السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

إضاءة ثلاثية على الفن السوداني الحداثي وتجلياته

إضاءة ثلاثية على الفن السوداني الحداثي وتجلياته
20 نوفمبر 2016 22:24
محمد عبدالسميع (الشارقة) ضمن أنشطة مؤسسة الشارقة للفنون، انطلقت أمس الأول فعاليات ثلاث معارض نوعية تنظمها المؤسسة في منطقة الفنون في الشارقة، تتمحور حول الفن السوداني الحداثي وتجلياته ماضياً وحاضراً تحت عنوان «سعة الأفق.. إيجاز العبارة - معرض استعادي (1956-الحاضر)» للفنان عامر نور، و«نساء في مكعبات بلورية - معرض استعادي (1965-الحاضر)» للفنانة كمالا إسحق، إضافة إلى المعرض الجماعي «مدرسة الخرطوم: حركة الفن الحديث في السودان (1945 - الحاضر)» بمشاركة مجموعة من أبرز الفنانين السودانيين. تقدم المعارض الثلاثة أبرز التحديات والصراعات التي خاضها المجتمع والوسط الثقافي في السودان لصناعة هويته الخاصة، والتي تشكل أهمها خلال حقبة الستينيات والسبعينيات باعتبارها حقبة محورية شهدت صعود العديد من الحركات الحداثية، التي شكلت انعطافات جذرية في المشهد الأدبي والفني، وساعدت على ازدهار مجالات الإنتاج الثقافي والفني كافة. شارك في تقييم المعارض الشيخة حور القاسمي، رئيس مؤسسة الشارقة للفنون، والدكتور صلاح حسن، بروفسور كرسي أستاذية جولدوين سميث جامعة كورنيل. «سعة الأفق.. إيجاز» العبارة هو عنوان معرض الفنان عامر نور ومن خلاله يصف تجربته واختلافها عن الأفكار التقليدية «المينيمالية»، حيث تتموضع أعماله في مساحة تلتقي فيها الأشكال التقليدية مع مفاهيم ذات مرجعيات أفريقية، تعكس قدرته على دمج الوسائل والتقنيات والأشكال والأفكار المتأتية من الطبيعة المزدوجة لتجربته بوصفه فناناً سودانياً يعيش في الغرب. يضع نور الأشكال الهندسية ونصف الكروية في سياق يتقاطع مع سياق تاريخه وبيئته وتقاليده، كما يظهر ذلك في أعمال مثل «بيت»، و«واحد فوق الآخر». بينما يطوع في عمله المعنون «بورتريه الحزن» الأشكال الهندسية البسيطة بأسلوب تكعيبي يتبدّى على نحو جلي في النحت الأفريقي، وتظهر في رائعته «الرعي في شندي» أشكاله المجردة، حيث يتكون العمل من منحوتة ستانلس ستيل مؤلفة من 202 نصف دائرة ذات مقاسات متعددة. معرض «نساء في مكعبات بلورية» للفنانة كمالا إسحق، وهي من أوائل الفنانات السودانيات التي تعلمت في إنجلترا ودرست فيها فنون الجداريات، وفي السبعينيات ابتدعت مدرسة جديدة هي المدرسة الكريستالية.تأثرت بالفنان وليم بلك و شخوصه المشوهة وألوانه الغامضة. حيث يذكرها بالطفولة والطقوس النسائية في السودان طقوس الزار، وهي طقوس فيها الكثير من الروحانيات وتقمص أرواح وهذيان ورقص وغناء، وقد انعكس ذلك على أعمالها الفنية فتجد النساء محبوسات داخل مكعبات بلورية وأشكالها مشوهة. أما معرض «مدرسة الخرطوم» فهو يوثق لحركة الفن الحديث في السودان، ويقدم نظرة عميقة للشخصيات التأسيسية في مدرسة الخرطوم واللحظات المفصلية في تاريخ هذه الحركة، متناولا فترة تمتد من أواسط القرن العشرين بما فيها فترة من الاحتلال البريطاني للسودان، والتي امتدت لعقدين من الزمن ومرحلة ما بعد الاستقلال، وصولا إلى الحاضر مما يتيح معاينة المفردات البصرية الدقيقة والآثار الراسخة والمتشعبة للحركة. يتناول هذا المعرض مصطلح مدرسة الخرطوم الشامل للدلالة على ديناميكية الحركة المتسمة بالتجديد والتعددية. وبوصفها عاملاً مؤثراً في تطور الحداثة ليس في السودان فقط بل في أفريقيا والعالم العربي بأسره. يقول الفنان شرحبيل أحمد، أحد المشاركين في معرض مدرسة الخرطوم: شاركت بلوحتين الأولى بعنوان «المولد النبوي الشريف»، وهي تجسد احتفالات المجتمع السوداني بالموالد النبوي الشريف، وفيها الأم والفتاة تحمل العروسة، ودكاكين تبيع الحلوى بأشكال متعددة. أما اللوحة الثانية فهي بعنوان «بائعة الشاي» وفيها تجسيد لامرأة مكافحة تبيع الشاي وهي مهنة شريفة لكسب الرزق. ومعظم أعمالي جزء من المجتمع السوداني بكل ما فيه من تفاعلات حياتية. وتقول الفنانة آمنة عثمان: أشارك بـ 4 لوحات، تدور حول البيئة السودانية، وتبرز البيت السوداني التقليدي المصنوع من السعف. وفيها رؤية للمستقبل والتطلع نحو التطور. ويقول الدكتور صلاح حسن، المشارك في تقييم المعارض: مهمة المعارض هو التوثيق للحركة الفنية في السودان من فترة الأربعينيات حتى اليوم. وأشار إلى أن معرض مدرسة الخرطوم معرض استعادي كامل للحركة الفنية في الخرطوم، وتوثيق لحركة الحداثة في السودان من الأربعينيات حتى اليوم. يتضمن بعض أعمال الرواد الأوائل والذين توفوا مثل شاج الرحيم، ومحمد أحمد عبدالله، وكلهم خزافين جمعوا بين الطرق التقليدية في السودان والرموز السودانية والأفريقية. واختتم: كقيم على المعرض حاولت أخذ كلمة الخرطوم كرمز دلالي للحركة الفنية بكل تداخلاتها وإشكالياتها وحواراتها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©