الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

قضاة في الإسلام.. أبو يوسف.. أول من تقلد منصب "قاضي القضاة"

قضاة في الإسلام.. أبو يوسف.. أول من تقلد منصب "قاضي القضاة"
17 أغسطس 2018 00:59

أحمد مراد (القاهرة)

أوّل من تقلد منصب قاضي القضاة في الإسلام، وساهم في تنظيم شؤون القضاء، واختار مذهب شيخه وأستاذه أبي حنيفة ليكون المذهب الرسمي للدولة الإسلامية.
هو أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم بن حبيب الأنصاري، المولود في الكوفة سنة 113 هجرية، واتجه مبكراً إلى طلب العلم، وتتلمذ على عبدالرحمن بن أبي ليلى الفقيه الكوفي المعروف، ثم اتصل بالإمام أبي حنيفة، ولازم حلقته ودروسه، وكان ينقطع عنها لاضطراره أن يعمل حتى يواجه نفقات الحياة، فلما علم أبو حنيفة بذلك تكفل تلميذه، وأمده بماله.
رحل إلى المدينة، واتصل بالإمام مالك، فأخذ عنه الحديث والفقه، ووجد منهجا يختلف عن منهج إمامه أبي حنيفة، فوازن بينهما وقارن، ثم رجع إلى العراق مزودا بعلم أهل المدينة، فجمع بين المدرستين، مدرسة الأثر في المدينة، ومدرسة الرأي في العراق، وقرب بينهما.
قال أبو حنيفة عن تلاميذه: أصحابنا ستة وثلاثون رجلاً، ثمانية وعشرون يصلحون للقضاء، وفيهم ستة يصلحون للفتوى، وفيهم اثنان يصلحان لتأديب القضاة وأصحاب الفتوى، وأشار إلى أبي يوسف، وزفر.
اشتغل أبو يوسف بالقضاء في سنة 166 هجرية في عهد الخليفة العباسي المهدي، وبلغ الغاية في عهد الخليفة هارون الرشيد، حيث تولى منصب قاضي القضاة، وهو منصب استحدث لأول مرة في تاريخ القضاء، وشاءت الأقدار أن يكون أبو يوسف هو أول من يشغله في التاريخ الإسلامي، وأتاح هذا المنصب له أن ينشر مذهبه وفقه شيخه أبي حنيفة، وجعله الفقه الرسمي بالقضاء والإفتاء والتدوين، ومكن أبو يوسف للمذهب الحنفي بأن يسود ويعم بتعيين أتباعه في كراسي القضاء، حيث كان يناط به تعيينهم في الولايات باعتباره القاضي الأول في الدولة العباسية.
ارتبط أبو يوسف بعلاقة وثيقة مع الخليفة الرشيد، وتبوأ عنده مكانة عالية، فكان يحج معه ويؤمه ويعلمه، وكتب كتاب «الخراج»، استجابة لرسالة من الرشيد إلى قاضيه في أن يضع له كتاباً في مالية الدولة وفق أحكام الشرع الحنيف، وقد تضمن الكتاب بيانا بموارد الدولة على اختلافها، حسبما جاءت به الشريعة، ومصارف تلك الأموال، وتطرق إلى بيان الطريقة المثلى لجمع تلك الأموال، وتعرض لبعض الواجبات التي يلزم بيت المال القيام بها.
ومن المؤلفات الأخرى لأبي يوسف: كتاب الصلاة، كتاب الزكاة، كتاب الصيام، كتاب الفرائض، كتاب البيوع، كتاب الحدود، وكتاب الآثار، وكتاب اختلاف أبي حنيفة وابن أبي ليلي، جمع فيه مسائل اختلف فيها أبو حنيفة مع ابن أبي ليلى الفقيه الكوفي المعروف.
توفي أبو يوسف سنة 182 هجرية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©