الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خميس الحوسني صديق البحر القديم

خميس الحوسني صديق البحر القديم
14 مايو 2006
اشتهرت جزيرة دلما منذ القدم بأنها مرفأ لصيد اللؤلؤ والأسماك وبناء السفن، مما دفع أهلها إلى امتهان مهنة صيد الأسماك واللؤلؤ، وظلوا يتوارثونها أباً عن جد، وإلى يومنا هذا ما زالوا يحافظون على هذه الحرفة باستخدام أدوات الصيد التقليدية مثل 'القرار' والشباك والسنارة·
وإذا زرت جزيرة دلما ستلمس كرم الضيافة، ودماثة الخلق، وسترى حرارة الاستقبال في الوجوه المبتسمة، فضلاً عن جمال البحر الذي يحيط بها من كل جانب، فتبدو لوحة فنية أبدعها الخالق العظيم· أما في ميناء الصيد، وهو مسرح الحياة اليومية للصيادين، فترابط عشرات اللنشات الحديثة والقوارب الخشبية بعضها عاد للتو من رحلة صيد، وبعضها يتأهب لدخول البحر في رحلة صيد قد تستمر نهاراً كاملاً· هناك وجدنا الوالد حسين خميس جاسم الحوسني (62) عاماً، فحدثنا عن البحر وعوالمه وأسراره·
المنطقة الغربية ـ عبد الله محمود:
يقول الوالد حسين الحوسني الذي عرف الصيد عندما كان في السابعة من العمر: 'إن ارتياد البحر ينمي في الإنسان الكثير من المكارم والفضائل، كالشجاعة والصبر والتعاون والقناعة والإيمان بالرزق، ناهيك عن القوة الجسدية وتحمل الصعاب· والصيد مهنة لا تخلو من المخاطر، وتتطلب الاجتهاد والسعي والصبر، ولكل صياد نصيب، منهم من يعود بقوت يومه، ومنهم من يعود صفر اليدين، ومنهم من يعود بأسماك قد تقدر بآلاف الدراهم، وهكذا تدور الأرزاق بين الناس بما يجود به البحر·
وتبدأ رحلة الصيد منذ الصباح وتمتد إلى الليل، وفي بداية الرحلة نرمي سنارة بها طعم وننتظر دقائق فإذا لم تمسك السنارة نتحول إلى مكان آخر، وهكذا حتى نجد مكان السمك ثم نضع علامة 'بوبه' فنار يعمل بالديزل بالليل، وفي النهار نضع 'درام' لتحديد موقع الأسماك· والصيد يحتاج إلى خبرة وفن في التعامل مع البحر ومعرفة مزاجه، لكن هذا لا يمنع أن الصيد 'حظ'، ففي بعض الأحيان نعود بكميات كبيرة من الأسماك وأحياناً نعود بلا سمكة واحدة·
أيام أول··· أيام التكنولوجيا
ويعود الوالد خميس الحوسني إلى ذكريات الزمان القديم، والسنوات التي قضاها في حضن البحر، فيقول: كنا 'أول' نستخدم في الصيد السفن الشراعية (الدفل) والشاش وغيرها، وأذكر من زملائي الصيادين المهرة يوسف يعقوب ورجب جمعة ناصر ومحمد جاسم التميمي ومحمد إبراهيم وغيرهم، وكنا نستخدم السنارة في ضوء القمر، والشباك في وقت الظلمة، ولم يكن لنا وقتها أي اتصال بعالم البر، أما الآن، فتطورت الحياة والتكنولوجيا، وجاء 'الموبايل' رحمة لنا عندما تتقطع بنا السبل، أو نتعرض لأجواء ورياح شديدة سرعان ما نتصل 'بالموبايل' إلى كافة الجهات لإنقاذنا، واللنش في هذه الأيام يحتوي على كافة وسائل الاتصال، وشاشة كمبيوتر توضح موقع اللنش في البحر، والمسافة والظروف المحيطة مما سهل مهمة رجال خفر السواحل للوصول إلى اي لنش ومساعدة الصيادين في أسرع وقت ممكن·
الوجبة المفضلة
الوالد حسين الحوسني لم يدخل عالم الوجبات السريعة، فهو والكبار الذين هم من جيله يفضلون وجبة الأسماك ولا يستغنون عنها خاصة سمك الشعري والقرش، بل ويعجب لشباب اليوم الذين يفضلون الوجبات السريعة والهمبورجر والنقانق على وجبة السمك الشهية·
ولا ينسى في نهاية حديثه أن يدعو بالرحمة والغفران للمغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان 'رحمه الله'، 'الذي كان يحب جزيرة دلما ويحرص على زيارتنا وتفقد أحوالنا، وقد أسهمت توجيهاته في تحول الجزيرة إلى مدينة عصرية تتوافر فيها كافة الخدمات الأمنية والتعليمية والصحية، وتنوعت مصادر الدخل وانتقل أبناؤنا إلى العمل في الدواوين الحكومية·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©