صالح كرامة يراهن على إثراء الحركة المسرحية

أشرف جمعة (أبوظبي) لسنوات طويلة، والمبدع صالح كرامة يخلص لروح الفن، فقد استطاع أن يكتشف الكثير من المواهب وأن يعتمد على الشباب الذي يمتلك إبداعاً حقيقياً ما جعله يحقق معادلة صعبة إذ حازت العديد من أعماله المسرحية على جوائز، كما أن معظم مسرحياته انطلقت خارج فضاء الإمارات لتمثلها في مهرجانات عدة، وعلى الرغم من أن كرامة لا يعتمد إلا على الشباب الجدد الذين يعمل على تدريبهم طويلاً ولقب بناظر مدرسة الفن، فإنه يشعر بسعادة غامرة كونه يصنع النجوم الصغار ويؤهلهم للمستقبل، فقد اعتاد كل عام أن يقدم ما لا يقل عن عشر مواهب منها ما يظل مخلصاً للمسرح ومنها ما ينطلق إلى التلفزيون والسينما، وقد يتجه الأقلية منهم إلى ترك الفن بحثاً عن مشروعات تجارية. مواهب شابة وصالح كرامة الذي يجمع بين التأليف المسرحي والكتابة الروائية والإخراج يحلم دائماً بازدهار فن المسرح في أبوظبي خاصة والإمارات بوجه عام، وهنا يقول: أنا مهتم بشكل كبير بالمواهب الشابة لذا فإنني منذ بدأت العمل في المسرح وأنا وأمنح الموهوبين فرصا ذهبية لإثبات قدراتهم أمام الجمهور وتجعلهم لا يهابون المسرح خصوصاً أنني أحمل هم هؤلاء الذين يبحثون عن فرص جادة تجعلهم يمارسون فنهم بكل أريحية، لافتاً إلى أنه يسعى لصناعة النجوم أملاً في بناء قاعدة فنية في الإمارات. ورش إبداعية ويبين أنه فور الانتهاء من كتابة نص مسرحي جديد فإنه يستقبل الكثير من الموهوبين لتدريبهم ما لا يقل عن ثلاثة أشهر، مشيراً إلى أنه يقيم لهم الورش الإبداعية التي لا تختلف عن مثيلاتها في الدول الأوروبية، ورغم أنه يبذل مجهوداً كبيراً فإن كل ما يهمه هو تدريب هؤلاء الشباب بشكل جيد، لافتاً إلى أنه من خلال إقامة مثل هذه الورش يتضح له أصحاب المواهب الحقيقية فيعمل على صقلها، خاصة أن المسرح يحتاج إلى التركيز والوعي، والقدرة على مواجهة الجمهور. العمل الجماعي ويرى كرامة العامري أن مشاركته للممثلين في الأعمال المسرحية من خلال القيام بأدوار تمثيلية يحفزهم على العمل بجدية، خصوصاً أنه يغرس فيهم روح العمل الجماعي ويحاول إبعادهم عن مناطق الغرور، كي يحترموا الفن، مشيراً إلى أنه يدربهم على النطق السليم ومخارج الحروف في الأعمال المكتوبة باللغة العربية الفصحى، وأنه قد يعمل على نصوص لمؤلفين آخرين حيث يقدم قراءة جديدة لهذه النصوص من خلال الشباب، وأنه يحاول أن يكون قدوة لهم ومثالا في الالتزام بالوقت والعمل بإيمان حقيقي، حيث إن الفن الهادف يصل للجمهور من أقصر طريق. ويورد كرامة أنه ينصح الشباب الموهوبين بعدم التعجل حتى يتمكنوا من فنهم وأن يصقلوا مواهبهم من دون اللهث وراء الشهرة السريعة، خصوصاً أن فن المسرح هو الذي يفرغ الموهوبين للتلفزيون والسينما، ويتمنى أن يستمر الذين يمتلكون القدرة على الأداء المسرحي بشكل جيد على خشبة المسرح، لإثراء الحركة المسرحية بالدولة.