرة، مؤكدا أن المحكمة تشكل عملية قضائية مستقلة وتحقق تقدما ملحوظا في عملها، فيما شدد على ضرورة عدم ربط مصيرها بأي تصريحات سياسية أيا كان قائلها بما فيهم رجال السياسة.
وقال إن قرر مجلس الأمن بإنشاء هذه المحكمة جاء عندما قررت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة التحقيق في عملية إغتيال الحريري، مشددا على ضرورة أن تواصل المحكمة عملها وأن تصدر حكمها في القضية التي أنشأت من أجل التحقيق فيها.
وردا على سؤال حول موقفه من تراجع المحكمة وعدد من القيادات اللبنانية عن إتهام سوريا وتغير موقف تقارير وتصريحات الأمم المتحدة حيال هذا الاتهام قال " إنني لست في وضع يمكنني التصريح بهذا الشأن ".
وطالب بضرورة تقيد الجميع بعدم الخوص بتفاصيله بإعتباره لا يزال يخضع لتحقيقات المحكمة الخاصة التي يجب أن تتواصل بموجب التفويض الصادر عن مجلس الأمن الدولي.
من جانب آخر ناشد الأمين العام إسرائيل بتمديد إتفاق تجميد الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة المزمع إنتهائه في "26" سبتمبر الجاري تفاديا لعرقلة المفاوضات المباشرة الجارية حاليا بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وتعهد بالسعي نحو تحقيق هذا التمديد ومساعدة الأطراف المعنية على المضي نحو الاتجاه الصحيح في هذه المفاوضات التي وصفها بأنها مشجعة.
وأضاف إنه يتعين على الأطراف المعنية توجيه المفاوضات في الاتجاه الصحيح، معربا عن أمله في ألا تكون هناك أية عراقيل غير منتظرة تعرقل أو تبطئ من هذه المفاوضات.
ووعد بمتابعة مساعيه خلال الدورة ال` 65 للجمعية العامة للأمم المتحدة التي تبدأ اجتماعاتها الرفيعة المستوى خلال الأسبوع المقبل ولا سيما مع أطراف اللجنة الرباعية وجامعة الدول العربية.
وأعرب عن تفاؤله بمساعدة الأطراف على ذلك، لافتا إلى أنه لا يزال هناك متسع من الوقت لتمديد العمل بتجميد الاستيطان الجزئي.
وحول الملف النووي الإيراني شدد على ضرورة احترام طهران لشروط التعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مؤكدا أنه سيجتمع مع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في نيويورك أثناء جلسات الجمعية العامة.
وقلل الأمين العام من شأن تهديد مجموعة دينية أمريكية صغيرة بإحراق المصحف، معتبرا أن هذا يجب ألا يلهي الزعماء والقادة عن التركيز على القضايا الكبرى الأكثر أهمية، داعيا العالم ان يصبح أكثر تسامحا ومقدرا لمعتقدات الآخرين وتقاليدهم وأديانهم، فيما أعرب عن أسفه لظهور بعض الآراء المتطرفة في وقت يحتاج فيه المجتمع الدولي إبداء تعاونه لحل الصراعات والمشاكل الاقتصادية الراهنة.
عدد اليوم
