الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

بغداد تستعيد حياتها الطبيعية ببطء مع تحسن الأمن

بغداد تستعيد حياتها الطبيعية ببطء مع تحسن الأمن
6 فبراير 2008 01:50
أخذ الموظف في وزارة المالية العراقية المقيم بمدينة الصدر الشيعية في شمال-شرقي بغداد، ناصر عبد الأمير يتابع أولاده الأربعة وهم يلعبون كرة القدم في ساحة الزهراء بمنطقة الكرخ ذات الغالبية السنية غربي بغداد في رحلة يصحبهم خلالها عبر نهر دجلة أسبوعياً وكانت مستحيلة قبل عام واحد فقط· ورغم أن الوضع في شوارع بغداد أبعد من أن يوصف بالمستقر، إلا أن الحياة تعود ببطء إلى طبيعتها بعد عام من إطلاق عملية ''فرض القانون'' الأمنية، حيث عادت جلسات السمر على ضفاف نهر دجلة وباتت المتنزهات الترفيهية تعج بالأسر وقاعات المحاضرات في الجامعات لا تتسع للجالسين وأصبحت اختناقات المرور ظاهرة بالشوارع، بل إن عدداً من معارض السيارات الجديدة تتحدث عن رواج تجارتها· وقال عبد الأمير ''كان الأمر أشبه بالانتحار منذ سنة واحدة · قبل الخطة الأمنية كنت أحبس أنفاسي في كل مرة أخرج فيها من بيتي، متوقعاً انفجار قنبلة في أي لحظة''· لكن الثقة هشة ويمكن أن تتبدد بكل بساطة، فيوم الجمعة الماضي أسفر تفجيران في سوقين مزدحمين عن مقتل 99 شخصاً وإصابة أكثرعشرات آخرين بجروح· وقال شاب أصيب أخوه بإصابات بالغة ''مر عام منذ بدء الخطة الأمنية وإنفاق مليارات الدولارات عليها والنتيجة موت عشرات الأبرياء في دقائق''· وتمثل ''فرض القانون'' بداية استراتيجية أميركية جديدة في العراق· وقال المتحدث باسم الجيش الأميركي في العراق الأميرال جريجوري سميث إن إجمالي عدد الهجمات في بغداد تراجع بنسبة 60% وانخفض عدد القتلى المدنيين بنسبة من 55 % فيما انخفضت أعداد القتلى في هجمات ''عرقية طائفية'' بأكثر من 80% منذ بدء العملية، · وأيا كانت الأرقام، فإن صاحب متجر للملابس النسائية في حي المنصور غربي بغداد أحمد فخري لاحظ اختلافاً، وقال ''على الأقل لا نرى الآن جثثاً مسجاة في الشوارع كلما نخرج للعمل·'' ويعزى الفضل في تراجع العنف في بغداد والعراق ككل إلى تعزيز القوات الأميركية بنشر 30 ألف جندي أميركي إضافي في شهر يونيو الماضي وزيادة استخدام قوات ''مجالس الصحوة'' العشائرية العربية السنية· وأتاحت المكاسب الأمنية للجيش الأميركي البدء في سحب 5 ألوية لخفض عدد القوة الأميركية إلى مستوى 130 ألف جندي تقريبا أي كما كانت عليه قبل نشر التعزيزات، بحلول يوليو المقبل· لكن محللين حذروا من أي خفض متسرع لأعداد القوات· قال خبير شؤون العراق في مجلس العلاقات الخارجية الأميركي ستيفن بيدل خلال كلمة ألقاها في الكونجرس الأميركي مؤخراً ''الوضع الجديد مازال بعيدا عن وصفه بالمستقر أو الآمن· لكن الأحوال الحالية تتيح مناخاً للاستقرار في العراق أقوى بكثير مما شهدناه منذ فترة طويلة، إذا قاومت الولايات المتحدة إغراء الانسحاب بشكل أسرع أو أكبر من المطلوب''· ويشكو كثيرون من أن تحسن الأمن لم تعقبه استعادة خدمات أساسية· ولاتزال إمدادات الكهرباء والماء متقطعة وغير منتظمة على أفضل تقدير في أنحاء العاصمة· وقال أحد الأهالي علي الخفاجي ''رفض العمال تنظيف مناطق بغرب بغداد لأن كثيرين قتلوا فيها بإطلاق نار من سيارات عابرة أو انفجار قنابل موضوعة تحت القمامة·'' وقال المتحدث المدني باسم خطة الأمن تحسين الشيخلي إنه يتعين على العاملين في الخدمات الأساسية أن يتخطوا حاجز الخوف· وأضاف ''تقديم الخدمات عملية متصلة بالأمن تأخذ وقتا·'' ويقول آخرون إن اتساخ الشوارع ثمن بسيط أمام ما تحقق من مكاسب· وتذكر بائع الأسماك المتجول في شوارع حي الكرادة وسط بغداد ''أبو أمير'' ذلك اليوم الذي جاءه فيه ابنه وقال إن رجالاً أوقفوه وسألوه إن كان أبوه شيعياً أم سنياً، وكانت أسرته تعيش آنذاك في حي أبو غريب غربي بغداد·· وقال ''بعد يومين فقط حزمت أمتعتي وفررنا· فقدت وظيفتي وبيتي وكل ممتلكاتي، لكن كل هذا لا يمثل شيئاً أمام نعمة العيش في سلام''·
المصدر: بغداد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©