الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحديد المشغول.. أناقة تضفي الفخامة على الديكور المنزلي

الحديد المشغول.. أناقة تضفي الفخامة على الديكور المنزلي
14 سبتمبر 2010 09:05
فن تشكيل الحديد من الفنون الحرفية القديمة التي ارتبط بها المرء، واستخدمها في تشكيل الكثير من المفردات الحياتية لتلبي احتياجاته البسيطة آنذاك، إلا أن شغف الحرفي المتواصل بالابتكار والابداع، وتعدد وانتشار الزخارف والنقوش في العصر الحديث، وتوافر الإمكانيات التي لم تكن موجودة من قبل في فن تشكيل المعادن، جميعها ساهمت في تطوير هذا الفن، فاستخدم العاملون في سياقه الحفر والنقش والتفريغ بالمنشار، ووضع الفصوص والكريستال، حيث كان لكل ذلك أن ارتقى بالفن المعدني إلى مراحل متقدمة، خاصة نتيجة دخول الآلات التي ساعدت المهني على خلق نماذج فنية متعدد الأشكال والاستخدام، بدءاً بصناعة الأدوات المنزلية البسيطة، ووصولا إلى إنتاج الأثاث المعدني، أو ما يسمى بالحديد المشغول الذي ترك بصمة من الأناقة والرقي والنعومة بين ثنايا المنزل. يقول المختص يحيى محمد إنه منذ أن توصل المرء إلى اكتشاف المعادن، وهو يحاول تطويعها وتوظيفها بحيث تعينه على تلبية احتياجاته اليومية البسيطة، إلا أن التطور في شتى مجالات الحياة حرض على البحث عن الكثير من الوسائل لتسهيل مهام الحياة المتزايدة، وشكل المعدن أحد أهم العناصر الرئيسية وجزءاًَ هاماً في صناعة الأشياء من حولنا، ومن خلال الاطلاع على الحضارات القديمة نجد أن الأوائل قد برعوا في تطويع المعادن، فالآثار شاهدة على إنجازاتهم وإبداعهم المستفيض في التعامل مع هذا النوع من الخام الصلد، وتحويله إلى منتج فني جمالي يحاكي الطبيعة التي تعج بالصور المختزنة في طياتها للكثير من الأفكار التي يمكن أن يستعين بها الفنان في رسم ملامح المعادن التي بين يديه من خلال تنفيذ بعض الأواني والأطباق وبعض المصوغات والحلي والتحف التي نجدها مستمده من الزخارف والنقوش الإسلامية، كما نجد عناصر ووحدات يظهر فيها الخط العربي ببراعة بالإضافة إلى التقسيمات والأشكال الهندسية وخطوط مجدولة ومنحنيات متشابكة والزخارف النباتية التي تظهر بشكل واضح. بالرغم من العمل المرهق الذي واجهه الفنان قديما في تنفيذ أي شيء بسيط، إلا أن متعت العمل والنتيجة التي سيصل إليها قد ينسيه وقع الحرارة العالية التي تلفحه من هذه المهنة، والجهد الذي يستنزفه أثناء العمل، فكانت الأدوات التي تعتمد على حرفة تطويع الحديد، بسيطة فمنها المطرقة التي تنهال بقوة على قضيب الحديد بعد تعريضه لحرارة عالية، وبمعاونة أدوات القص والصقل ويتم تشكيله بعد تليينه بالنار لإنتاج الأدوات التي يحتاج إليها الإنسان في حياته اليومية. فيتم العمل من خلال تسخين قطع الحديد في كور يعمل على الفحم الحجري ويشكلها الحداد يدوياً بالمطرقة المعدنية على السندان، وتستعمل أحياناً أدوات يدوية مساعدة مثل أدوات القص والصقل وغيرها. صناعة تشكيلية يضيف محمد قائلا: الحديد والنار، عنصران مهمان أتاحا للحياة البشرية أن تحقق قفزات نوعية هائلة، من خلال إنتاج الكثير من الصناعات التي دخل فيها الحديد وبقوة. فالحديد يتمتع بمواصفات خاصة منها الصلابة والمتانة، وقابلية التشكيل ، والانصهار وجردته، والتماسك، ومقاومة الثني والالتواء، كما أنه له قابلية اللحام والقدرة على التوصيل الحراري. وقد تطورات الآلات المستخدمة في هذه الحرفة منها المطارق الميكانيكية والمطارق الهوائية والمطارق البخارية والمطارق الهيدروليكية. وتكمن أهمية هذه المطارق في عمليات طرق وتشكيل القطع الضخمة والثقيلة والتخفيف من مشقة العمل اليدوي. وعمليات التشكيل أيضا، تتم بطرق مختلفة منها الطبع والختم والتثقيب وعمليات القص والتقطيع بأنواعه، وعمليات الدرفلة والسحب والحلزنة المعدنية، وعمليات التقويس والثني للأنابيب والقضبان المعدنية وتشكيلها بأقواس وأشكال مختلفة وفق الديزاين أو التصميم الذي يتم تخطيطه من قبل المصمم على الورق ثم تبدأ مرحلة التشكيل وتنفيذ العمل. يستكمل محمد قائلا: لقد حرصنا على عمل تصاميم متنوعة ومختلفة من الحديد المشغول، بدءاً بالأمور الصغيرة والبسيطة كعلاقات الحائط والدرابزين وبعض التحف البسيطة وصولا إلى غرف النوم، فكل له طريقته وتفاصيله الذي تتميز به كل قطعة عن الأخرى، حيث استوحينا من مفردات الطبيعة وتفاصيلها الناعمة في تشكيل نماذج من الأثاث تحاكي الزهور في رقتها وجمالها ، ونعومة الفراشات التي تحلق بين ثناياها في منظر بديع ورائع، ونجد الزخارف النباتية التي تظهر بقوة في الكثير من قطع الأثاث المطعمة بخيوط من قطع الكريستال، بالإضافة إلى تصميم الكونسول ذي القاعدة المصممة على شكل أوراق لنباتات مختلفة تحمل رفاً من حجر الرخام، يعلوها إطار مزخرف بنقوش دقيقة ومتتابعة تتوسطها مرآة، وفي زاوية الإطار تخرج أفرع من الأغصان وقد حملت فازة معدنية وتتدلى منها قطعة من الشيفون. قصور ألف ليلة وليلة يخبرنا محدثنا مضيفاً: نجد تصميماً آخر لكونسول وقد ثبت على الجدار بتشكيل شريط عريض يحتضن زهرتين اللوتس والأوركيد، ونجد ايضا مجموعة مختلفة من “الشيزيلونج” صممت بطريقة فنية أبدع فيها المصمم حيث نجد الشيزيلونج تحاكي جذوع الأشجار، من خلال المسند حيث تتفرع منها عدد من الجذوع، لتتدلى على جوانب المقعد والتصميم الآخر للشيزيلونج مستوحاة من ريش الطاووس، والمنجد بتدرج لوني من القماش. كما عملنا على تطويع الحديد من خلال تصميم غرف النوم حيث عمدنا على تصميم الأسرة ذات الطابع الكلاسيكي، والتي تعود بنا إلى قصور ألف ليلة وليلة التي تعلوها قطعة من القماش كمظلة مثبتة على حامل من الحديد المشغول ، تزينها مجموعة من الزهور المثبته على رأس السرير وموزعة بطريقة فنية بديعة، وتوليفة رائعة من الحديد المشغول حلزوني الشكل ذات صبغة نحاسية وتشع منها قطع الكريستال الملون فتزيدها توهجا وبريقا . تفاصيل دقيقة قد حرصنا على تنفيذ بعض قطع التحف التي تحمل تفاصيل دقيقة منها مجسم لدراجة هوائية ، وبعض الجداريات والشمعدانات والبرفان بالإضافة إلى إدخال الحديد المشغول في تنفيذ الستائر بتصميم حامل الستارة الذي يتداخل مع قطع قماش الستائر وتتدلى على جوانبة أكاليل من الزهور والأوراق . إن هذا التصميم يتطلب جانبا من الدقة في عملية تشكيل قطع الاكسسوارات التي نزين بها بعض قطع الأثاث، بالإضافة إلى تنفيذ قطع الأثاث والديكور الداخلي كالدرابزين وعمل أقواس مزخرفة من الحديد المشغول في الممرات، بالإضافة إلى خلق تزاوج بديع بين الحديد المشغول والجبس في الأسقف وعمل الاطارات وبراويز للصور. لم يقتصر الأمر فقط على الأعمال الداخلية، وإنما سعينا أيضا أن نقدم بعض النماذج من المشغولات المعدنية التي يمكن أن تستخدم خارج المنزل وتحت تأثير الأجواء الخارجية ، كالأبواب والنوافذ والاضاءات وبعض اكسسورات الحدائق كالجلسات والأسوار ونحوها. حتى لا يتعرض الحديد للصدأ أو التآكل فنعمل على طلائه بمادة عازلة تكسبه قوة وصمودا ضد الرطوبة أو الحرارة، ودائما ما نحاول أن نضع بعض الأفكار التي تمنحنا جانبا من التفرد في المشغولات المعدنية، وتطويعه بما يتلاءم مع طراز البناء ونمط الديكور الداخلي من خلال طبيعة النقوش والزخارف وما هيتها ، التي لها وقع خاص ولمسة ناعمة.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©