الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خدمة «المتسوق الشخصي» تغزو المتاجر وتجذب الرجال

خدمة «المتسوق الشخصي» تغزو المتاجر وتجذب الرجال
14 سبتمبر 2010 08:40
تجد النساء في التسوق متعةً كبيرة لا يضاهيها من المتع الأخرى إلا القليل، فغالبيتهن لا يمللن منه، بل إن بعضهن يدمنّه ويفخرن به ولا يجدن في الأمر ما يدعو إلى تغيير أو مراجعة. ويختلف الوضع عند الرجال، فمعظمهم لا يحبون التسوق ولا يحبون الذهاب إلى مراكز التسوق، ولا يفعلون ذلك إلا على مضض. ولا يتعلق الأمر بعناد أو خلاف، بل هي عادة أقرب إلى قلب المرأة منها إلى قلب الرجل، فملبوسات هذا الأخير أقل بكثير من ملبوسات المرأة، كما أنه يتردد في قصد مركز التسوق حتى إن كان في حاجة فعلية إلى شراء أمور تخصه من ملابس أو مستلزمات شخصية، ولو تأكد من أن تفويض شخص للقيام بذلك سينجح ويغنيه عن تكبد عناء التسوق ومشقته النفسية وما يتبعه من اختيار وتنقل بين هذا المحل وذاك، وبين ردهات ذاك المركز وذلك المتجر، لفعل ذلك دون تردد. وقد أصبح ذلك ممكناً بعد أن لبت العديد من متاجر الملابس والأزياء هذا النداء الداخلي للرجل، فخلقت وظيفة جديدة هي “المتسوق الشخصي” الذي لا يساعد المستهلك في اختيار ما يريده في محل التسوق فحسب، بل يستمع إلى طلباته ويسجل مواصفات ما يريده من ملابس ويأخذ مقاساته ثم يقترح عليه الأنسب له. مع اشتداد المنافسة في سوق الملابس والأزياء الرجالية والنسائية، تزايد عدد المتاجر ومحال البيع بالتجزئة التي تقدم خدمة “المتسوق الشخصي” بشكل ملحوظ. وتكمن مهمة هذا الأخير في انتقاء ملابس معينة واقتراحها على الزبون، أو الإشارة عليه باختيار هذه الهدية للمناسبة التي يريدها بناءً على رغبته وميوله، فبعد الاستماع إلى حاجاته، يستخدم المتسوق الشخصي خبرته في الموضة وتلويناتها ثم يشير على الزبون بما يناسبه. وهذه الخدمة مجانية ولا يُلزَم المستفيد منها بأي شرط ذي علاقة بالحد الأدنى للمشتريات أو بسقف سعرها. جولة استكشافية بادر ثلاثة رجال ممن يكرهون عادة التسوق بزيارة أربعة محال ليقفوا من كثب على خدمة “المتسوق الشخصي” علها تساعدهم على علاج رهاب التسوق الذي يعانونه. التقوا خلال هذه الزيارات بالمتسوقين الشخصيين الموجودين بهذه المحال وطلبوا من كل واحد منه المساعدة على انتقاء الملابس الضرورية التي يحتاج إليها. كانت هذه المحال في أحد أشهر المراكز التجارية وأكثرها مواكبةً للموضة والموديلات الجديدة بمدينتي سكوتزديل وفينيكس بولاية أريزونا. يقول هؤلاء الثلاثة إنهم عندما اتصلوا هاتفياً بالمتسوقين الشخصيين بهذه المحال أخبروهم أنهم بحاجة إلى بذلات رسمية مناسبة لجو فصل الخريف، بالإضافة إلى ملابس عصرية ورياضية تشمل قمصاناً وسترات وربطات عنق، وقالوا رداً على سؤالهم إن ميزانيتهم لشراء ذلك لا تتعدى 1,200 دولار. يقول هؤلاء “المتسوقون” إنهم لم يكونوا يتوقعون من المتسوقين الشخصيين الإحاطة بأذواقهم واختياراتهم من خلال اتصال هاتفي، لكنهم فوجئوا. وكان هدف المتسوقين هو معرفة مدى سهولة أخذ موعد للتسوق ونوع الأسئلة التي يطرحها هؤلاء المتسوقون الشخصيون عند أخذ الموعد وأثناء وجودهم في المحل وكيفية التعامل معهم خلال هذه الفترة. تكهنات ناجحة تحرص مجموعة متاجر بارنيز بنيويورك على وجود “متسوقين شخصيين” في ثمانية محال من متاجرها التي يبلغ عددها 14 متجراً. وعندما اتصلوا بالمتسوق الشخصي “ب. ج” في متجر بسكوتزديل سألهم بضعة أسئلة أساسية حول نوع الملابس التي يرغبون فيها وعن قياسات قمصانهم وألوانهم المفضلة. وعند حضورهم إلى المتجر، طُلب منهم التوجه إلى غرفة قياس خاصة وجدوا فيها المتسوق الشخصي “ب. ج” في انتظارهم وقد جهز لهم ثماني بذلات تتراوح أسعارها بين 789 دولاراً و3,195 دولار. وكان قد جهز تسع بذلات وتسع ربطات عنق خاصة بها وعدداً من سراويل الجينز، لكنه سحب بذلةً واحدة وربطة عنق وبعض السراويل عندما رأى زبائنه الثلاثة، قائلاً إن الألوان الغامقة تناسبهم أكثر. وقد يكون ذلك حصل نتيجة ملاحظته اصفرار ألوانهم ودوران أعينهم وهم يرون ملصقات أسعار البذلات المسحوبة التي كانت مكتوبةً عليها (3,195 دولار). وقد فاجأتهم دقة اختيارات المتسوق الشخصي، خاصةً عندما رأى كل واحد منهم شكل البذلة عليه في المرآة ومدى تناسب ألوانها مع لون بشرة كل واحد منهم بشكل مذهل. لغة الجسد كانت المحطة الثانية للمتسوقين الثلاثة مجموعة متاجر “ماسيز”، أخبرهم سكرتير مواعيد التسوق أن خدمة المتسوق الشخصي موجودة في 25% من مجموعة المتاجر البالغ عددها 727 متجراً. أخذوا موعد التسوق وتعرفوا إلى متسوقهم الشخصي، إنه “حورشيد”، الذي سألهم هاتفياً بصوت رخيم عن نوع الملابس التي يفضلونها، كلاسيكية أم عصرية، وعن ألوانهم المفضلة. وعندما وصلوا، لم يكن حورشيد يضع أي ملابس خاصة ليقدمها لهم، لكنه بدأ بسؤالهم عن مقاساتهم ثم توجه إلى الحامل المعدني الذي تعلق عليه الملابس ثم عرض عليهم ماركات مختلفة تشمل “بيري إليس وماسيز وألفاني”، وكانت أسعارها تتراوح بين 350 دولاراً و600 دولار. الطريقة التي كان المتسوقون ينظرون بها إلى تلك مجموعة الملابس التي اقترحها حورشيد جعلته يستنتج أنهم غير راضين عن معظم الاختيارات التي قدمها لهم، فتدخل بسرعة وجلب لهم مجموعة أخرى انفرجت إثر رؤيتها لها أسارير وجوههم. مشورات المصمم الشخصي مجموعة متاجر “نوردستروم” هي محطة التسوق التالية التي توجه إليها المتسوقون المكتشفون الثلاثة، تحدث إليهم “شاون”، أحد المصممين الشخصيين للمجموعة الذين يبلغ عددهم 650 مصمماً. وتوفر “نوردستروم” خدمة “المتسوق الشخصي” في 105 متاجر من مجموع متاجرها البالغة 114 متجراً. التقى بهم “شاون” في قسم الملابس الرجالية من المحل، كانوا غير راضين عن عدم تحضيره مسبقاً أي ملابس لهم، لكن أسلوبه في العمل مختلف عن غيره، إذ بدأ بأخذ مقاسات كل واحد منهم ثم توجه إلى ركن حاملات الملابس وجاء بأربع بذلات تتراوح أسعارها بين 529 دولاراً و795 دولاراً، وثلاث سترات رياضية أسعارها بين 329 دولاراً و665 دولاراً. أُعجب المتسوقون برقي ذوق “شاون” وبمشوراته ونصائحه وأسلوب عمله، ووافقوا في نهاية المطاف على جل ما اقترحه عليهم. المعطف الأزرق اللماع كانت محطة المتسوقين الرابعة بمجموعة “ساكس” التي يصل عدد متاجرها إلى 50 متجراً منها 37 مزودة بخدمة المتسوق الشخصي. قُدمت لهم عند وصولهم القهوة في أكواب صينية، ثم أحضر إليهم “جوستافو”، المتسوق الشخصي، بذلات جاهزة تحمل ماركات مختلفة وتتراوح أسعارها بين 595 دولاراً و995 دولاراً، علاوةً على سترات عصرية وقمصان وربطات عنق وزوجَي أحذية. بلباقة ولطف، نجح “جوستافو” في إقناع أحدهم بتجريب معطف أزرق لامع لم يكن يضع في حسبانه البتة، لكنه غير رأيه حوله وهو ينظر إلى نفسه في المرآة بإعجاب ودهشة. وأُعجب المتسوقون الثلاثة بخبرة “جوستافو” ونباهته وسرعة بديهته في التكهن بأي الملابس والألوان تناسب أي شخص، فقد كان حدسه يصيب عند كل اقتراح يقدمه أو رأي يدلي به. وبعد أيام من التجوال والتطواف هنا وهناك، أعرب المتسوقون الثلاثة عن سرورهم بهذه التجربة وأقروا بأنهم غيروا نظرتهم إلى تجربة التسوق، فقد كانوا يكرهون مجرد التفكير فيها، لكنها كانت في جولتهم الاستكشافية هذه تجربةً ممتعةً بفضل خدمة “المتسوق الشخصي”، فهي غير مملة بالمرة، ولا تكلف شيئاً، بل تمنح لمظهر الرجل أناقةً ومظهراً جذابين ما كان ليحظى به لو أنه اعتمد على اختياره الشخصي البحت أو حتى اختيار زوجته، كما أن دفء التعامل وحسن الترحاب اللذين حظيا بهما في غالبية المحال التي قصدوها جعلاهما يستعذبون فكرة أن يدللهم شخص آخر ويجعل كل واحد منهم يشعر بأنه شخص مميز. لا رهاب ولا إدمان هي تجربة مميزة وممتعة تلك التي حظي بها المتسوقون الفضوليون الثلاثة، جعلتهم يخرجون بانطباعات إيجابية عن دور “المتسوق الشخصي” في تحبيب التسوق إلى الرجال وكسب زبائن جدد وتعزيز ولائهم ووفائهم والحرص على وقتهم، فبوجود هذه الخدمة، لا يضطر الرجل إلى التجوال في حيرة من أمره جيئةً وذهاباً في أكثر من محل ومتجر ويقضي ساعات وساعات ليحظى بملابس أو بذلات قد يدفع مقابلها الكثير ولا يرضى منها إلا القليل. هي إذن خدمة مثالية لجميع الرجال، لا سيما أولئك الذين لا يتحلون بالصبر الكافي للتسوق -وهم كثر- أو المصابين بـ”رهاب التسوق”، وهي خدمة نموذجية للنساء أيضاً والمصابات منهن بـ”إدمان التسوق”، فهي تساعدهن بالإضافة إلى مزايا انتقاء الأنسب والأكثر مسايرةً للموضة على حفظ وقتهن وجهدهن. عن “وول ستريت جورنال”
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©