الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

كوثر العامري: «طب الأسرة» طريقي لإثبات الذات

كوثر العامري: «طب الأسرة» طريقي لإثبات الذات
7 أكتوبر 2017 23:17
أحمد السعداوي (أبوظبي) الرغبة في خدمة المجتمع عبر اشتغالها بطب الأسرة، كان أهم الدوافع التي جعلت الدكتورة كوثر سالم العامري، اختصاصي طب الأسرة في عيادة الروضة التابعة للخدمات العلاجية الخارجية، بشركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة»، أن تمضي بنجاح في دروب العلم والعمل، وتسعى إلى العطاء في المجتمع الذي تعيش فيه، مثل سائر الإماراتيات اللواتي يسهمن في مسيرة التطور والنهضة، انطلاقاً من اهتمامهن بأسرتهن الصغيرة داخل جدران المنزل إلى الأسرة الكبيرة في ربوع الوطن، حيث استهلت هذه المسيرة الناجحة عبر تخصصها في طب الأسرة أثناء التحاقها ببرنامج تخصص طب الأسرة لدى مدينة الشيخ خليفة الطبية بأبوظبي، حسب ما قالت العامري. اختيار التخصص حول الأسباب التي دفعتها لاختيار تخصص طب الأسرة، تقول كوثر العامري: «بعد تخرجي من كلية الطب والعلوم الصحية كنت موقنة بأن طب الأطفال هو المجال الذي من خلاله سأمسح دموع الصغار وأخفف عنهم الألم، لكن خلال التحاقي بسنة الامتياز في مدينة الشيخ خليفه الطبية شد انتباهي تخصص طب الأسرة، الأمر الذي جعلني أمدد فترة تدريبي من شهر إلى شهرين». لفتت العامري إلى أن حبها لمجال طب الأسرة، كان يحفزها للمشاركة بإيجابية كطبيبة في تطوير القطاع الصحي في هذا التخصص، خاصة وأن مجال طب الأسرة سمح لها بعمل العلاجات الجراحية البسيطة، فجمعت بين شغفها في الجراحة والعمل من ناحية وحبها لرفع معاناة المرضى بمختلف الأعمار والفئات والثقافات من ناحية أخرى، وفيما يتعلق بحياتها الشخصية كزوجة وأم، فقد وجدت هذا التخصص معينا لها في التوفيق بين عائلتها وحلمها كطبيب، مبينة أن طبيعة عملها كطبيبة أتاحت لها إدخال السعادة على الكثيرين من خلال ابتسامة تشارك فيها كل من تراه من المرضى في صالة الانتظار إلى زملائها من الأطباء والممرضين والصيادلة. بناء الوطن وتشرح العامري طبيعة عملها، بأنه أمر أساسي أن يقوم الطبيب في بداية يومه بإلقاء نظرة على جدول المرضى، ومراجعة الفحوص المختبرية التي تتم داخل المختبرات والأشعة، والتي من خلالها يستطيع الطبيب الجمع بين الحالة البيولوجية أي «الصحية» والحالة النفسية والاجتماعية للمريض، والحصول على نظرة شاملة ووافية لحالة المريض وتقديم الرعاية الصحية الأولية بشكل متواصل ليضمن استقرار وتحسن حالته، ويستلزم عمل الطبيب في طب الأسرة إلى تقديم الاستشارة للمرضى وتشخيص الحالات الصحية والعلاج الملائم، ومن ثم بناء جدول متابعة بشكل دوري بين الطبيب ومريضه ليبني ثقة متبادلة ويغرس علاقة تملؤها المودة. وتتابع: «انضممت إلى اللجنة الطبية الإرشادية والتي من خلالها أقوم بالمشاركة في وضع التعليمات المدروسة بعناية لحالات مرضية متداولة مثل السكري وأزمات الربو، وغيرها، لمعاونه الطاقم الطبي في تقديم العلاج الصحيح بكفاءة لضمان راحة المريض. وأدير حاليا برنامج بيتنا الطبي في مركز الروضة الصحي، التابع للخدمات العلاجية الخارجية، إحدى منشآت شركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة»، وهو نموذج للرعاية الصحية يهدف إلى توفير خدمات صحية على أعلى مستويات الجودة والسلامة. مسيرة ناجحة وتستعرض العامري إنجازاتها خلال الفترة الماضية، بقولها: تم تعييني كاختصاصية في مجال طب الأسرة لدى مركز الروضة الصحي التابع للخدمات العلاجية الخارجية، بعد حصولي على البورد العربي لتخصص طب الأسرة في أبريل 2017. وتم تكريمي عام 2016، من ضمن كوكبة نجوم الإمارات المتميزات. وجاء ذلك نتاج تأليفي لكتاب في طب الأسرة بالتعاون مع زميلاتي الطبيبات، ويعتبر هذا الكتاب من أوائل الكتب التي تعزز دور طبيب الأسرة في المجتمع، كما أنه يعد مرجعا لا غنى عنه للأطباء في هذا المجال. وفي عام 2016 عينت رئيسة الأطباء المقيمين في برنامج طب الأسرة، كما تم نشر أحد بحوثي الطبية التي شاركت بها في مجلة طبية عالمية عام 2015، حيث شمل البحث دراسة قياس معرفة الأم بفيتامين (د) ونقصه، وكيفية اكتسابه، وآثاره، بالإضافة الى مجموعة أسئلة تقيس النضج الفكري للأم من خلال تصرفها تجاه احتياج طفلها لمكملات فيتامين (د)، وقياس التزامها بإرشادات الطبيب ونصائحه الخاصة بالفترة الزمنية للعلاج، وكمية الجرعات اللازمة. «عام الخير» وتنتقل العامري إلى الحديث عن «عام الخير»، موضحة أنها أدركت أهمية أن تمتد مشاركات الفرد إلى خارج نطاق وبيئة عمله لتكون من ضمن المتطوعين في برنامج «تكاتف»، حيث شاركت بمبادرة «رمضان أمان». أما طموحاتها المستقبلية وكيف تسعى الى تحقيقها، أكدت أنها تسعى لتكون جزءاً من الهيئة التدريسية في برنامج الأطباء المقيمين لطب الأسرة، لإيمانها العميق بأن التعليم هو الركن الأساسي لقوام المجتمع ولدفع عجلة التطوير والتدريب في القطاع الصحي بالدولة، حيث كانت من أوائل المؤسسين لمجلس التعليم في كلية الطب والعلوم الصحية في جامعة الإمارات، واستمرت بعد تخرجها والتحاقها بطب الأسرة في تقديم المحاضرات وأثمر ذلك بحصولها على أفضل محاضر في الإلقاء. وما زالت العامري على تواصل مستمر مع البرنامج الأكاديمي لتقديم المحاضرات ونقل المعرفة للأطباء المقيمين خلال مسيرتهم الأكاديمية، وتطمح حاليا للحصول على الماجستير في التعليم والتطوير. دعم الأهل وتحديات المهنة ترى كوثر العامري، أن الفضل في أي نجاح حققته يرجع إلى الوالد والزوج، كما أنها لا تستطيع أن تغفل الدعم المعنوي الذي تلقته من الأهل والأقارب، موضحة أن الطاقات الإيجابية التي تتلقاها وتمتد لها من مرضاها، تزيدها حبا وتعلقا بمهنتها، لتسعى جاهدة لتطوير ذاتها وتقديم أفضل رعاية وعناية صحية لمرضاها. ورداً على سؤال حول صعوبات المهنة وكيف تتغلب عليها، أجابت: لا تخلو أي مهنة من الصعاب وخاصة في مجال الطب، لذا تحاول تخصيص وقت لمراجعة وقراءة آخر ما توصل إليه الطب الحديث، والاطلاع على أحدث الدراسات والبحوث الطبية العالمية، وحضور المؤتمرات والورش العلمية في الداخل والخارج.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©